“يأكلها الناس في آسيا والمحيط الهادئ منذ قرون، لكنها أحدثت ضجة مؤخرا بزيادة شعبيتها كخيار غذائي لذيذ ومغذّ في جميع أنحاء العالم”. حتى أظهرت إحصاءات العام الماضي وصول حجم تجارتها العالمية لأكثر من 17 مليار دولار أميركي، ومن المتوقع أن يبلغ حوالي 35 مليار دولار بحلول عام 2032.
فالأعشاب البحرية الصالحة للأكل “هي أكثر طعام يحظى بإشادة خبراء التغذية الآن”، كما يقول داريل أوستن، الكاتب المتخصص في مجال العافية وأسلوب الحياة، في مقاله بصحيفة “يو إس إيه توداي”؛ حيث ساعدت فوائدها الغذائية الفريدة، بجانب خصائصها الطبية، في الترويج لها والتوصية بها من قِبَل المؤثرين في مجال العافية والأطباء وخبراء التغذية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي أماكن الرعاية الصحية.
ما الأعشاب البحرية؟
وفقًا لاختصاصية التغذية ليان وينتراوب، فإن الأعشاب البحرية هي “خضراوات بحرية يمكن تناولها واستخدامها في الطهي”، ولكن بعد تنظيفها وتجفيفها فوق صفائح مسطحة؛ ليتم تتبيلها واستخدامها كبديل لخبز التورتيلا، أو تقطيعها إلى رقائق، أو لفها لتغليف السمك والأرز لصنع السوشي، وسلطات الأعشاب البحرية، والوجبات الخفيفة.
ووفقًا لموقع “هيلث لاين” فإن الأعشاب البحرية تُؤكل بشكل شائع في دول آسيوية مثل اليابان وكوريا والصين. وتتنوع ألوانها بين الأحمر والأخضر والبني والأسود، ومن أشهر أنواعها: النوري والواكامي والكومبو والسبيرولينا والكلوريلا، وجميعها مغذية، ويمكن استخدامها في العديد من الأطباق، بما في ذلك لفائف السوشي والحساء والسلطات.
الفوائد المحتملة لتناول الأعشاب البحرية
“إن فوائد الأعشاب البحرية تشبه تماما فوائد تناول النباتات والخضراوات”، كما تقول أخصائية التغذية جيانا ماسي، لمجلة “فوربس”. وهذه هي الفوائد السبع المدعومة علميا للأعشاب البحرية:
- تحتوي على اليود اللازم لوظيفة الغدة الدرقية، حيث تفرز الغدة الدرقية هرمونات للتحكم في النمو وإنتاج الطاقة وإصلاح الخلايا التالفة في الجسم، وتعتمد على اليود لصنع هذه الهرمونات، لذا يتسبب نقص اليود في أعراض تشمل تغيرات الوزن أو التعب أو تورم الرقبة. في الوقت الذي تتمتع فيه الأعشاب البحرية بقدرة فريدة على امتصاص اليود من المحيط، حيث يمكن أن تحتوي قطعة واحدة مجففة من الأعشاب البحرية على ما بين 16 ميكروغراما و2984 ميكروغراما لكل غرام، وهو ما يعادل 11 إلى 1989% من القيمة اليومية الموصى من اليود للبالغين. (تبلغ الجرعة اليومية الموصى بها من اليود 150 ميكروغراما للبالغين، و220 ميكروغراما للحوامل، و290 ميكروغراما للمرضعات).
- مصدر جيد للفيتامينات والمعادن، حيث يحتوي كل نوع من الأعشاب البحرية على مجموعة من العناصر الغذائية، يمكن أن يكون رش كمية مجففة منها على الطعام طريقة لإضفاء المذاق والنكهة وتعزيز تناول الفيتامينات والمعادن. فملعقة كبيرة (7 غرامات) من أعشاب السبيرولينا البحرية المجففة توفّر 20 سُعرا حراريا، 1.7 غرام كربوهيدرات، 4 غرامات بروتين، 0.5 غرام دهون، 0.3 غرام ألياف، بالإضافة إلى11% من القيمة اليومية للحديد، و47% من القيمة اليومية للنحاس.
