قالت مصادر طبية إن 12 فلسطينيا استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على مدينة رفح جنوبي غزة منذ فجر اليوم الخميس.
يأتي ذلك في حين أكد مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال انسحبت من بعض المحاور في مخيم جباليا؛ حيث دارت في الأيام الأخيرة معارك ضارية مع فصائل المقاومة شمالي القطاع.
كما واصلت المقاومة عملياتها ضد القوات الإسرائيلية في محاور التوغل، خاصة في رفح وشمال القطاع، مؤكدة وقوع إصابات مباشرة في صفوف الجنود والآليات.
وقالت وزارة الصحة بغزة إن الاحتلال ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية 5 مجازر، وصل منها 53 شهيدا و357 مصابا لمستشفيات القطاع، وهو ما يرفع عدد ضحايا العدوان منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 36 ألفا و224 شهيدا و81 ألفا و777 مصابا.
وذكر المركز الفلسطيني للإعلام اليوم أن “آليات الاحتلال تراجعت إلى خارج مخيم جباليا، وسط قصف مدفعي مكثف وحركة طيران مستعرة، فيما بدا فشلا مدويا للاحتلال في مواجهة مقاتلين أشداء”.
وأشار المركز إلى أن “الأهالي بدؤوا يعودون إلى مخيم جباليا بمجرد تداول أنباء تراجع آليات الاحتلال، ورسالتهم باقون مهما بلغ حجم الدمار والحرق”.
استهداف نازحين
وقال مراسل الجزيرة إن جيش الاحتلال أطلق النار على نازحين أثناء محاولتهم العودة إلى منازله، كما استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في غارة استهدفت مركزا للإيواء داخل المخيم.
ولفت المركز إلى أنه في “اللحظات الأولى لانسحاب جيش الاحتلال من المخيم أظهرت فيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي حجم الدمار المروع الذي ضرب قلب المخيم، فقد طال الدمار كل شيء من منازل وممتلكات وبنى تحتية ومساجد ومدارس، موضحا أن مجموعات من المواطنين انبرت للبحث عن مفقودين أسفل الأنقاض.
وكانت القوات الإسرائيلية قد عادت وتوغلت في جباليا ومخيمها مساء 11 مايو/أيار الجاري بعد أن كانت أعلنت نهاية العام الماضي “السيطرة” على شمال القطاع.
شهداء ومصابون
من ناحية أخرى، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 7 فلسطينيين على الأقل في قصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية على مركز للنازحين شمال غزة.
وأضاف المراسل أن 4 فلسطينيين استشهدوا وجرح عدد آخر في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة الحتو بشارع الوحدة في مدينة غزة.
كما استشهد شخص وأصيب 6 آخرون إثر استهداف طائرات الاحتلال منزلا في مخيم الشاطئ غربي المدينة فجر اليوم.
وفي رفح، أفاد المراسل بتواصل الغارات والقصف المدفعي الإسرائيلي على المدينة، وهو ما تسبب في سقوط شهداء ومصابين، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مناطق متفرقة داخلها.
وقال إن عددا من المواطنين أصيبوا إثر قصف إسرائيلي استهدف سيارة مدنية على دوار العلم غربي رفح.
وتمكنت فرق الإسعاف من انتشال جثماني مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني استشهدا جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة إسعاف كانت متجهة لانتشال جثامين شهداء ونقل مصابين من منطقة غرب المدينة.
كما أفاد المراسل باستشهاد 4 أشخاص وإصابة 15 آخرين بالإضافة إلى عدد من المفقودين في قصف إسرائيلي استهدف فجر اليوم منزلا لعائلة زقوت بمخيم النصيرات وسط القطاع.
عمليات المقاومة
وتتزامن هذه التطورات الميدانية مع تواصل عمليات المقاومة التي أوقعت خسائر جديدة في صفوف جنود الاحتلال، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي خلال معارك بشمالي غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد أمس الأربعاء مقتل 3 من جنود الكتيبة 50 التابعة للواء ناحال إثر انفجار مبنى مفخخ في منطقة رفح وإصابة ضابط وجنديين بجروح خطيرة، إضافة إلى إصابة ضابط وجندي بجروح متوسطة.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها استهدفت قوة إسرائيلية راجلة من 5 جنود بعبوة قفاز وأوقعتهم بين قتيل وجريح شرق حي التنور في رفح.
كما استهدفت القسام 3 جنود آخرين بقذيفة مضادة للأفراد، وقصفت كيبوتس نيريم في غلاف غزة برشقة صاروخية.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت بقذائف الهاون جنودا وآليات الاحتلال المتوغلة في محيط تل زعرب غربي رفح.
وجددت قصف جنود وآليات الاحتلال في محيط موقع القوس بمخيم يبنا جنوب رفح بعشرات قذائف الهاون الثقيلة.
كما استهدفت بالاشتراك مع كتائب القسام آليتين عسكريتين إسرائيليتين بقذائف “تاندوم” و”آر بي جي” شرقي المدينة.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة وأزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة، وفق تقارير أممية ودولية.