في الأيام التي سبقت ضرب إعصار ميلتون الذي ضرب ولاية فلوريدا، كان المراقبون قلقين من أن يُرسل الإعصار ما يصل إلى نحو 4.5 متر من المياه إلى السواحل ذات الكثافة السكانية العالية في خليج تامبا.
بدلا من ذلك، انخفض مستوى المياه في مدينة تامبا عدة أقدام بشكل مؤقت أثناء اجتياح الإعصار، فماذا حدث؟
التفسير العلمي لهذه الظاهرة يسمى بـ”التدفق العكسي للعواصف” وهو شيء مألوف يحدث أثناء الأعاصير، لكنه في بعض الأحيان لا يُلاحظ، فهذا الأمر له علاقة بطريقة حركة مياه البحر بفعل رياح الإعصار عندما تضرب العواصف اليابسة، وهذا ما حدث بالفعل في خليج تامبا.
وفي نصف الكرة الشمالي، تهب رياح العواصف الاستوائية في اتجاه عكس عقارب الساعة. عند الوصول إلى اليابسة، تدفع الرياح الدوارة المياه نحو الشاطئ في أحد طرفي “عين العاصفة”، وتدفعها بعيدا عن الشاطئ في الطرف الآخر.
وأوضح براين ماكنولدي، الباحث في جامعة ميامي في مجال العواصف الاستوائية، أن حركة المياه الأكثر وضوحا تحدث تحت الرياح القوية لجدار “عين العاصفة”.
كان مسار إعصار ميلتون نحو الجزء المركزي من الساحل الغربي لفلوريدا واضحا لعدة أيام، مما زاد من احتمال أن يتحمل ساحل تامبا نصيب الأسد من الفيضانات، ولكن من الصعب دائما التنبؤ بدقة حول مكان ووقت وصول الإعصار إلى اليابسة، وهو أمر مهم لأن المد العالي اليومي للبحر يمكن أن يعزز من قوة تدفق المياه.
وبالطبع، يمكن أن تكون الرياح والأمطار والفيضانات قوية في المناطق البعيدة عن مركز العاصفة، لكن موقع وصول الإعصار إلى اليابسة يحدث فرقا كبيرا في المكان الذي يصل فيه “تدفق المياه” إلى ذروته، كما أوضح ماكنولدي. وينطبق الأمر ذاته على التدفق العكسي أو “السالب”.
في النهاية، وصل مركز إعصار ميلتون، إلى اليابسة مساء الأربعاء في منطقة سييستا كي Siesta Key، بالقرب من ساراسوتاSarasota. وهي تبعد حوالي 112 كيلومترًا جنوب مدينة تامبا.
هذا يعني أن الرياح القوية القادمة من الشاطئ تسببت في حدوث تدفق كبير للمياه جنوب سييستا كي، ووفقا للمركز الوطني للأعاصير، فأن البيانات الأولية أشارت إلى أن المياه ارتفعت في تلك المنطقة إلى نحو 3 أمتار، في حين انخفض مستوى المياه فجأة بحوالي 5 أقدام بالقرب من تامبا.
ويذّكر الباحث الكبير في جامعة ميامي في مجال العواصف الاستوائية بتأثيرات مشابهة وقعت في السابق، اذ تسبب إعصار إيرما في تأثير مشابه عام 2017، وكذلك فعل إعصار إيان في عام 2022، عندما خرج الناس لرؤية ما كان عادة قاع البحر.
وفي أي عاصفة، يقول ماكنولدي: “هذا فكرة سيئة للغاية، لأن المياه ستعود.” وبالفعل عادت مستويات المياه إلى طبيعتها في تامبا صباح الخميس.