تؤثر التطورات السلبية في الاقتصاد، على غرار البطالة وعدم المساواة في توزيع الدخل وانخفاض قيمة العملة، بشكل مباشر وغير مباشر على صحتنا النفسية، وقد ينتج عن ذلك ظروف سلبية مثل الأزمات الاقتصادية وفقدان الوظائف.
وقد يبدو مستقبلنا المالي غير واضح خصوصا في هذه الفترة التي يمر فيها العالم بأزمات اقتصادية متتالية، لكن الوضع لن يستمر للأبد.
ويذكر تقرير لموقع “ياشانتي” التركي أن المشاكل الاقتصادية مثل فقدان الوظيفة أو عدم تلقي زيادة في الأجر يمكن أن تؤدي إلى الإحباط والشعور بالعجز.
ويقول التقرير إن عدم كفاية الدخل، أو عدم القدرة على الحصول على أي دخل يؤجج شعور الفرد بالغضب والقلق خاصة عندما يجد نفسه عاجزا عن تلبية احتياجات وتوقعات الأشخاص الذين يعيلهم.
ووفقا لما توصلت إليه دراسات حديثة حسب الموقع، فإن الوضع المالي يؤثر على الصحة بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها، وعادة ما يلاحظ زيادة المشاكل النفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق خلال فترات الأزمات الاقتصادية.
مواجهة الأزمات الاقتصادية
عندما تحدث مشاكل اقتصادية، تصبح بيئات العمل أكثر توترا، وقد تظهر حالات مثل تسريح الموظفين وغياب زيادات في الأجور، مما يؤدي إلى زيادة العبء العملي الحالي، وعندما يتخذ الاقتصاد مسارا سلبيا تزداد توقعات أرباب العمل والمؤسسات من الموظفين بسبب مخاوفهم.
وعند مراعاة جميع هذه العوامل -يضيف التقرير- يبدأ الموظفون في فقدان الراحة التي كانوا يتمتعون بها وتصبح بيئة العمل أكثر توترا، ويمكن أن يعيش الأفراد قلقا مستمرا بسبب خوفهم من فقدان وظائفهم، وفي بعض الأحيان قد يكونون عرضة للاستغلال من قبل أرباب العمل، حيث يمكن أن تُطلب منهم مهام ومسؤوليات إضافية.
وفي مواجهة المشكلات الاقتصادية -يتابع التقرير- يمر الفرد بحالة من عدم اليقين التي لا تتعلق فقط بمستوى الدخل، بل تشمل أيضا أبعاد الأزمة الاقتصادية بشكل عام، مثل مدى استمرار ارتفاع أسعار المنتجات، وقدرة الشخص على تلبية احتياجاته الأساسية، وكلما زادت حالات عدم اليقين، زاد القلق.
التعامل مع الضغوط المالية
يقول التقرير إن تجنب الضغوط المالية لا يتعلق بجني الكثير من المال، بل بتحقيق العافية المالية، وتعني الشعور بالأمان بخصوص أمورك المالية حتى لو كنت تملك أموالا قليلة، وبالتالي فلن تصبح قلة المال أمرا يربك أفكارك وصحتك النفسية.
وتتمثل العافية المالية في:
- التحكم في الشؤون المالية اليومية.
- حرية اتخاذ الخيارات التي تساعدك على الاستمتاع بالحياة.
- وضع خطة لكيفية التعامل مع المرحلة القادمة.
- القدرة على امتصاص الصدمات المالية.
- الوصول إلى الأهداف المالية التي تحددها.
وإذا فقدت وظيفتك أو مصدر دخلك:
- ركز على الحلول التي بإمكانك أن تتخذها على المدى القريب، إذ يمكنك التقدم بطلب للحصول على مساعدات اجتماعية أو استحقاقات البطالة.
- حاول خفض الإنفاق غير الضروري.
- البحث عن وظيفة جديدة.
- بعد ذلك، بإمكانك التركيز على أهدافك المالية مرة أخرى.