حديقة مستوحاة من لوحة “ليلة النجوم” لفان غوخ في البوسنة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

قرر رجل أعمال بوسني، شغوف بأعمال فنسنت فان غوخ، تحويل منطقة جبلية في البوسنة إلى مشهد يجسّد واقعيا لوحة الرسّام الهولندي “ليلة النجوم” على مساحة لا تقل عن 10 هكتارات.

وقال حليم زوكيتش لوكالة الصحافة الفرنسية “فان غوخ ملك لنا أيضا، إنه إرثنا، وهي وسيلة لتكريمه”.

وتشكّل متاهات مكونة من آلاف شجيرات الخزامى والأعشاب والنباتات نسخة طبق الأصل من المشهد السماوي، الذي رسمه عام 1889 الفنان الهولندي المنتمي إلى الحركة ما بعد الانطباعية.

وأوضح زوكيتش، البالغ 56 عاما، أن “الاكتفاء بإعادة إنتاج صورة مسطحة في فضاء ثلاثي الأبعاد لم يكن ممكنا”. وأضاف “بوحي من العمل، حاولنا الالتزام بالأشكال والنسب لجعلها تبدو مطابقة للوحة قدر الإمكان. وأعتقد أننا نجحنا”.

وروى رجل الأعمال أنه قبل 20 عاما لاحظ الموقع القريب من قرية لوزنيكا، في منطقة فيسوكو (وسط البوسنة)، لدى عودته من قطف الفطر في الغابة المحيطة.

واشترى قطعة أرض أولى هناك لبناء كوخ وإنشاء حديقة صغيرة ذات أشكال مستديرة، لم تربطها آنذاك أية صلة بلوحة فان غوخ الشهيرة “ليلة النجوم”، المحفوظة في متحف الفن الحديث بنيويورك.

لكنّ الفكرة خطرت له عام 2018، عندما نظر إلى العلامات التي تركها جرّار على العشب. وقال “بدت لي هذه الآثار وكأنها أشكال حلزونية كتلك التي في لوحة (ليلة النجوم) واتخذت القرار فورا”.

وما كان من حليم زوكيتش إلا أن اشترى المزيد من الأراضي وبدأ العمل، يساعده يوميا ما بين 20 و30 عاملا.

وبعد 6 سنوات، اتخذت الحديقة شكلها النهائي، وأكد أنه زرع فيها “نحو 130 ألف شجيرة خزامى، وعشرات الآلاف من النباتات العطرية والطبية، وآلاف الأشجار”، مشيرا إلى “عدم وجود خط مستقيم واحد في الحديقة، تماما كما هو الحال في الطبيعة”.

في الوقت نفسه، أصبح رجل الأعمال مهتما بأعمال فان غوخ التي لم يكن متعمقا فيها. أما اليوم، فيروي بحماسة تفاصيل عن حياة الفنان الذي أبهره “بحبه للطبيعة” و”الشغف الذي كان يؤدي به عمله”.

وسافر زوكيتش إلى فرنسا عام 2023 لزيارة الأماكن التي شهدت الإنتاج الأكثر غزارة للفنان، كآرل وسان ريمي دو بروفانس، حيث رسم فان غوخ “ليلة النجوم” خلال وجوده في مصحة للأمراض النفسية، قبيل انتحاره في يوليو/تموز 1890 عن 37 عاما.

وفي الوقت الراهن، تنحصر زيارة الحديقة بعدد قليل من الزوار، ودعا زوكيتش المهتمين إلى التمتع بـ”القليل من الصبر”، في انتظار اكتمال نمو النباتات والأشجار، مشيرا إلى أنها ستُفتح للزوار “في غضون أشهر قليلة”.

وأوضح زوكيتش الذي كان يملك شركة تأمين ويعمل حاليا في مجال السياحة “إن القدرة المالية لا تكفي لإقامة حديقة، بل ينبغي تخصيص وقت” أيضا.

وأضاف “أعتقد أننا أنشأنا قاعدة جيدة، وستصبح الحديقة أجمل كل سنة”، رافضا الإفصاح عن قيمة المبلغ الذي استثمره.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *