بمقاييس جديدة.. تفاصيل المناظرة الأولى بين بايدن وترامب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

واشنطن- تتجه عيون ملايين الأميركيين إلى شاشات شبكة “سي إن إن” مساء الخميس 27 يونيو/حزيران الجاري لمشاهدة أول مناظرة تلفزيونية انتخابية بين الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن في إطار سعيهما للظفر بالبيت الأبيض لفترة حكم ثانية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

ومن المتوقع أن تكون هذه المناظرة مختلفة عما عهده الأميركيون من مناظرات رئاسية تقليدية كان آخرها بين المرشحين نفسيهما قبل 4 أعوام.

وستكون المناظرة دون جمهور وفواصل إعلانات تجارية، وسيتم إغلاق ميكروفون المرشح عندما يتحدث منافسه، ولا يُسمح للمرشحين بإعداد ورقة مسبقة ينظران فيها أثناء النقاش، ولن يُسمح لهما بإحضار أنصارهما داخل إستوديوهات تصوير المناظرة في المقر الرئيسي لشبكة “سي إن إن” بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا.

مناظرة مبكرة

وفي حين تشرف وتنظم “سي إن إن” على أولى المناظرات الرئاسية، سيلتقي المرشحان في مناظرة ثانية وأخيرة ستشرف عليها وتنظمها شبكة “إيه بي سي” يوم 10 سبتمبر/أيلول المقبل في إستوديوهاتها بمدينة نيويورك.

وجرت العادة أن تكون المناظرات في نهاية سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول قبل إجراء الانتخابات في أول يوم ثلاثاء من شهر نوفمبر/تشرين الثاني.

وتُنظم مناظرات هذه الانتخابات مبكرا تلبية للزيادة الواسعة في التصويت المبكر في أغلب الولايات الأميركية، والذي شهد مستويات قياسية خلال انتخابات 2020 التي تزامنت مع تفشي وباء كورونا. ويمنح تبكير المناظرة الناخبين -ممن يصوتون مبكرا- فرصة لمعرفة مواقف المرشحين تجاه مختلف القضايا.

كما تمنح المناظرات المبكرة المرشحين فرصة للتعافي من الزلات حال وقوعها، أو تصحيح أي أخطاء تقع أثناء المناظرة.

بدأت ظاهرة المناظرات الرئاسية عام 1960 بين الرئيسين السابقين جون كينيدي وريتشارد نيكسون، إلا أنها توقفت بعد ذلك حيث اعتبرها المرشحون مهينة لهم وتضعهم تحت ضغط لا حاجة له. واستؤنفت عام 1976، ومنذ انتخابات 1988، التزمت المناظرات بعقدها 3 مرات، وبطريقة تقليدية تبدأ بتقديم كل مرشح لنفسه قبل تلقي الإجابات، وتنتهي بكلمة ختامية لكل واحد.

تجاوز وانتقادات

واختارت حملتا بايدن وترامب تجاوز لجنة المناظرات الرئاسية، وهي الجهة التي نظمت وأشرفت على المناظرات الرئاسية منذ انتخابات 1988. وهي غير حكومية، وليس لها صفة رسمية، وتتكون من 5 أعضاء جمهوريين ومثلهم من الديمقراطيين. وتعرضت اللجنة لانتقادات متكررة فيما يتعلق بالتنظيم وطريقة إدارة المناظرات ومكان انعقادها الذي كان دائما إحدى الجامعات.

وكان لمقاطعة ترامب المتكررة لبايدن في مناظرات سباق 2020 مبررا كافيا لحملة الرئيس الحالي أن ترفض المشاركة في مناظرات تقليدية على الطراز القديم تنظمها اللجنة. ومن هنا وضع بايدن شروطا للمشاركة في المناظرة، ووافق عليها ترامب.

سيدير المناظرة مذيعان من شبكة “سي إن إن” هما دانا باش، وجيك تابر (كلاهما يهودي الديانة)، وتستغرق المناظرة 90 دقيقة. ولن يشارك فيها إلا بايدن وترامب، حيث لم يحقق أي مرشح آخر نسبة الـ 15% من الأصوات في استطلاعات الرأي العام، وهي الحد الأدنى اللازم للمشاركة في المناظرات.