ورغم أنها تحتوي على كميات صغيرة من فيتامينات “إيه” و”سي” و”كيه” و”بي 12″، وعلى أحماض أوميغا 3 ، وحمض الفوليك والزنك والصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم، فإن استخدام الأعشاب البحرية كتوابل مرة أو مرتين في الأسبوع، يُضيف مزيدا من القيمة إلى نظامك الغذائي.
- توفر الألياف والسكريات المتعددة التي تدعم صحة الأمعاء، حيث تعد الأعشاب البحرية مصدرا للألياف المهمة لتعزيز صحة الأمعاء، والتي تشكل نحو 35% إلى 60% من وزن الأعشاب البحرية الجاف، وهو أعلى من محتوى الألياف في معظم الفواكه والخضراوات. كما ثبت أيضا أن السكريات المتعددة الكبريتات الموجودة في الأعشاب البحرية، تزيد من نمو بكتيريا الأمعاء الجيدة.
- قد تدعم إنقاص الوزن، يُعتقد أن الأعشاب البحرية لها تأثيرات مضادة للسمنة، لكن من المهم إجراء دراسات على البشر للتحقق من هذه النتائج. وما إذا كان احتواء الأعشاب البحرية على الكثير من الألياف، قد يساعد على إنقاص الوزن، من خلال الشعور بالشبع وتأخير الجوع لفترة أطول. كما تضيف اختصاصية التغذية ، كارولين سوزي، أن “الأعشاب البحرية منخفضة السكر والسعرات الحرارية -أيضا-؛ مما يجعلها خيارا جيدا لأولئك الذين يراقبون وزنهم”.
- قد تقلل الإصابة بأمراض القلب، فارتفاع نسبة الكوليسترول هو أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد وجدت دراسة تحليلية أجريت عام 2023 أن تناول الأعشاب البحرية البنية، يقلل بشكل كبير من مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار.
- يمكن أن تُقلل الإصابة بالسكري من النوع الثاني، فقد كشفت دراسة أجريت عام 2017 على 60 شخصا يابانيا واستمرت 8 أسابيع، أن مادة في الأعشاب البحرية البنية، قد تساعد في تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم. ولاحظت الدراسة تحسينات إضافية في مستويات السكر في الدم لدى أولئك الذين لديهم استعداد وراثي لمقاومة الأنسولين، والتي عادة ما تصاحب مرض السكري من النوع الثاني. كما وجد تحليل تلوي عام 2023، أن استهلاك الأعشاب البحرية البنية يحسن بشكل كبير من نسبة الجلوكوز في الدم بعد الأكل.
- تحتوي على مجموعة متنوعة من مضادات الأكسدة الوقائية، تحتوي الأعشاب البحرية على مجموعة من المركبات النباتية التي تعمل معا للحصول على تأثيرات مضادة للأكسدة بصورة قوية تمنع تلف الخلايا أو يؤخره، كما تفيد في تقليل الالتهابات وخطر الإصابة بسرطان القولون.
المخاطر المحتملة للأعشاب البحرية
على الرغم من أن الأعشاب البحرية تعتبر غذاء صحيا، فإنها قد تحمل بعض المخاطر المحتملة لتناول الكثير منها، مثل:
- اليود الزائد، وهو ما يمكن التغلب عليه بتناول الأعشاب البحرية مع الأطعمة التي تمنع امتصاص الغدة الدرقية لليود، مثل البروكلي والكرنب أو الملفوف. بالإضافة إلى أن غلي الأعشاب البحرية لمدة 15 دقيقة، يجعلها تفقد ما يصل إلى 99٪ من محتواها من اليود.
ومع أن الكميات الكبيرة من الأعشاب البحرية يمكن أن تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية، لكنها تعود إلى وضعها الطبيعي بمجرد التوقف عن الاستهلاك.
- المعادن الثقيلة، قد تحتوي الأعشاب البحرية على نسبة من المعادن الثقيلة السامة مثل الكادميوم والزئبق والرصاص، لكن دراسة أجريت عام 2017، وجدت أن مستويات الكادميوم والألمنيوم والرصاص في 4 غرامات من الأعشاب البحرية “لا تشكل أية مخاطر صحية”.
ورغم ذلك يبقى احتمال لتراكم المعادن الثقيلة في الجسم بمرور الوقت، عند استهلاك الأعشاب البحرية بانتظام.