أيهما أفضل: الاستشارات الغذائية أم ويجوفي لعلاج السمنة عند الأطفال؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 9 دقيقة للقراءة

بالنسبة للعديد من الآباء الذين يبحثون عن مساعدة لطفل يعاني من السمنة، فإن العلاج المناسب ليس متوفرا، وهم محتارون بين الاستشارات لغذائية واستعمال عقار الوزن ويجوفي Wegovy .

وويجوفي هو أول علاج لخفض الوزن توافق عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية منذ عام 2014. وهو يأتي في صورة حقن، ويعطى تحت الجلد. ويحقن 2.4 مليغرام من المادة الفعالة سيماغلوتايد، مرة واحدة في الأسبوع.

توصي المجموعات الطبية الرائدة في الولايات المتحدة بتقديم استشارات سلوكية مكثفة -26 ساعة خلال العام- لتعليم الأطفال وأسرهم طرقا عملية لتناول طعام صحي والتحرك أكثر.

لكن هذه البرامج ليست متاحة على نطاق واسع، ويمكن أن تستمر قوائم الانتظار لعدة أشهر. غالبا ما لا يغطيهم التأمين الصحي ويتطلبون التزاما زمنيا يصعب على العديد من العائلات القيام به، وفقا لمقابلات أجرتها رويترز مع أكثر من 12 طبيبا وأولياء أمور.

ونتيجة لذلك، أقل من 1% من ما يقرب من 15 مليون طفل أميركي يعانون من السمنة يحصلون على هذا النوع من الرعاية المنظمة، وهذا وفقا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وقال أطباء مشاركون في هذه العملية لرويترز إن الجهود التي تبذلها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها وغيرها لتوسيع التغطية التأمينية توقفت.

نوفو نورديسك

تمت الموافقة على عقار ويجوفي للبالغين في عام 2021 وللمراهقين في أواخر عام 2022، مما يوفر طريقة فعالة للغاية لإنقاص الوزن لأول مرة.

ولا تزال نوفو نورديسك غير قادرة على تلبية الطلب على الدواء بين البالغين، حيث يتم صرف ما لا يقل عن 25 ألف وصفة طبية لأول مرة كل أسبوع.

وتبحث العديد من العائلات عن الدواء لأبنائها المراهقين، حسبما وجدت رويترز في فبراير/تشرين الثاني الماضي.

ويشعر العديد من الأطباء وأولياء الأمور بالقلق من استخدام الدواء دون بيانات حول ما إذا كان ويجوفي يمكن أن يؤثر على نمو الطفل، أو يشكل مخاطر أخرى طويلة المدى.

تغيير العادات

أرادت روث مدينا من هوليوك، ماساتشوستس، معرفة ما إذا كان التغيير في العادات العائلية، بدلا من الدواء يمكن أن تساعد ابنتها جيليني البالغة من العمر (15 عاما) عندما وصل وزنها إلى 200 باوند (حوالي 91 كيلوغراما) هذا العام.

وقالت مدينا إن العائلة لديها تاريخ من مرض السكري من النوع الثاني، وهي حالة تفاقمت بسبب الوزن الزائد.

وأضافت مدينا “لا أريد أن أسير في هذا الطريق. وهنا شعرت بالخوف”. وأوصى طبيب الأطفال في جيليني ببرنامج الوزن الصحي في مركز هوليوك الصحي حيث يأتي الأطفال وأولياء أمورهم للزيارات مع اختصاصي تغذية وعامل صحة مجتمعي لتحديد الأهداف الفردية، بالإضافة إلى جلسات جماعية حول الطبخ وفك رموز الملصقات الغذائية وتغييرات نمط الحياة الأخرى.

