فيلم “بوب مارلي: حب واحد”.. محاولة متواضعة لتجسيد أيقونة موسيقية تاريخية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

إذا كنت لا تعرف شيئا عن حياة بوب مارلي وكنت مهتما بالتعرّف إليه، أو كنت من عشاق الأفلام الموسيقية التي تستعرض قصصا حقيقية، ننصحك بمشاهدة فيلم “بوب مارلي: حب واحد” (Bob Marley: One Love) الذي صدر هذا العام بهدف تسليط الضوء على مشوار أسطورة موسيقى الريغي المثير للتأمل والدهشة في آن واحد.

أما إذا كنت تبحث عن عمل موسيقي درامي متكامل وثقيل فنيا، فعلى الأغلب لن يكون الفيلم هو الأنسب للأسباب التالية:

دعوة لنبذ العنف

قد يبدو إنتاج فيلم عن بوب مارلي مثاليا في ظل الفوضى والعنف اللذين يسودان العالم مؤخرا، خاصة وأنه نجمه عاش حياته القصيرة يعاني من العنصرية بسبب لون بشرته السمراء ويدعو عبر موسيقاه للوحدة والسلام ويدافع عن الحرية طوال حياته، حتى أنه تعرّض إلى محاولة اغتيال لهذا السبب.

يستعرض فيلم “بوب مارلي: حب واحد” فترة قصيرة للغاية من حياة صاحبه وتحديدا بين عامي 1976 و1978 بداية مع محاولة الاغتيال التي جاءت بسبب نيته إقامة حفل موسيقي من أجل وقف أعمال العنف التي ارتكبها زعيمان سياسيان متصارعان.

ثم تأتي الأحداث على رحيل مارلي عن جاميكا وذهابه إلى بريطانيا، حيث عمل على إنتاج ألبوم “خروج” (Exodus) -رفقة فرقة ويلزر- الذي صدر عام 1977.

انقسم الألبوم إلى نصفين، الأول: يضم أغنيات حول السياسة الدينية، فيما ركز الثاني على أغنيات الحب والحفاظ على الإيمان. وقد اختارته مجلة “تايم” عام 1999 كأفضل ألبوم موسيقى في القرن العشرين، وفي 2001 وضعته شبكة التلفزيون “في. إتش. وان” بالمرتبة 26 لأعظم الألبومات بتاريخ الموسيقى، بينما أُعيد طرحه عام 2017 بمناسبة ذكراه الأربعين عبر 4 إصدارات أصلية.

تجري كل الأحداث السابقة بالتزامن مع مقتطفات مقتطعة ومقتضبة من الماضي، سواء تلك التي تتضمن طفولة مارلي أو رحيل والده الذي ترك جرحا غائرا بقلبه لآخر حياته، أو كيفية اعتناقه الديانة الرستفارية، مرورا ببداية انطلاقة فرقته الموسيقية.

وتصل الأحداث في النهاية إلى إصابة مارلي بنوع نادر من سرطان الجلد، ورغم وجود احتمالية للشفاء تتمثل في البتر، فإن مارلي رفض اللجوء لهذا الخيار فكانت النتيجة وفاته عن عمر ناهز 36 عام فقط في وطنه وبين أفراد عائلته.

محاولة جيدة ولكن

تمتع العمل بأداء تمثيلي جيد من بطله الأول كينغسلي بن أدير في دور “مارلي”، إذ استطاع استنساخ روحه وحركاته الارتجالية على المسرح، وإن تفوقت عليه الممثلة شانا لينش في دور زوجته “ريتا” حيث لعبت شخصية مركبة حملت بعض التعقيدات والتناقضات، فيما قُدمت شخصية مارلي بشكل سطحي وشديد المباشرة.

قد يكون أحد أسباب ذلك مشاركة عائلة مارلي بالإنتاج، مما جعلهم يحرصون على تقديم جانب معين من حياة أسطورة موسيقى الريغي دون التطرق إلى جوانب أخرى ثرية بحياته أو تحوي بعض الإشكاليات الدرامية إلا على عجل؛ مثل علاقته بوالده الأبيض الذي هجره، أو أبنائه الذين أنجبهم خارج إطار الزواج وتفاصيل سياسية أخرى.

لكن العامل الفني الأهم وراء خروج العمل في ما يُشبه قطع البازل المتباعدة وغير المتكاملة، هو عدم تماسك الحبكة وضعف السيناريو والحوار يليه تواضع الإخراج بالرغم من أن مخرج الفيلم رينالدو ماركوس هو نفسه مخرج فيلم “الملك ريتشارد” (King Richard)، الذي فاز عنه النجم ويل سميث بأوسكار أفضل ممثل وحصد عنه بعض الجوائز، ومع ذلك لا يزال العمل يستحق المشاهدة.

لمحبي الأفلام الموسيقية

“بوب مارلي: حب واحد” (Bob Marley: One Love) هو فيلم سيرة ذاتية يستعرض الجزء الأكثر إلهاما من حياة النجم الجامايكي بوب مارلي، أشهر أيقونات موسيقى الريغي بالتاريخ.

العمل مناسب لمحبي الأفلام الموسيقية حيث الأغنيات العذبة والممتعة، وإن كان لم يأت ملهما بما يتناسب مع حجم الأسطورة الاستثنائي، الذي ورغم رحيله بالقرن الماضي لا يزال محبوه يتزايدون بسبب موسيقاه الثورية التي طالما حاول خلالها نشر رؤيته الخاصة عن السلام والحرية والعدالة الاجتماعية وكذلك الحب.

نجح الفيلم بتحقيق أرباح قاربت من 179 مليون دولار من أصل ميزانية لم تتخط 70 مليونا، وبلغت افتتاحيته في جامايكا وحدها 100 ألف دولار في اليوم الأول، محققا رقما قياسيا لأكبر افتتاح سينمائي في شباك التذاكر هناك.

العمل من إخراج رينالدو ماركوس الذي شارك أيضا بكتابة السيناريو، وتأليف مشترك بين تيرينس وينتر وفرانك فلورز، أما البطولة فقام بها كل من كينغسلي بن أدير، وشانا لينش، وجيمس نورتون، ومعهم أنتوني ويلش، وأومي مايرز، وتوسين كول.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *