الموصل- في حدث ثقافي يعد الأول من نوعه في مدينة الموصل العراقية -العاصمة الإدارية لمحافظة نينوى- عقد معرض الموصل الدولي الأول للكتاب فعالياته المتنوعة بعد سنوات انقطعت فيها المدينة عن الفعاليات الثقافية الدولية.
ومما أثر إيجابا في مسيرة المعرض عدد دور النشر الكبير المشاركة بالمعرض، إذ يقترب العدد من 110 دور نشر، مع عدد قياسي من عناوين الكتب التي شاركت في المعرض ومن مختلف الدول العربية والأجنبية.
أرقام قياسية
ويؤكد مدير الشركة المنظمة للمعرض الدكتور واصف حميدي شويكي أن المعرض الدولي الأول للكتاب في الموصل حقق أرقاما قياسية مقارنة بالعديد من المحافظات العراقية التي تشهد معارض للكتب، مبينا أن فترة التحضير للمعرض امتدت لـ4 أشهر.
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح شويكي أن عدد الدول المشاركة في المعرض تجاوز 14 دولة عربية مع وكالات لدول أجنبية، مثل مصر والسعودية والكويت والإمارات والأردن وسوريا وتركيا وتونس والمغرب، فضلا عن احتفاء المعرض بأكثر من 1.5 مليون عنوان كتاب في أروقة وأجنحة المعرض.
وبالإضافة إلى ما حظي به المعرض من اهتمام حكومي برعاية وزارة الثقافة، فإن شويكي أكد أن حكومة نينوى المحلية دعمت المعرض الذي استمر لمدة 10 أيام بدءا من 26 سبتمبر/أيلول الماضي وحتى أمس الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وفي ختام حديثه للجزيرة نت، يشير شويكي إلى أن الدورة الأولى للمعرض تعد تجربة ناجحة، وأن الأعوام القادمة ستشهد إضافات نوعية للمعرض وعدد دور النشر والعناوين، وفق قوله.
احتفاء بالكتب
من جانبه، يرى الصحفي الموصلي جمال البدراني أن معرض الموصل الدولي الأول للكتاب أعطى رسالة واضحة لعودة الموصل لمسارها الثقافي، لا سيما أن أعداد الزائرين للمعرض تقدر بعشرات الآلاف ضمن الأيام الأولى للمعرض، وهو ما قد يتضاعف في اليوم الأخير.
ويتابع البدراني -في حديثه للجزيرة نت- أنه ورغم تحديات التكنولوجيا الحديثة والابتعاد العام عن الكتب في العالم، فإن معرض الكتاب شهد مبيعات كبيرة للكتب، لا سيما أن العناوين قد تنوعت ما بين الأدبية والثقافية بما ضمته من كتب النقد والشعر والأدب والروايات العربية والعالمية، إضافة للعناوين العلمية ومجالات التقنية الحديثة مثل مراجع الذكاء الاصطناعي والتشفير والأمن السيبراني وغيرها.
مشاركة واسعة
حكوميا، أوضح مدير عام دائرة الثقافة والفنون في وزارة الشباب والرياضة فايز طه سالم أن أكثر من 110 دور نشر شاركوا في معرض الموصل الدولي الأول للكتاب، مبينا في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن المعرض شهد مبادرة حكومية من خلال توزيع 25 ألف بطاقة تسوق مجانية على الشباب الزائرين للمعرض، لتشجيعهم على شراء الكتب.
على الجانب الآخر، يشير إسلام السيد مبروك من دار العالمية المصرية للنشر والتوزيع أن دار النشر التي يمثلها تشارك في الموصل للمرة الأولى، مبينا أن هناك العديد من المؤشرات على نجاح المعرض، لا سيما أن نسبة الزائرين للمعرض تعد جيدة.
وبين في حديثه للجزيرة نت أن دور النشر المصرية تعد الأغلبية في المعرض بعدد يربو على 70 دار نشر مشاركة في المعرض، وفق قوله.
أما صاحب دار الإسراء للطباعة والنشر سمير البشبيشي، فيشير إلى أن مشاركتهم تعد الأولى، وأنه سبق لمشاركته إجراء دراسة شاملة عن مدينة الموصل وعدد السكان والمراكز الثقافية، لا سيما مركز يوسف ذنون الموصلي للخط العربي، وهو ما أدى لمشاركتهم في المعرض، وفق قوله.
وفي حديثه للجزيرة نت، بين أن دار الإسراء تختص بمطبوعات الخط العربي وكتب الأطفال ومقرها العاصمة المصرية القاهرة، مشيرا إلى أنه يأمل أن تكون الدورات القادمة للمعرض أكثر قوة من حيث عدد دور النشر والعناوين والتنظيم.
على الجانب الثقافي، يرى الكاتب والصحفي حسان كلاوي أن الأهم في المعرض هو دورته الأولى التي جاءت بعد محاولات عديدة، مبينا أن ما يميز المعرض احتفاؤه بمختلف المجالات العلمية والأدبية، مثل الروايات العالمية والأدب الروسي والإنجليزي، وقبلها الأدب العربي وأباطرته، فضلا عن أن دور النشر المشاركة وفرت العديد من المصادر الأصلية التي عادة ما تكون نادرة الوُجود في المكتبات العامة، مثل كتاب الأغاني في الأدب العربي لمؤلفه أبو الفرج الأصفهاني.
تحديات
وفي حديثه للجزيرة نت، بين كلاوي أنه وفي كل معرض أو مهرجان علمي أو أدبي هناك بعض المؤشرات التي تؤخذ على المنظمين، لا سيما أن معرض الموصل الدولي للكتاب لا يزال في دورته الأولى، مبينا أنه كان على الجهات المنظمة للمعرض الاهتمام بتسويق المعرض محليا وإقليميا بصورة أكبر مما هي عليه الحال.
ويذهب في هذا المنحى الصحفي جمال البدراني الذي أضاف أنه كان على الجهات المنظمة للمعرض أن تستثمر موقع المكتبة الآشورية ضمن جامعة الموصل لتنظيم المعرض، لما كان لهذه الخطوة -لو اعتمدت- أن تضيف بعدا آخر للمعرض وتنظيمه، بسبب مكانة المكتبة الآشورية وأهميتها لدى العراقيين عامة والموصليين على وجه الخصوص، وفق قوله.