وقال فيني بيغز، الذي يشرف على البرنامج، إن العائلات تواجه انتظارا لمدة 4 أشهر للتسجيل. وأضاف بيغز أن مشاركة مدينا وابنتها يتم تغطيتها جزئيا من خلال برنامج التأمين الصحي الحكومي Medicaid. في الجلسة الأولى للعائلة هذا الشهر، قامت جيليني بتقطيع القرنبيط والجزر والخضروات الأخرى لإعداد طبق من الطعام. وقالت الأم وابنتها إنهما أحبتا الوجبة وأخذتا بقايا الطعام والوصفة إلى المنزل.

لقد فقدت جيليني بعض الوزن. وبدأت في المشي أكثر ولعب التنس وتناول الوجبات الخفيفة من الفواكه والخضروات. ولا تزال والدتها تشعر بالقلق إزاء جاذبية العديد من مطاعم الوجبات السريعة القريبة من منزلها.

وقالت مدينا إننا “نسير وسط الكثير من الإغراءات”. “أريد أن أفعل كل ما بوسعي للحصول على وزن صحي”.

وتقول فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة، وهي لجنة اتحادية مؤثرة من الخبراء، إنه من الأفضل الالتزام بتغييرات نمط الحياة للمراهقين الذين يعانون من السمنة حتى يتم الحصول على مزيد من البيانات. فيما يتعلق بسلامة وفعالية الأدوية المتوفرة على المدى الطويل، وفقا لمسودة توصية نشرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

انفوغراف "أوزمبيك" (Ozempic) علاج لداء السكري من النوع الثاني "ويغوفي" (Wegovy) علاج لخفض الوزن أوزمبيك ويغوفي سيماغلوتايد (semaglutide) "أوزمبيك" (Ozempic) و"ويغوفي" (Wegovy). والمادة الفعالة في عقاري أوزمبيك وويغوفي تُسمى "سيماغلوتايد" (semaglutide).

علاج السلوك ونمط الحياة

قام فريق العمل بفحص التجارب السريرية التي تتضمن برامج سلوكية مكثفة للأطفال، ووجدت أن الأطفال فقدوا، في المتوسط، 5.7 أرطال (حوالي 2.6 كيلوغرام). لكن عقار ويجوفي والأدوية المماثلة ساعدت الأشخاص على فقدان الوزن بشكل كبير، 15% أو أكثر من وزن الجسم. في التجارب السريرية.

نقص التغطية التأمينية للاستشارات، من المرجح أن يقنع المزيد من العائلات بتجربة الأدوية في المستقبل. ويقول بعض الأطباء إن استخدام ويجوفي على نطاق أوسع من قبل الشباب سيجعل من الضروري جدا أن يتعلم الأطفال عادات الأكل الصحية من أجلهم.

وعلى المدى الطويل يشعر الأطباء بالقلق من أن الاعتماد على الأدوية وحدها يمكن أن يسهم في نقص التغذية أو اضطرابات الأكل.

وقال الدكتور توماس روبنسون، أستاذ طب الأطفال ومدير معهد مركز الوزن الصحي في جامعة ستانفورد لطب صحة الأطفال في بالو ألتو، كاليفورنيا “هذه الأدوية فعالة جدا في تقليل الوزن والمخاطر الصحية، لكنك لا تتبنى فجأة نظاما غذائيا صحيا أو تصبح أكثر نشاطا بدنيا”.

وفي برنامج استشارات نمط الحياة بجامعة ستانفورد، يعطي المعلمون الآباء وأطفالهم دروسا راسخة حول الأكل بحكمة: الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، مثل الآيس كريم أو حتى اللوز، هي أطعمة “خفيفة الوزن” يجب تناولها باعتدال.

تعتبر الخضروات بمثابة “ضوء أخضر” ويمكن تناولها بكميات غير محدودة. وقال روبنسون إن معظم الأطعمة صفراء وتقع في مكان ما بينهما.

وقال روبنسون إن التأمين الصحي لا يغطي برنامج جامعة ستانفورد، لذا تدفع الأسر من أموالها الخاصة أو تتلقى مساعدة مالية من المستشفى. التكلفة الكاملة هي 3500 دولار. منذ عام 2022، حيث مركز السيطرة على الأمراض والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال وخبراء رئيسيين آخرين على تغطية أفضل لاستشارات السمنة.

وفي بيان وصل لرويترز، قال مركز السيطرة على الأمراض إن ضمان الوصول العادل إلى كل من أدوية السمنة وعلاج نمط الحياة “أمر محوري حتى تتمكن الأسر من الوصول إلى خيارات متعددة معالجة السمنة لدى الأطفال ودعم الصحة المثالية.”

هل من الآمن استعمال الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السكري أو زيادة الوزن لعقارات الوزن التي منها وجوفي؟

قال البروفيسور محمد عطا حندوس، المحاضر في كلية الطب في جامعة قطر، وهو استشاري أول في طب الأطفال -في حوار خاص مع الجزيرة صحة ضمن تغطية شاملة حول عقار أوزمبيك وناهضات “جي إل بي 1” (GLP-1)- إن “الجواب هو نعم ولا، وهو لا بشكل أكبر. الطريقة التي يعمل فيها الدواء والذي يخبر الدواء به الجسم ألا نأكل كثيرا وهو يبطئ المعدة وبالتالي يشعر الشخص بالشبع ومن ثم يستطيع الشباب والبنات خسارة الوزن، ولكن المشكلة أن الشباب يجب أن يأخذوا وحدات حرارية كافية، مثل البروتينات ومثل الدهون الطبيعية الجيدة، حتى ينمو جسمهم بشكل جيد، وفي حالة أخذ الدواء فإنهم سوف يأكلون كميات أقل، في الوقت نفسه لن يحصلوا على البروتينات اللازمة ونخاف من عدم نموهم وتطورهم مثل كل الأولاد والبنات”.

وقال إنهم في الغرب بدؤوا استعمال الأدوية من عمر 12 سنة أو أكثر، والآن توجد مطالبات باستخدامها من عمر 6 سنوات.

وأضاف البروفيسور حندوس أنه توجد الآن مطالبات، وبدأت دراسات حتى يجربوا هذا الدواء على الأولاد والبنات في عمر 6 سنوات، سواء على شكل إبر أو عن طريق الفم، ولكن “أنا شخصيا أنصح -إذا احتاج الطفل لمثل هذا الدواء بشكل أكيد- بأخذه بعد عمر فوق 16 سنة، أما إذا كان العمر أقل من ذلك فسيكون الجسم لا يزال ينمو والعضلات لا تزال تكبر. ولذلك لا نريد أن نمنع أولادنا من هذا التطور السليم”.

أسباب السمنة لدى الأطفال

قال الدكتور حندوس إن أسباب السمنة عند الأطفال متعددة وتشمل البيئة: أي كيف يرى الأطفال أهلهم وأقاربهم وأصدقاءهم يأكلون، والجينات، والهرمونات، فكل هذه تؤدي إلى زيادة الوزن. “نحن كأطباء دورنا أن نوعي الأهل حتى لا ينتظروا إلى أن يحتاج الأطفال للأدوية أو إبر أو جراحات”.

ونصح الدكتور ببدء الطفل ممارسة الرياضة والنظام الصحي الجيد وهو في عمر مبكر، “والرياضة الصحيحة التي أقصدها هي ليست دفع الطفل للعب في الخارج وإنما ضمن نظام في ناد رياضي مثلا يناسب العمر، نادي كرة قدم أو نادي تايكوندو، أو نادي كرة سلة، نادي سباحة، ما يحبه الأطفال المهم أن يكون مقننا وله مواعيد محددة خلال الأسبوع مثلا مرتين خلال الأسبوع يمارس فيها الطفل رياضة مناسبة، بالإضافة للتحكم في البيئة، وعدم الخضوع لرغبات الطفل في حال طلبه وجبات سريعة أو ما شابه ذلك. الأهل يلبون هذه الرغبات لأبنائهم وبناتهم لأنهم يحبونهم، ولكن هذا غير صحيح، نحب أولادنا أكثر في حال تحكمنا في الأكل الذي يتناولونه”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *