العدوان على غزة يلقي بظلاله على إقامة “مهرجان جرش”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

عمّان- أثارت تصريحات وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار بشأن موعد إقامة مهرجان جرش للثقافة والفنون في نسخته الـ38 جدلا واسعا بين الأردنيين، حيث نقل الموقع الإلكتروني لقناة “المملكة” المحلية عنها، أنَّ موعد مهرجان جرش سيكون خلال الصيف الحالي، في 24 يوليو/تموز المقبل.

ولم تمض ساعات على إعلان الخبر حتى جاءت ردود الفعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، منتقدة إعلان إقامة المهرجان في ظل المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء قطاع غزة،  ومطالبة بإلغاء المهرجان هذا العام.

وبعد وقت قصير، عادت الوزيرة النجار -التي تشغل أيضا منصب رئيسة اللجنة العليا للمهرجان- لتتراجع عن إعلانها السابق عبر تصريح آخر لها، أشارت فيه إلى أن إقامة مهرجان جرش “لا يعتبر أولوية” نتيجة للأوضاع المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

وزيرة الثقافة هيفاء النجار تشغل أيضا منصب رئيسة اللجنة العليا لمهرجان جرش (مواقع التواصل)

جدل الرفض والقبول

أرجع بعض المحللين حالة الارتباك في تصريحات الوزيرة النجار إلى ردود الفعل الغاضبة من نية عقد مهرجان جرش في ظل العدوان الذي يشهده قطاع غزة منذ 8 أشهر. وفي حديثه للجزيرة نت، قال النائب في البرلمان الأردني حسن الرياطي إن المطلوب أن “نرتقي بمستوى موقفنا تجاه ما يجري من مجازر في قطاع غزة، لا أن تخرج علينا وزيرة الثقافة لتعلن عن موعد بدء مهرجان جرش”.

وأضاف الرياطي “إننا نعيب على أي شخص يقيم حفلا في داره وجاره لديه مأتم، فكيف نقبل أن نقيم مهرجان جرش للغناء، وأهلنا في غزة يذبحون، ودماؤهم لم تجف بعد”.

إلا أن عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات كان له رأي مغاير، حيث أكد أن مهرجان جرش يعتبر فرصة للأردن يمكن استثمارها وتوظيفها لإبراز ودعم الموقف الرسمي والشعبي المتعاطف مع ما يجري في غزة.

وقال الطاهات في تغريدة له بحسابه على موقع “إكس” إن مهرجان جرش يمكن أن يكون امتدادا مهما جدا لمنظومة الجهود الأردنية الكبيرة، إلى جانب الجهود السياسية والدبلوماسية والإغاثية والإنسانية والإعلامية التي يقدمها الأردن بمسؤولية عالية منذ بداية الاعتداء على غزة.

الرقص على الجراح

من جهته، قال الوزير الأردني الأسبق الدكتور بسام العموش إن الأردن ليس ضد الثقافة التي ترتبط بالعلم، لكن الظرف الآن لا يسمح بـ”التهريج بأي شكل كان”، ووضّح بأن هناك فرقا بين الثقافة والرقص والغناء، في ظل الدم المسكوب يوميا في قطاع غزة.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت متسائلا “على ماذا نرقص، هل نرقص على جراحنا؟” مؤكدا أن الظرف العام والتوقيت ليسا مناسبين، وأن وقف هذا المهرجان يعتبر “أقل الواجب”، بدلا من الإعلان عن إقامته، وأضاف أنه ضد أن يتم جلب المغنين والمغنيات في ظل هذه الأوضاع. وقال “الأمر بالنسبة لنا مرفوض تماما، بل لنا موقف ضد المهرجان من حيث المبدأ”.

وطالب النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتأجيل مهرجان جرش حتى إشعار آخر؛ احتراما لدماء الشهداء في غزة، وللموقف الأردني الداعم لسكان القطاع ولفلسطين.

يذكر أن مهرجان جرش انطلق للمرة الأولى عام 1980 بمبادرة من جامعة اليرموك، قبل أن يتحوّل إلى مهرجان رسمي، وافتُتحت دورته الأولى عام 1981، وأصبح فعالية سنوية تقام في مدينة جرش الأثرية خلال أشهر الصيف، ويشمل فعاليات فنية وأدبية وثقافية من مختلف أنحاء العالم، وسبق أن تم إلغاؤه عام 1982 بسبب مصادفة موعده مع اجتياح إسرائيل للعاصمة اللبنانية بيروت.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *