تتوالى المبادرات الإنسانية الفردية التي يقدمها لبنانيون بالمناطق التي استقبلت نازحين من المدن التي تتعرض للغارات الإسرائيلية المتواصلة في إطار العدوان المتواصل على لبنان.
وفي صيدا بمحافظة الجنوب في لبنان، قام الطبيب علي جرادي المختص بتقويم وتجميل الأسنان بتحويل عيادته إلى مطبخ لطهي الطعام، لتوزيعه على النازحين في المدينة.
واتخذ جرادي القرار بعد التشاور مع جيرانه الذين أبدوا رغبة كبيرة بمساعدة النازحين القادمين من المدن الأخرى، وكانت الفكرة في البداية تقتصر على تقديم المعونة المالية للنازحين، لكنه وجد أن تقديم الطعام أكثر إلحاحا ونفعا.
وبدأ المطبخ بتقديم سندويتشات، ومن ثم تطور العمل إلى تقديم وجبات يومية لأكثر من 300 نازح من كافة الأعمار والمناطق.
ويقتصر عمل المطبخ على النازحين داخل المنازل، أما في مراكز الإيواء فهناك جمعيات وبلديات تقوم بتقديم الوجبات والخدمات لهم.
تمويل المطبخ
بدأت المساعدات العينية تصل للمطبخ الخيري بعد إطلاق الجرادي حملة تبرعات لجمع المساعدات سواء داخل لبنان أو خارجها، وصارت التبرعات جزءا أساسياً من مشروع إعداد الطعام وتوزيعه.
ويشير الطبيب إلى أن هذا العمل الخيري يشعر كل العاملين به بالفخر لما يقدموه من أجل مساعدة الشعب اللبناني في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وعجز الدولة عن مساعدة مئات آلاف النازحين، وقال “إن حجم المأساة كبير وعدد النازحين أكبر بكثير مما نقدمه”.
ووفق تقديرات رسمية غير نهائية، بلغ عدد النازحين من ضاحية بيروت الجنوبية ومن جنوب وشرق البلاد أكثر من مليون و200 ألف نازح، منهم 173 ألفاً مسجلون في مراكز الإيواء، أما الآخرون فقد نزحوا الى أماكن سكن أخرى أو في الأماكن العامة.
أوضاع اللاجئين
ودفع العدوان الإسرائيلي -الذي تزامن مع سوء الأوضاع الاقتصادية- الكثير من اللبنانيين لافتراش الأرض في الساحات العامة أو اللجوء لمنازل الاقارب، وتتحدث تقارير صحفية عن صعوبة تلبية الجهات الحكومية لحاجات النازحين المتزايدة، لا سيما تأمين مساكن كافية لهم.
كما اضطر آلاف اللبنانيين إلى اللجوء لسوريا إثر التصعيد الإسرائيلي الأخير، وبلغ عددهم حوالي 250 ألف نازح، وفقاً لإعلان المفوض الأممي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.
وفي السياق، حذرت دراسة أصدرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) -الأسبوع الماضي- من أن لبنان على حافة الهاوية ومعرض لانهيار كارثي جراء الاعتداءات الإسرائيليّة الأخيرة عليه، ودعت إلى تدخل دولي عاجل لإنهاء النزاع ومعالجة أسبابه الجذرية.