كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، عن رسالة “مقتضبة” تسلمها المفاوضون العرب من زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، بشأن مقترح وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال السنوار للمفاوضين العرب، وفق الصحيفة، إنه “لن يقبل اتفاق هدنة إلا إذا التزمت إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار”، مؤكدا موقف حماس في أول رد له على الاقتراح الإسرائيلي الذي أعلنه بايدن قبل نحو أسبوع، لإنهاء الحرب.
وأبلغ وسطاء عرب “وول ستريت جورنال” أن “حماس لن تسلم أسلحتها أو توقع على اقتراح يطلب ذلك”، حسب ما قال لهم السنوار في رسالة “مقتضبة” تلقوها، الخميس.
وتجري قطر ومصر والولايات المتحدة وساطة منذ شهور بين إسرائيل وحركة حماس، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية، منذ السابع من أكتوبر.
في المقابل، قال أوفير فالك، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، الخميس، إن “الفكرة التي تفترض أن إسرائيل ستسمح بوجود منظمة إرهابية مسلحة ترتكب جرائم إبادة جماعية على حدودها الجنوبية، وتوافق على إنهاء الحرب قبل تدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان عدم تشكيل غزة تهديدا لإسرائيل في المستقبل، هي غير قابلة للنقاش”، حسب “وول ستريت جورنال”.
“دلالات متزايدة”.. هل ترفض حماس خارطة الطريق الإسرائيلية؟
رغم حث العديد من الدول من الوسطاء لحماس للموافقة على “خارطة الطريق” التي أيدها الرئيس الأميركي، جو بايدن إلا أن الحركة لم ترد بعد على مقترح وقف إطلاق النار.
والأسبوع الماضي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن “شروط إسرائيل لوقف الحرب لم تتبدل”، مشددا على ضرورة “القضاء على قدرات حماس العسكرية وعلى سلطتها، وتحرير كل الرهائن وضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل”.
وقال في بيان صادر عن مكتبه، إنه بموجب المقترح “ستواصل إسرائيل عزمها استيفاء هذه الشروط قبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”، وأن “موافقة إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار قبل استيفاء هذه الشروط أمر غير مقبول”.
وكرر ذلك أيضا وزير الدفاع، يوآف غالانت، الذي قال في اتصال هاتفي هذا الأسبوع مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن الحرب “لن تتوقف قبل إعادة المختطفين وإيجاد حكم بديل لحركة حماس في غزة”.
وأضاف غالانت، حسب بيان صدر عن مكتبه، الإثنين، أن “تحركات تتم لإسقاط حماس، ووضع حكم بديل عنها”.
وكان بايدن قد أعلن يوم 31 مايو الماضي، عن “مقترح إسرائيلي” من 3 مراحل لإنهاء الحرب في غزة، داعيا جميع الأطراف إلى عدم تفويت فرصة التوصل لصفقة تنهي النزاع المستمر منذ أكثر من 8 أشهر.
وقال في خطاب أدلى به في البيت الأبيض بشأن الوضع في الشرق الأوسط، إن إسرائيل “قدمت مقترحا لوقف مستدام لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن من 3 مراحل”، وقد تم إرساله إلى حماس عبر قطر.
“تطور مهم”.. نتانياهو وجنرالاته “يريدون سرا إنهاء الحرب”
سلطت صحيفة “هآارتس” الضوء على خطة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتي أعلن عنها الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، وهي الخطوة التي تُشكل تطورا مهما في سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، موضحة أنه بات يرغب في إنهاء الحرب، وفي الوقت نفسه الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الخيارات.
والخميس، أعلنت الولايات المتحدة، إلى جانب 16 دولة أخرى، في بيان مشترك، دعمها الكامل للتحرك نحو وقف إطلاق النار في غزة، واتفاق إطلاق سراح الرهائن المطروح على الطاولة.
ودعا البيان حماس ( المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى) إلى الموافقة على هذا الاتفاق، الذي أبدت إسرائيل استعدادها للمضي قدما فيه، والبدء في عملية إطلاق سراح الرهائن.
واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ”القضاء على حماس”، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 36 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.