يوم الثلاثاء، أعلنت إسرائيل أنها بدأت عملية عسكرية برية “محدودة” تستهدف مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، وذلك بعد أيام قليلة من مقتل الأمين العام للتنظيم حسن نصرالله في ضربة مدمّرة على ضاحية بيروت الجنوبية.
ووصف الجيش الإسرائيلي العمليات بأنها “محدودة وموضعية ومحدّدة تستهدف بنى تحتية إرهابية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان” بإسناد جوي ومدفعي.
ولم يكشف الجيش الإسرائيلي عدد القوات المشاركة في هذه العملية، لكنه قال إن “الفرقة 98” التي تشمل مظليين ووحدات كوماندوز، تشارك فيها.
والأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثمانية من جنوده، ستة منهم من وحدة “إيغوز” الخاصة، خلال معارك ضد عناصر حزب الله، يعتقد أنهم من “قوة الرضوان” في قرية بجنوب لبنان.
“إيغوز”
جرى إنشاء وحدة “إيغوز” والمعروفة أيضا باسم الوحدة (621)، في عام 1995، للقيام بعمليات “مكافحة الإرهاب” وتعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي في مواجهة حزب الله، حيث ركزت بشكل رئيسي على جنوب لبنان خلال فترة سيطرة إسرائيل على المنطقة.
تُعتبر الوحدة جزءا من “الفرقة 98” التي تضم وحدة الكوماندوز وغيرها من الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي.
تعتبر “إيغوز” واحدة من أكثر الوحدات النخبوية في الجيش الإسرائيلي، حيث تختص بحرب العصابات والاستطلاع والعمليات المباشرة، ويصنفها خبراء عسكريون بأنها “السلاح السري” للجيش الإسرائيلي في الصراعات المقبلة.
Footage from the body cameras of a Maglan unit soldier in the Rafah area; The combat team of the commando design in precise combat in combat complexes in the Rafah area
Maglan and Egoz units operating under the commando formation continue to fight in the Rafah area and in… pic.twitter.com/ppa2l664PK
— Mossad Commentary (@MOSSADil) June 7, 2024
يجري تدريب عناصر “إيغوز” على تنفيذ العمليات في مختلف البيئات داخل إسرائيل، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب العمليات بعيدة المدى خلف خطوط العدو في لبنان وسوريا.
يخضع عناصر “إيغوز” لتدريبات شاقة تستمر 16 شهرا، وتُعد واحدة من أصعب برامج التدريب في الجيش الإسرائيلي.
يتضمن التدريب التنقلات الطويلة المدى والاستطلاع ومكافحة الإرهاب، وأشكالا مختلفة من الهجمات والاشتباكات وكذلك التمويه، وخاصة في المناطق الجبلية والمليئة بالأشجار.
لعبت وحدة “إيغوز” دورا رئيسيا في معظم الحروب والصراعات التي خاضتها إسرائيل خلال العقدين الماضيين، ومنها حرب عام 2006 مع حزب الله.
الرضوان
بالمقابل تعد وحدة الرضوان، التي تأسست في عام 2006، “بمثابة رأس الحربة لحزب الله في القتال البري والعمليات الهجومية”.
في البداية أطلق على القوة اسم “وحدة التدخل”، لكن جرى تغييره بعد ذلك بعامين إلى “وحدة الرضوان” على اسم القيادي في حزب الله عماد مغنية الذي قتل في عملية إسرائيلية أميركية مشتركة، حيث كان يستخدم الاسم الحركي “رضوان”، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وبحسب مصدر مقرب من الحزب تحدث لفرانس برس فالرضوان هي “القوة الهجومية الأبرز لحزب الله، وعناصرها مدرّبون على الاقتحامات، بما في ذلك التوغل عبر الحدود”.
ويشارك هؤلاء منذ أشهر في الهجمات على إسرائيل، التي تتم من خلال راجمات الصواريخ والصواريخ المضادة للدروع والمسيّرات.
تقدّر إسرائيل عدد عناصر هذه الوحدة بالآلاف، وتؤكد أن أفرادها “منتشرون على طول الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان”، في إشارة إلى الحدود التي تراقبها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث تضطلع الوحدة بمهام “مراقبة شمالي إسرائيل وجمع المعلومات”.
خسرت الوحدة مؤخرا العديد من قادتها، وعلى رأسهم إبراهيم عقيل القائم بأعمال رئيس وحدة الرضوان التابعة لجماعة حزب الله، خلال ضربات جوية إسرائيلية مؤخرا.
خسرت كذلك قوة الرضوان عددا من قيادييها الميدانيين، أبرزهم وسام الطويل الذي قتل مطلع العام باستهداف سيارته في جنوب لبنان.