هآرتس: أي حرب شاملة في لبنان ستعرّض إسرائيل لهزيمة كاملة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

جاء في مقال بصحيفة “هآرتس” أن صناع القرار في إسرائيل لم تكن لديهم أي نية حقيقية خلال الأشهر الثمانية الأولى من الحرب في قطاع غزة للتورط في حرب برية أخرى في لبنان، وأنه من الصعب على إسرائيل شن حرب على جبهتي غزة وجنوب لبنان في آن واحد.

وأفاد الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي رفيف دروكر في المقال بأنه كان من الواضح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والقيادة العسكرية أنه لا جدوى من مثل هذه الحرب مع الجماعة اللبنانية لأنها لن تحقق ما لا يمكن تحقيقه عبر الوسائل الدبلوماسية، ومن المحتمل أن يكون الثمن باهظا بشكل لا يطاق.

لكنه يستدرك قائلا إن الأمور تغيرت قليلا في الآونة الأخيرة بعد أن تجاوز “إذلال” حزب الله للإسرائيليين الحد، إذ تعطلت عجلة الحياة في الشمال، واستباحت الطائرات المسيرة “أجواءنا”، وانكشفت هشاشة إسرائيل وضعفها، في حين يواجه نتنياهو صعوبة في استيعاب كل ذلك.

بضعة كيلومترات فقط

وهكذا برزت حرب من لا شيء تقريبا على حد تعبير دروكر الذي يعمل صحفيا في القناة الـ13 الإسرائيلية، زاعما أن إسرائيل لن تعيد لبنان إلى العصر الحجري ولن تغزو جنوب لبنان حتى نهر الليطاني، بل سيقتصر الأمر على مناورة برية محدودة لن تتغلغل فيها القوات الإسرائيلية سوى بضعة كيلومترات.

وأضاف أن الهدف الرئيسي سيكون إخبار سكان الشمال بأن التهديد بشن هجوم بري عبر الحدود مثل ذلك الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول قد زال، وعليهم العودة إلى ديارهم.

وقال الصحفي الاستقصائي في المقال إنه على الرغم من أن اتفاقا دبلوماسيا كان قد أُبرم بالفعل فإنه لن يتسنى وضعه موضع التنفيذ، ذلك لأنه كان مشروطا منذ البداية باتفاق في غزة، وهو ما لا يلوح في الأفق.

يحيى السنوار

وذكر دروكر أن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بات مستحيلا، وأن الأمور تتجه على ما يبدو نحو حرب استنزاف في قطاع غزة، حيث يحدو إسرائيل أمل “غير واقعي” بأن يقع زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار في يدها يوما ما “حتى نكون قادرين على القول إننا انتصرنا”.

ويعتقد الصحفي الاستقصائي أن كل هذه العوامل تجعل إجراء مناورة برية في الشمال ممكنة، لكن ذلك سيكون قرارا سيئا، وقد يجعل الوضع “الصعب والمهين” أصلا أسوأ.

تكاد تكون مستحيلة

وهناك مشكلة أكبر أيضا -بحسب المقال- إذ من المرجح ألا تكتفي هجمات حزب الله على الجبهة الداخلية الإسرائيلية بإلحاق أضرار مؤلمة، بل قد تحول الحرب “الصغيرة” إلى حرب شاملة، وفي هذه الحالة لن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي إنما سترد بقوة أشد على انقطاع التيار الكهربائي وتعرّض منشآتها الإستراتيجية للهجوم، وفق الكاتب الذي يضيف أن ردا من هذا النوع يواجه صعوبة يكاد يكون مستحيلا التغلب عليها.

ويخلص المقال إلى أنه ليست هناك خيارات أمام إسرائيل في الشمال سوى خيار واحد يعتبره دروكر أقلها سوءا، وهو انسحاب أحادي الجانب من غزة مع الإعلان أن الحرب ضد “حماس” سوف تستمر، والاحتفاظ بما ادعاه “حق العودة” إلى القطاع كلما رأت إسرائيل ذلك مناسبا.

ويختم بأن هذا الخيار إذا ما تحقق سيكون أبعد ما يكون عن “نصر تام”، لكنه لا يعد على الأقل “هزيمة كاملة نتجه نحوها حاليا”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *