بدأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس، زيارة دولة لفيتنام التي تزودها موسكو بأسلحة منذ عقود، غداة توقيعه اتفاقية دفاعية مع كوريا الشمالية تقلق الدول الغربية.
وشكر الرئيس الروسي، هانوي على نهجها “المتوازن” بشأن أوكرانيا في مقال نشر في صحيفة الحزب الشيوعي الحاكم. وكتب أن روسيا وفيتنام لديهما “القراءة نفسها” للوضع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
والتقى بوتين عند الظهر (الخامسة بتوقيت غرينتش) نظيره، تو لام، في القصر الرئاسي خلال مراسم تخللتها طلقات مدفعية، حسبما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
ووصل بوتين إلى هانوي، ليل الأربعاء الخميس، آتيا من بيونغ يانغ حيث استقبله الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ، أون بحفاوة كبيرة مؤكدا أنه “أفضل صديق” لبلاده.
ووقع البلدان المتحدان ضد “الهيمنة” الأميركية اتفاقية “شراكة استراتيجية شاملة” تنص على مساعدة متبادلة في حال تعرض أي منها لـ”عدوان” وعلى احتمال تعزيز “التعاون العسكري الفني” على ما أكد بوتين.
وتخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها من أن يفضي هذا التقارب المتواصل إلى إمدادات ذخائر وصواريخ كورية شمالية جديدة لروسيا لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.
ماذا يريد بوتين وكيم من بعضهما البعض؟
وصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى كوريا الشمالية، الثلاثاء، في أول زيارة، منذ 24 عاما وتعهد بتعزيز العلاقات التجارية والأمنية مع الدولة المنعزلة المسلحة نوويا ودعمها، ضد الولايات المتحدة.
دعم سابق
زينت شوارع هانوي بأعلام روسية ونشرت تعزيزات أمنية استعدادا لاستقبال الرئيس الروسي الذي يربط بلاده بفيتنام تاريخ طويل يعود إلى الحقبة السوفياتية.
وقالت المواطنة نغويين تي مينه (59 عاما): “نحب روسيا وأعشق الروس لأنهم لطفاء جدا ويقدمون لنا الدعم منذ سنوات طويلة”.
وأرسلت موسكو أسلحة إلى حلفائها الشيوعيين خلال حرب فيتنام وساهمت على مدى عقود في تدريب كوادر كثر في الحزب الشيوعي الفيتنامي من بينهم نغوين فو ترونغ.
وتواصل موسكو بيع فيتنام جزءا كبيرا من أسلحتها وعتادها العسكري في جو من التوتر في بحر الصين الجنوبي حيث يساور هانوي القلق من تطلعات بكين التوسعية.
وستطرح مسائل الدفاع على بساط البحث على ما رأى محللون، حيث اعتبر الأستاذ الفخري بجامعة “نيو ساوث ويلز” الأسترالية، كارل ثايير، أن البلدين “لديهما مصلحة متبادلة في معاودة مبيعات الأسلحة التي تباطأت منذ العام 2022”.
وأضاف: “لكن فيتنام مقيدة كثيرا بسبب احتمال فرض عقوبات أميركية” إذا فعلت ذلك.
اختبار “دبلوماسية الخيزران”
باستقباله بوتين الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في حقه مذكرة توقيف، تعرض هانوي نفسها لاستياء شركائها الغربيين في مقدمهم الولايات المتحدة التي تعتبر فيتنام البالغ عدد سكانها 100 مليون نسمة، استراتيجية في الإنتاج الصناعي أو في شبه الموصلات.
بوتين يضع شروطه “على طريقة هتلر”..مقترح للسلام أم مسعى لإركاع كييف؟
عرض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، شروطا لوقف إطلاق النار وبدء مفاوضات مع أوكرانيا، تتمثل في سحب كييف قواتها من 4 مناطق أوكرانية شرق وجنوبي البلاد، تخليها عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وخلال العام الماضي، زار الرئيسان الأميركي، جو بايدن، والصيني شي جينبينغ، هانوي التي تحاول البقاء على المسافة نفسها من القوتين العظميين بموجب “دبلوماسية الخيزران” التي تعتمدها وتجمع بين الحذر والبراغماتية.
إلا أن المديرة المساعدة لبرنامج آسيا في مجموعة الأزمات الدولية، هونغ لو ثو، قالت لوكالة فرانس برس إن المحافظة على هذه السياسية سيزداد صعوبة، معتبرة أن زيارة بوتين تُشكل “اختبارا لمعرفة إلى أي حد يمكن لدبلوماسية هانوي المتعددة الاتجاهات أن تذهب وإن كانت لا تزال مقبولة من جانب القوى العظمى الرئيسية الأخرى”.
ولزيارة بوتين شق اقتصادي أيضا مع مشاريع تعاون متزايد في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والتربية والسياحة.
ويشارك الرئيس الروسي أيضا في مراسم وضع باقة من الزهر على ضريح أب الاستقلال هو شي منه، وفي عشاء رسمي بدار الأوبرا، قبل أن يغادر البلاد مساء كما مقرر.