“الشباب المسلم” في عين الحلوة.. لكل روايته

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

عين الحلوة- لعدة أيام حاولنا الوصول إلى الأحياء التي يسيطر عليها تجمع “الشباب المسلم” ولكن دون جدوى، فهذه الأحياء مفروض عليها حصار محكم من قبل حركة فتح بعد اتهام عناصر منهم بأنهم اغتالوا اللواء أبو أشرف العرموشي و4 من مرافقيه في كمين داخل موقف تجمع مدارس “الأونروا” في تموز/يوليو الماضي وكان السبب في اندلاع الاشتباكات الأخيرة في المخيم.

ولكن من هم هؤلاء المطاردون والمطلوبون للدولة اللبنانية؟

في النصف الأول من 2015 اتفق على تأسيس هذا التجمع بعد دمج مسلحي “جند الشام” و”فتح الإسلام” وباقي الناشطين الإسلاميين مثل أسامة الشهابي وبلال بدر ونعيم عباس وعماد ياسين (ألقى الجيش اللبناني القبض عليهما) وفي 16 أغسطس/آب 2016 أُعلن إلغاء التجمع، معتبرا أن “المصلحة تقتضي ذلك في هذا الظرف ومنعا لاستغلال الاسم لمصالح سياسية”.

ويتوزع “الشباب المسلم” في 3 مربعات (أحياء) هي: “الطوارئ – التعمير”، و”الصفصاف – المنشية” وحطين، والتي تخضع لحصار محكم من قبل حركة “فتح” حتى يتم تسليم المشتبه بهم باغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا أبو أشرف العرموشي، والذي قتل مع أربعة من مرافقيه في كمين داخل موقف تجمع مدارس “الأونروا” في 30 يوليو/تموز الماضي وكان السبب في اندلاع الاشتباكات في المخيم.

حي الطوارئ في مخيم عين الحلوة الذي يسيطر عليه الشباب المسلم (الجزيرة)

أبناء المخيم

ولأن هؤلاء لا يتواصلون مع الإعلام ولا يغادرون أماكن سكنهم ولا يتحركون إلا بأدنى الحدود، كانت هناك صعوبة أو استحالة للحديث معهم أو التواصل مع مقربين منهم ولكننا نجحنا في الوصول إلى مصدر قريب منهم نسمع منه روايتهم عن الأحداث وكيف يقدمون أنفسهم.

ويقول المصدر -الذي رفض الكشف عن اسمه أو هويته- إن “الشباب المسلم هم مجموعات ينتشرون في عدد من أحياء المخيم أخذوا مواقف من القوى الإسلامية ويعتبرون أن هناك تساهلا في تنفيذ الأحكام الشرعية، والشباب الذين هم شعلة من النشاط يميل إلى الأعمال العنفية أكثر من العقلانية ولهذا استطاعوا بفعل أفكارهم استقطاب الشباب الصاعد الذي لا يفقه من دين الله الكثير”.

احياء في عين الحلوة يتواجد فيها الشباب المسلم.
إحدى مدارس الأونروا في حي الطوارئ الذي يقع تحت سيطرة الشباب المسلم (الجزيرة)

ويتابع -في حديثه للجزيرة نت- أن “كل القوائم التي نشرتها مجموعات تابعة للأمن الوطني الفلسطيني لأسماء المقاتلين مع الشباب المسلم، تبين بعد التدقيق فيهم أنهم فلسطينيون ومن أبناء الأحياء، أي أنهم من نسيج مخيم عين الحلوة والنسيج الفلسطيني كما يوجد لبنانيون بينهم ولا يوجد أي جنسية أخرى”.

وأشار إلى أنه “كان هناك تجاوب منهم في وقف إطلاق النار والانسحاب من المدارس”، كاشفا أن “هناك تداخلا في العلاقات الاجتماعية والأسرية بين الفصيلين المتقاتلين، فمثلا هناك عناصر من تجمع الشباب المسلم لديهم أشقاء أو علاقة مصاهرة وقرابة وصلات أرحام مع عناصر في حركة فتح، والشباب المسلم ينحدرون من عائلات ولديهم أقرباء في المخيم”.

“بندقية للإيجار”

هذا التوصيف لم يَرُق لأمين سر حركة فتح في صيدا ماهر شبايطة الذي اعتبر أن “تجمع الشباب المسلم مجموعة متطرفة وإرهابية”.

وتابع -في مقابلة مع الجزيرة نت- أنه “عام 1990 كانت هناك مجموعات إرهابية تتبع صبري البنا وبعدها بعام دخل الجيش اللبناني بعد انتهاء الحرب الأهلية إلى المناطق اللبنانية ووضع نقاطا حول المخيم وبقيت هذه النقطة وهي حي (الطوارئ- التعمير) لم يدخلها الجيش ولم تكن لحركة فتح مواقع هناك، لتستغل هذه المجموعات الفراغ الأمني ويثبتون ويكثفون وجودهم، وهؤلاء بندقية للإيجار بخلاف تسمياتهم”.

ماهر شبابية أمين سر حركة فتح في مدينة صيدا اللبنانية
ماهر شبايطة: تجمع الشباب المسلم مجموعة متطرفة وإرهابية (الجزيرة)

وأضاف كان “يدفع لهم للمشاركة بكل الأزمات في العالم بداية من أفغانستان إلى العراق وسوريا والمشاكل الداخلية في لبنان وهجموا على الجيش اللبناني وشاركوا في معركة (عبرا) بين الجيش اللبناني والشيخ أحمد الأسير (عام 2013).

وأشار إلى أن “هناك فلسطينيين من المخيم أسسوا لقاعدة الإرهاب ثم انضم إليهم لبنانيون وسوريون مطلوبون للدولة اللبنانية”.

حالة خاصة

بدوره، يشرح الباحث في الجماعات الإسلامية الدكتور وائل نجم كيف تجمع هذا “التجمع”.

ويقول إن “الشباب المسلم هم بقايا تنظيم (جند الشام) الذي كان يضم عددا من الإسلاميين المطلوبين للدولة اللبنانية وسلفيين جهاديين، إضافة إلى بقايا تنظيم (فتح الإسلام) الذي خاض المعارك ضد الجيش في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، ونجحوا في الدخول إلى مخيم عين الحلوة، ولكنني لا أعلم كيف؟”.

وتابع أن “عماد التجمع هما هذان الفصيلان ويقال ليس كل عناصر التنظيم فلسطينيين ولا أملك المعلومة الدقيقة ما إذا كانت هناك جنسيات أخرى، ولا أحد يستطيع الجزم في هذا الموضوع، ولكن الأكيد أن من بين عناصر التجمع لبنانيين قاتلوا مع أحمد الأسير عام 2013 وفروا بعد معركة عبرا نحو المخيم وتحديدا الأحياء التي يسيطر عليه الشباب المسلم”.

وأوضح أنه “بحسب ما ينقل عن أشخاص على معرفة بهم في المخيم، لديهم التزام إسلامي مع فهم سطحي للدين وأغلبهم مطلوبون للدولة اللبنانية ويبدو أن الأزمات التي عصفت بلبنان والملاحقات الأمنية جعلتهما أكثر تطرفا وتشددا وأكثر تقوقعا على أنفسهم. وعندما تكون عصبة الأنصار وسيطا بينهم وبين حركة فتح، يعني أنه بلغوا مبلغا عظيما من التطرف”.

وختم “بعضهم يتهم الفصائل الإسلامية بمن فيهم عصبة الأنصار بأنها مفرطة، وآخرون منهم يُكفرون هذه الفصائل ولا يمكن الجزم أو شرح أفكارهم وهل هم أقرب لجبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية لأنهم حالة خاصة ومختلفة، وليس لديهم الفكر والفهم الواحد لأمور الدين والدنيا، وما يجمعهم هو الملاحقات الأمنية والفهم السطحي لتعاليم الدين فهم بسطاء وأعتقد أنهم غير مقبولين من النسيج الفلسطيني بالمخيم”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *