قالت صحيفة لاكروا إن الكرادلة طلبوا المغفرة عن 7 خطايا غير عادية أثناء احتفال التوبة الذي افتتح الدورة الثانية للجمعية العامة (سينوديس) لمستقبل الكنيسة، وإن البابا فرانشيسكو شارك في الصلاة في كاتدرائية القديس بطرس قبل بدء الجمعية العامة للسينوديس.
وحسب تعريف ويكيبيديا فإن السينودوس ملتقى فكري فاتيكاني يضم نحو 250 أسقفا ورئيس أساقفة وكاردينالا من مختلف دول العالم للبحث في مسائل متعلقة بالأصولية المسيحية والعلاقة بين الدين والعلم والحوار مع اليهودية، وفكرهُ الأساسي كان تدعيم أسس الوحدة بين البابا والأساقفة.
وأوضحت لاكروا -في تقرير بقلم كريستيل جوكوا- أن الدورة الثانية للسينوديس افتتحت الثلاثاء بعد يومين مما تسمى “الخلوة الروحية” وذلك “من أجل كنيسة أكثر سينوديسية” باحتفال توبة غير عادي، حيث طلب 7 كرادلة بدورهم المغفرة عن 7 “خطايا” بعيدة كل البعد عن الخطايا المميتة المعروفة.. فما هذه الخطايا؟
ضد السلام
افتتح رئيس أساقفة بومباي بالهند الكاردينال أوزوالد غراسياس القائمة بطلب العفو “عن الافتقار إلى الشجاعة اللازمة في البحث عن السلام بين الشعوب والأمم” مشيدا بشجاعة “اللقاء واحترام المواثيق والإخلاص” وكذلك الشجاعة التي يتطلبها الاعتراف “بالكرامة اللامتناهية للحياة البشرية في جميع مراحلها” واحتياجاتها المادية مثل الحق في الحصول على عمل وأرض ومنزل وأسرة ومجتمع تعيش فيه بحرية، واختتم كلامه قائلا “إن خطيئتنا تصبح أكثر خطورة إذا استحضرنا اسم الرب لتبرير الحرب والتمييز”.
ضد الخلق والشعوب الأصلية والمهاجرين
وأعرب الكاردينال مايكل تشيرني (عميد دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة) عن الخجل “مما فعلناه نحن المؤمنين لتحويل الخلق من حديقة إلى صحراء والتلاعب به كما نشاء” طالبا العفو “للأنظمة التي فضلت العبودية والاستعمار” وكذلك “عولمة اللامبالاة في مواجهة المآسي التي تؤثر اليوم على الكثير من المهاجرين” مضيفا “في هذه اللحظة أسمع صوت الرب يسألنا جميعا: أين أخوك وأين أختك؟ اغفر لنا يا رب”.
الإساءة
تولى رئيس أساقفة بوسطن بالولايات المتحدة الكاردينال تولى شون باتريك أومالي منصبه عام 2003 رئيسا للأبرشية التي كانت من أوائل الأبرشيات التي اهتزت بسبب فضيحة الاعتداء الجنسي، فطلب المغفرة عن جميع أشكال الإساءة، وخاصة “الاعتداء الجنسي على القُصَّر والأشخاص الضعفاء، وقال إن تلك الممارسة سرقت البراءة ودنست حرمة الضعفاء والعزل” طالبا المغفرة “لكل الأوقات التي استخدمنا فيها مكانة رسامة الخدمة والحياة المكرسة لارتكاب هذه الخطيئة الرهيبة”.
ضد المرأة والأسرة والشباب
وتحدث عميد دائرة العلمانيين والأسرة والحياة الكاردينال كيفن جوزيف فاريل “نيابة عن جميع أعضاء الكنيسة، وخاصة الرجال” للاعتراف ببعض الازدراء لكرامة المرأة، من خلال جعلها “صامتة وخاضعة”. وقال إنه يعترف بأن الكنيسة تهمل أحيانا احتياجات العائلات، وتحكم عليها وتدينها بدلا من الاهتمام بها، مما “يسرق أحيانا رجاء الشباب ومحبتهم” وقد ضم الكاردينال في صلاته “أولئك الذين يخطئون” والذين يتركون في السجن أو يذهبون إلى عقوبة الإعدام.
استخدام العقيدة للتبرير
وأعرب الكاردينال الأرجنتيني رئيس دائرة عقيدة الإيمان فيكتور مانويل فرنانديز عن أسفه للاستخدام السيئ لعقيدة الكنيسة، وقال “نحن الرعاة المسؤولون عن تثبيت إخوتنا وأخواتنا في الإيمان، لم نعرف كيف نحمي الإنجيل ونقدمه كمصدر حي للحداثة الأبدية، وقد طلب المغفرة في كل الأوقات التي جاءت فيها العقيدة لتبرير المعاملة اللاإنسانية أو أعاقت مختلف الثقافات المشروعة لحقيقة يسوع المسيح” مما يجعل “الأخوة الحقيقية للبشرية جمعاء صعبة”.
ضد الفقر
وندد رئيس أساقفة الرباط بالمغرب الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو “بالثمن الآثم الذي يسلب الخبز من الجياع” طالبا المغفرة “خجلا من الجمود الذي يمنعنا من قبول الدعوة إلى أن نكون كنيسة فقيرة للفقراء” معترفا بصعوبة الاعتراف بإغراء السلطة، وتملق المراكز الأولى والألقاب الباطلة.
ضد المجمعية وعدم الإصغاء والتواصل والمشاركة للجميع
أخيرًا، اختتم رئيس أساقفة فيينا بالنمسا الكاردينال كريستوف شونبورن كلمته بالحالة الذهنية اللازمة لمقاربة مجمعية حقيقية، طالبا المغفرة عن “العقبات التي وضعناها في بناء كنيسة مجمعية حقيقية واعية بكونها شعب الرب المقدس الذي يسير معا”.
وقال شونبورن “أخجل من كل الأوقات التي لم نستمع فيها للروح القدس، مفضلين الاستماع لأنفسنا، لأننا في كل الأوقات حولنا السلطة إلى قوة خانقين التعددية”.