بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية.. حقيقة تظاهرات “رحيل السيسي” في مصر

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

في وقت تشهد مصر إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادعى ناشروه أنه يصوّر متظاهرين يطالبون برحيل الرئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي. 

ويظهر في الفيديو أشخاص يرفعون العلمين المصري والفلسطيني.

إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو في الحقيقة يعود لتظاهرات داعمة للفلسطينيين في الإسكندرية، بعد أيام من هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

أمّا صوت الهتافات المناضة للسيسي المرافقة له فمركّبة.

ويُسمع في الفيديو ما يبدو أنّها هتافات تطالب برحيل الرئيس المصريّ.  

وجاء في التعليق المرافق أنّ المشهد مصوّر حديثاً في حيّ سيدي جابر في الإسكندريّة. 

صورة ملتقطة من الشاشة في 26 يونيو 2024 من موقع فيسبوك

ويأتي انتشار هذا الفيديو حاصداً مئات المشاركات والتعليقات على فيسبوك، في وقت تشهد فيه مصر إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها، حيث يعيش ثلثا سكانها البالغ عددهم 106 ملايين نسمة تحت خط الفقر، أو فوقه بقليل.

وتفاقم التضخم وبلغ 40 بالمئة عام 2023 بسبب انخفاض قيمة الجنيه المصري الذي فقد نحو ثلثي قيمته مقابل الدولار.

عناصر مثيرة للشكّ

لكن المقطع يحتوي عناصر تثير شكوكاً، خصوصاً أنّ صوت الهتافات غير متناسق مع الحركة في الفيديو، كما يمكن رؤية سيّدة تلفّ نفسها بالعلم الفلسطيني.

إثر ذلك أرشد التفتيش عن لقطات من الفيديو إلى النسخة الأصليّة منه منشورة في 19 أكتوبر 2023.

وآنذاك، خرجت تظاهرات كبيرة في الاسكندرية، ثاني أكبر المدن المصرية المطلة على البحر المتوسط، دعماً للفلسطينيين، على خلفيّة الحرب في قطاع غزّة.

كما شهدت عدة محافظات في دلتا مصر في الشمال، وفي الصعيد في الجنوب تظاهرات مماثلة، وفق وسائل الإعلام المصرية، وتظاهر عشرات الآلاف في ميدان التحرير، وسط القاهرة، ومختلف أنحاء مصر دعماً لغزة.

وعمد مروّجو الفيديو المضلّل إلى إبدال الصوت الأصليّ للفيديو بصوت هتافات رفعت خلال تظاهرات طالبت برحيل السيسي عام 2019، يمكن سماعها في هذا الفيديو.

وحينذاك، خرج مئات المواطنين المصريين إلى ميدان التحرير، وبعض شوارع وسط القاهرة، ومحافظات مصر، يهتفون ضد الرئيس المصري ويطالبون بسقوط النظام.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *