طهران- قبل نحو يومين فقط من الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران تشتد الحملات الانتخابية بين المرشحين الستة، ويحتدم معها سوق استطلاعات الرأي التي تتغير بين الفينة والأخرى، وفق انتماءات المؤسسات التي تشرف علی إجراء المسح.
فبعد استطلاعات نُشرت خلال الأيام القليلة الماضية والتي تفاوتت في تسمية المرشح الأكثر حظا في الانتخابات المقررة في 28 من الشهر الجاري أظهر أحدث استطلاع للرأي أجراه مركز الطلاب الإيرانيين المشهور اختصارا بـ”إيسبا” تقدم المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان على منافسيه المحافظين.
ويحل بزشكيان أولا بنسبة 24.4% من المستطلعة آراؤهم، يليه المرشح سعيد جليلي في المرتبة الثانية بنسبة 24% ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف في المركز الثالث بنسبة 14.7%.
تقدم بزشكيان
وبشأن نسبة المشاركة المتوقعة، أشار المركز التابع لمنظمة الجهاد الجامعي الحكومية إلى أن نتائج موجة جديدة أجراها بمشاركة 4057 شخصا في ربوع البلاد تظهر أن 43.9% ممن يحق لهم التصويت قرروا المشاركة، في حين أكد 27.9% أنهم لن يشاركوا مطلقا في الانتخابات المقبلة.
وفي السياق، تظهر نتائج الاستطلاع أن 14.8% من المستطلعة آراؤهم أكدوا أنهم لم يقرروا بعد إذا كانوا سيدلون بأصواتهم أم لا، في حين قال 7.7% منهم إنهم على الأغلب سيشاركون في الانتخابات، في حين أكد 5.7% ممن شملهم الاستطلاع أن احتمال مشاركتهم بالاستحقاق الانتخابي ضعيف.
وبينما تظهر نتائج أحدث استطلاعات الرأي التي يجريها مركز “إيسبا” تصاعد الرغبة بالمشاركة من 42.5% وفقا للاستطلاع السابق إلى 43.9% في الاستطلاع الأخير يوضح المركز أن هذا التغيير يمر باتجاه تصاعدي بالنسبة للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي ارتفعت حصته التصويتية من 19.8% في الاستطلاع السابق إلى 24.4% في الاستطلاع الحالي.
انسحاب محتمل
ووفقا لتقرير المركز، فإن نسبة أصوات المرشح سعيد جليلي انخفضت من 26.2% أواخر الأسبوع الماضي إلى 24% مطلع هذا الأسبوع، في حين تراجعت حصة محمد باقر قاليباف من 19% إلى 14.7% في هذا الاستطلاع.
ووفقا لنتائج الاستطلاع، فإن انسحاب أي من المرشحين سوف ينعكس سلبا أو إيجابا على سلة أصوات المرشحين الآخرين، حيث تظهر آراء المستطلعين أنه في حال انسحاب المرشح جليلي ستذهب 48% من حصته إلى المرشح قاليباف، و15.1% إلى علي رضا زاكاني، كما ستذهب 7.9% إلى المرشح الإصلاحي بزشكيان.
كما أن انسحاب قاليباف سوف يؤدي إلى ذهاب 33.3% من أصواته إلى جليلي، و19.4% منها إلى بزشكيان، في حين قال 18.5% ممن شملهم الاستطلاع إنهم لم يقرروا بعد بشأن اختيار خلف للمرشح قاليباف في حال انسحابه.
تباين الاستطلاعات
يأتي ذلك بعد أيام من نشر نتائج استطلاعات للرأي أجرتها مؤسسات أخرى تفاوتت في تسمية المرشح الأكثر حظا في الانتخابات القادمة، فعلى سبيل المثال أعلن مركز “ملت” لاستطلاع الرأي التابع لمركز أبحاث البرلمان الإيراني يوم السبت الماضي أن نتائج أحدث استطلاع أجراه تظهر تقدم المرشح المحافظ رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف على منافسيه.
ووفقا لاستطلاع مركز ملت، فإن 20.7% ممن أكدوا أنهم سيشاركون في انتخابات يوم الجمعة المقبل قالوا إنهم سيصوتون لصالح قاليباف، و18.2% منهم حسموا صوتهم لصالح بزشكيان، في حين أعرب 18.2% منهم عزمهم التصويت لصالح جليلي، و4.6% لصالح قاضي زاده هاشمي، و2% لصالح زاكاني، و1.8% لصالح مصطفی بور محمدي.
وفي السياق، نشر موقع “رجا نيوز” الإخباري نتائج استطلاع رأي لمركز وصفه بأنه “موثوق” تظهر تقدم سعيد جليلي بنسبة 25% من المستطلعة آراؤهم مقارنة بمنافسيه بزشكيان الذي حل ثانيا بحصوله على 24.4% وقاليباف بحصوله على 17% ممن شملهم الاستطلاع.
إجماع المحافظين
وفي ظل عرقلة إجماع المحافظين على مرشح واحد من بين قاليباف وجليلي يرى مراقبون في إيران أن استطلاعات الرأي التي تنشرها بعض المؤسسات المحسوبة على تيار سياسي أو مقربة من أحد الأحزاب تأتي لترجيح كفة أحد المرشحين على الآخر وحثه أمام الرأي العام على الانسحاب.
من ناحيتها، أعلنت شرطة طهران مطلع الأسبوع الجاري أنها استدعت 4 أفراد ممن نشروا استطلاعات رأي مفبركة على منصات التواصل الاجتماعي بشأن الرئاسيات المقبلة، وذلك عبر توظيف روبوتات افتراضية.
ورغم التباين في نتائج استطلاعات الرأي خلال الأسبوع الماضي فإن أغلبها أمست تشير إلى تقدم الإصلاحي مسعود بزشكيان ولو بفارق ضئيل على أبرز منافسيه قاليباف وجليلي، فقد أعلنت كل من مؤسسة “برسش” و”ميتا” و”ديتاك” أن نسبة أصوات بزشكيان في تصاعد، وأنه أضحى يتقدم على أبرز منافسيه، مما يزيد حظوظه بالظفر في الرئاسة الإيرانية بدورتها الـ14.