بلينكن يعرب عن قلق بلاده إزاء الأوضاع في منطقتي أمهرة وأوروميا الأثيوبيتين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

حذر المتخصص والكاتب في موقع فوربس، ميليك كيلان، من إمكانية أن يتسبب الصراع بين أرمينيا وأذربيجان بزعزعة ميزان القوى في إيران وتركيا وروسيا وصولا إلى الصين.

وفي تقرير نشر على المجلة قال كيلان إن ما يحدث في جيب ناغورني قره باغ، يمكن أن يغير التحالفات البعيدة بين القارات.

وأشار التقرير إلى الأهمية اللوجستية لمرتفعات الجيب والتي تمنح من يسيطر عليها أفضلية على إيران المجاورة، وخاصة قرب ممر زنغزور الحدودية.

وبالقرب من هذا الممر، حيث الأراضي الأرمينية، تقع الأراضي التركية، وهو اتصال “انقطع منذ وقت طويل يريد البلدان استعادته” كما يقول.

ويشدد الكاتب على أهمية آسيا الوسطى من الناحية الجيوستراتيجية خاصة وأن بلدان هذه المنطقة “محاصرة” ضمنيا بتواجد تركيا وروسيا وإيران، ويضيف “الأرمن هم العقبة الجغرافية الوحيدة” أمام تجارة هذه البلدان عبر تركيا مع العالم.

الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والأذربيجاني حيدر علييف خلال حقل استقبال في ناخيتيشيفان

الهوية الثقافية

وبالإضافة إلى التجارة، يذكر التقرير أن تلاقي الدول القريبة مع تركيا في القومية والعرق، مثل تركمانستان وأوزبكستان وغيرها مباشرة مع الأراضي التركية من شأنه أن يخلق انبعاثا ثقافيا وهوية لـ “القومية التركية”، وهو تضامن “ظل كامنا لعدة قرون” وسيغير حسابات القوة في جميع أنحاء آسيا.

وينوه إلى أنه إذا بدأت الكتلة التركية في العمل بشكل متضافر فسيظهر تهديد جديد لإيران وروسيا والصين، ناهيك عن أرمينيا.

ويشير إلى تواجد الأتراك الإيغور بالصين والذين “قد يشعرون بالجرأة” في حال انبثاق قوة قومية تركية قريبة موحدة.

كما أن “العديد من المناطق التركية من تتارستان إلى بورياتيا قد تبدأ في الانفصال .. ستشعر إيران، قبل كل شيء، بالتهديد لأن سكان محافظة أذربيجان (الغربية) الخاصة بها سيرغبون في الاتحاد مع أبناء عمومتهم في الشمال الذين لديهم دولة خاصة بهم”.

مخاوف قديمة – حديثة

ويشير الكاتب إلى أن الكثيرين في الغرب قد لا يدركون أهمية فكرة القومية التركية، لكن بلدان المنطقة تتذكر جيدا الدور التركي فيها والذي استمر لقرون.

وذكر أن الصين بنت سورها العظيم خوفا من هجمات التتار أو الهون أو قبائل الفرسان الغازية التي جابت أراضيها في السابق، كما أن روسيا لها تاريخ في مواجهة هذه الأقوام والعثمانيين من بعدهم.

الموقف الروسي

ويشير الكاتب إلى أن روسيا قد تكون امتنعت عن التدخل لحماية أرمينيا بسبب نظامها الديمقراطي، الذي “لا تحبه موسكو وهو أسوأ أنواع التهديد لسلطة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”.

ويضيف أن بوتين يفضل التعامل مع “الحكام المستبدين مثل (الرئيس الأذربيجاني إلهام) علييف و(الرئيس الركي رجب طيب) إردوغان و(الرئيس الجورجي بيدزينا) إيفانيشفيلي”.

ويرجح أن الكرملين في نهاية المطاف، يعتقد أن بإمكانه السيطرة على الدول التركية بشكل أفضل من خلال التواطؤ مع قادة وأنظمة ما بعد الاتحاد السوفيتي لخلق ثروات، كما تعتقد الصين أنها تستطيع فعل الأمر ذاته من خلال مبادرة الحزام والطريق.

لكن الكاتب يرى في تقريره أن حسابات موسكو وبكين “يمكن أن تخرج عن السيطرة بسهولة”.

ويضيف “تتحول جمهوريات آسيا الوسطى تدريجيا إلى الديمقراطية، وتتوسع اقتصاديا وترتبط فيما بينها لتجنب الاعتماد على أي من المهيمنين القريبين”، وربما كان هذا سبب اجتماعهم مع الرئيس الأميركي، جو بايدن.

والتقى بايدن بقادة كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان في 19 من سبتمبر الحالي، في القمة الرئاسية الافتتاحية لمجموعة “C5+1” على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحسب بيان للبيت الأبيض حينها.

وناقش القادة مجموعة من القضايا، بما في ذلك الأمن والتجارة والاستثمار، والترابط الإقليمي، والحاجة إلى احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها، والإصلاحات الجارية لتحسين الحوكمة وسيادة القانون.

ووفقا للبيان، رحب بايدن بتعاون مع هذه الدول “لزيادة تعزيز سيادة دول آسيا الوسطى ومرونتها وازدهارها مع تعزيز حقوق الإنسان”، وناقش “خلق بيئة أعمال أكثر ملاءمة للتجارة الأميركية واستثمارات القطاع الخاص من خلال إنشاء منصة أعمال للقطاع الخاص تكمل المنصة الدبلوماسية لمجموعة”.

كما اقترحت الولايات المتحدة إطلاق حوار “C5+1” بشأن الأمور الضرورية لتطوير الثروة المعدنية الهائلة في آسيا الوسطى وتعزيز أمن المعادن الحيوية.

وتشكل هذه الجهود جزءا من الدعم الأميركي المستمر لدفع الاستثمار في طريق التجارة عبر بحر قزوين وتطويره (ما يسمى بـ “الممر الأوسط”) من خلال الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار التي ستساعد على تسهيل التكامل الاقتصادي الإقليمي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *