يجمع معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، لغات العالم تحت سقف واحد، لتلتقي اللغات، وتتقارب الثقافات أمام زوار المعرض، ويتحقق شعار المعرض لهذا العام “الرياض تقرأ”.
وأكد عدد من مشرفي أجنحة دور النشر العربية المشاركة في المعرض، أن المعرض ينتظره المثقفون كل عام ومن سائر أقطار الوطن العربي، حيث يعد من أهم المعارض المتميزة إذ يحرص كل الناشرين والكتاب العرب على المشاركة في المعرض.
وقال رئيس جناح الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالعراق، الدكتور حازم الشمري، إن “معرض الرياض يعد نقلة نوعية في إثراء الحراك الثقافي العربي، بما يضمه من دور نشر تتجاوز ألفي دار نشر ومن مختلف أقطار العالم، وكذلك بما يوفره من خدمات ووسائل تقنية عالية، من حيث الإمكانات وطرق عرض حديثة تسهّل على مرتادي المعرض الوصول إلى عناوين الكتب المطلوبة، ودور النشر بكل يسر وسهولة”.
كتب اللغة
ومن جانبه أشار مشرف جناح دار القبلتين المصرية بالمعرض، محمد صميدة، إلى أن رواد معرض الرياض تختلف مشاربهم، حيث يقبلون على الكتب العلمية والأدبية والروايات والتراث واللغة، وكذلك كتب الطفل والوسائل التعليمية للصغار.
كما تقدم دور النشر الأوروبية المشاركة في معرض الرياض، محتوى أدبيا ثريا، وتتضمن أروقة المعرض مجموعات أدبية وفلسفية وتاريخية للنهضة الثقافية التي عاشتها القارة قبل قرون برموزها من المبدع ين والمثقفين والمفكرين الذين يتصدرون المشهد العالمي الحالي.
حيث تعرض دار “ألكا” البلجيكية مجموعة من الكتب التي تنقل المعرفة الثقافية عبر الأمم منها رواية “هكذا تكلم زرادشت” للفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه، وكتاب “صعود الإمبراطورية.. مقابلات أوليفرستون التاريخية مع فلاديمير بوتين”، التي تعكس الولع والتعلق بالتاريخ واستحضاره الدائم، إضافة إلى مجموعة دراسات وأبحاث بعنوان “أسطورة لاس فيغاس.. القمار والانتحار في كازينوهات أميركا” للكاتب البلجيكي من أصل عراقي كاظم الحلاق.
الأدب الفرنسي
وفي الجناح الفرنسي، يعرض أكثر من 25 ألف كتاب أهمها مجموعة من الروايات الكلاسيكية التي شكلت عصر النهضة الأدبية في فرنسا وفي الأدب العالمي، ومنها “البؤساء” و”أحدب نوتردام” لفيكتور هوجو، وقصة “الكونتة دي مونتي” لألكسندر دوما، وكذلك مجموعة من مؤلفات سولي برودوم وهو أول من فاز بجائزة نوبل، إضافة إلى تشكيلة من روايات الحداثة منها مؤلفات الكاتبة البلجيكية التي تكتب بالفرنسية إميلي نوتومب.
وتستعرض دار ألمانية جزءا من مصحف مكتوب بالخط الكوفي تم العثور عليه في قرية صغيرة بأوزباكستان، ويعود عمره إلى الحقبة ما بين القرنين الثاني والثالث الهجري، وكذلك مخطوطة فرنسية تعود إلى القرن الـ15 الميلادي، وتحكي قصة الملك الإنجليزي آرثر والفرسان الاثني عشر للطاولة المستديرة، حيث يعد الملك آرثر أهم الرموز الميثولوجية في بريطانيا العظمى لكونه يمثل الملكية العادلة في الحرب والسلم.
تبادل فكري
ويعد معرض الرياض الدولي للكتاب منصة رئيسة للناشرين وللتبادل الفكري والثقافي، وملتقى للأدباء والمفكرين وصناع الثقافة والمعرفة وعشاق الكتاب من داخل المملكة وخارجها.
ويقام معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 في جامعة الملك سعود في المدة من 26 سبتمبر/أيلول إلى الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تحت شعار “الرياض تقرأ”، بمشاركة أكثر من ألفي دار نشر من 30 دولة، منها 118 دارا من فرنسا فقط.
ويقدم المعرض في نسخته الجديدة برنامجا ثقافيا ثريا يتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الأعمار، وتشمل العديد من الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات والأمسيات الشعرية وورش العمل التي يقدمها نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين من السعودية، وعدد من دول العالم، وتناقش موضوعات مختلفة في شتى المجالات وتتضمن الباحة الخارجية للمعرض العديد من العروض التفاعلية والفعاليات الثقافية والفنية والمسرحية المميزة التي يقدمها العديد من الفنانين والمسرحيين.