وعلى عكس المناظرات السابقة، لن تُبث المناظرة إلا على شاشة “سي إن إن”، كما تم استبعاد إجراء مناظرة ثالثة كما جرت العادة خلال العقود الماضية. وستبدأ بتوجيه سؤال لكل مرشح، سيكون لكل واحد دقيقتان للرد، تليها دقيقة واحدة للتعليق من المرشح المقابل.

سيكون هناك أيضا تذكير مرئي بتوقيت الاستجابة. ستومض الأضواء الحمراء المرئية للمرشحين عندما يتبقى لديهم 5 ثوانٍ للرد. وستتحول الأضواء إلى اللون الأحمر الثابت عند انتهاء وقتها. ووافق ترامب وبايدن على الوقوف على منصات موحدة على خشبة المسرح.

فازت حملة بايدن بعملة معدنية قبل المناظرة لاختيار مواقع المنصة أو ترتيب البيانات الختامية. واختارت المنصة التي ستظهر على الجانب الأيمن من شاشات المشاهدين أثناء المناظرة، وسيكون ترامب على اليسار.

كما سيتم كتم صوت ميكروفونات المرشحين طوال البرنامج باستثناء عندما يحين دورهم للتحدث، في محاولة للحد من المقاطعات التي لوحظت في المناظرات السابقة. وسيتم إعطاء كل مرشح قلما ومفكرة وزجاجة ماء، ولن يُسمح بأي مواد أو ملاحظات مكتوبة على المنصة.

استعدادات حثيثة

تجذب المناظرات الرئاسية أرقام مشاهدة قياسية، ولا يسبقها في حجم المشاهدة إلا نهائي كأس دوري كرة القدم الأميركية. وشاهد أكثر من 73 مليون شخص على الأقل المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن في عام 2020، وفقا لمؤسسة نيلسن للأبحاث الإعلامية.

ويُعد هذا الرقم ثالث أكبر جمهور شاهد المناظرات على الإطلاق، بعد المناظرة الأولى بين المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون وترامب في عام 2016 (84 مليون مشاهد) ومناظرة عام 1980 بين الرئيسين السابقين جيمي كارتر ورونالد ريغان (80 مليون).

ويجد الناخبون المناظرات مفيدة، ولكنها ليست بالضرورة حاسمة. وأجرى مركز “بيو” للأبحاث استطلاعات ما بعد الانتخابات من عام 1988 حتى عام 2016. في معظم الحالات، قال 6 من كل 10 ناخبين أو أكثر إن المناظرات كانت مفيدة جدا -أو إلى حد ما- في تحديد المرشح الذي سيصوتون له.

وأمضى بايدن وترامب الكثير من الأيام الماضية في الاستعداد للمناظرة الأولى بينهما، حيث عملا على صقل رسالتيهما بشأن مجموعة واسعة من القضايا، من الاقتصاد إلى الشؤون الخارجية إلى لياقة المنافس الذهنية والجسدية المتعلقة بالمنصب.

وشتتت إدانة ترامب بـ 34 تهمة جنائية جهوده، كما شتت إدانة هانتر نجل الرئيس الأميركي بجرائم فدرالية، جهود والده، وعزل بايدن نفسه في عطلة نهاية هذا الأسبوع في منتجع كامب ديفيد مع دائرة ضيقة من المستشارين، حيث يطلع على ملفات كثيرة ويراجع أرقاما هامة تتعلق بسجله وإنجازاته في الحكم.

وفي الوقت نفسه، لجأ ترامب إلى مساعدة بعض كبار مستشاريه وبعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، لإطلاعه على تطورات مختلف القضايا التي قد تتعرض لها المناظرة. وتشير مصادر إلى مشاركة ترامب في نحو 12 من هذه الاجتماعات الخاصة في منتجعه بولاية فلوريدا.

ويتدرب المرشحان على مناظرات وهمية تتم فيها محاكاة المناظرة من حيث توقيتها وطبيعتها وأسئلتها، خاصة الحرجة منها، وما قد يتعرضان له من هجمات من المنافس الآخر.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *