وصلت درجة الحرارة، اليوم الأربعاء، في العاصمة الهندية نيودلهي إلى 52.3 درجة مئوية، لتسجل بذلك الهند درجة حرارة قياسية جديدة في تاريخها، في حين حذّرت السلطات من نقص المياه بالمدينة.
وسجّلت هيئة الأرصاد الجوية هذه الدرجة بعد ظهر الأربعاء في مونغشبور إحدى ضواحي نيودلهي، متجاوزة بأكثر من درجة المستوى القياسي الوطني السابق المسجل في صحراء راغاستان.
ويوم أمس الثلاثاء، سجلت هيئة الأرصاد أيضا مستويات حرارة قياسية في نيودلهي بعد وصولها إلى 49.9 درجة مئوية.
وأصدرت سلطات المدينة البالغ عدد سكانها نحو 30 مليون نسمة إنذارا صحيا ليوم الأربعاء، محذرة من “احتمال كبير للإصابة بأمراض مرتبطة بالحر لكل الفئات العمرية”.
ورغم الارتفاع القياسي لدرجة الحرارة، فقد توقعت الهيئة أن تبدأ في التراجع التدريجي في وسط الهند وشمالها وغربها، اعتبارا من الخميس، وفقا للهيئة.
وفي العادة ترتفع درجات الحرارة بالهند كثيرا خلال فصل الصيف، لكن باحثين أشاروا إلى أن تغير المناخ أدى إلى موجات حر أطول، وأكثر تواترا وأكثر شدة.
تحذير من شح المياه
كذلك، حذرت السلطات في نيودلهي من خطر شحّ المياه، مع تقنين الإمدادات في بعض المناطق.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إنديا” عن وزيرة المياه أتيشي مارلينا دعوتها السكان إلى ممارسة “المسؤولية الجماعية” لوضع حدّ لهدر المياه.
كذلك، نقلت صحيفة “إنديان إكبرس” عن أتيشي قولها إنه “من أجل حلّ مشكلة نقص المياه، اتخذنا سلسلة إجراءات مثل تقليل الإمداد بالمياه من مرتين في اليوم إلى مرّة واحدة في عدد من المناطق”.
وأضافت أنه “سيتم توزيع وتوفير المياه المقننة على المناطق (التي تواجه) نقصا في المياه والتي يستمر إمدادها بها 15 إلى 20 دقيقة فقط يوميا”.
وينخفض تدفّق نهر يامونا وهو أحد روافد نهر الغانج شديد التلوّث والذي يعبر نيودلهي، بشكل كبير خلال أكثر الأشهر حرا في العام.
وتعتمد العاصمة الهندية بشكل شبه كامل في مياهها على ولايتي هاريانا وأوتار براديش الزراعيتين المجاورتين اللتين تحتاجان إلى كميات كبيرة من المياه.
ويشتد الحر أيضا بباكستان
وبالإضافة إلى الهند؛ شهدت باكستان المجاورة موجات حر شديدة، حيث قُدّرت درجة الحرارة القصوى بـ53 درجة مئوية الأحد في إقليم السند المتاخم للهند.
وأفادت هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية أنّها تتوقع أن تنخفض درجات الحرارة ابتداء من الأربعاء، غير أنّها توقّعت أيضا موجات حر أخرى في يونيو/حزيران.
وفي الوقت ذاته، شهدت ولايتا البنغال الغربية وميزورام في شمال شرق الهند رياحا قوية وأمطارا غزيرة بالتزامن مع إعصار “رمال” القوي الذي ضرب الهند وبنغلاديش الأحد وأسفر عن مقتل أكثر من 65 شخصا.
وأكّدت هيئة الأرصاد الجوية في بنغلاديش أنّ هذا الإعصار يعد من أطول الأعاصير التي شهدتها البلاد على الإطلاق، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن تغير المناخ هو السبب الرئيسي وراء استمراره كل هذه الفترة على نحو استثنائي.
يذكر أن كوكب الأرض سجّل العام الماضي أعلى متوسط درجة حرارة على الإطلاق، متجاوزا بذلك الرقم القياسي السابق لعام 2016 بهامش كبير. وكانت المرّة الأولى التي يقترب فيها متوسط حرارة الكوكب نحو 1.5 درجة مئوية، وهو مؤشر الخطر كما أعلنت عنه اتفاقية باريس 2015.
ويتوقع بعض العلماء أنّ يكون عام 2024 العام الأول في تاريخ البشرية الذي يكسر متوسط درجة حرارة الكوكب حاجز 1.5 درجة مئوية.