قالت صحيفة لوباريزيان الفرنسية إن 6 دول متاخمة لروسيا وأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أعلنت عن رغبتها في إنشاء نظام دفاعي مشترك في مواجهة تهديدات موسكو، وذلك بنشر جدار صدٍّ من المسيرات إضافة إلى أنظمة مراقبة أخرى ثابتة.
وتساءلت الصحيفة -في بداية تقرير بقلم ليو أغيسي- هل سيكون ذلك جدارا جويا من الحجم الكبير في مواجهة العداء الروسي؟ إذ أعلنت الحكومة الليتوانية أمس أن الدول الست اتفقت على إقامة “جدار مسيرات” للدفاع عن حدودها ضد “الاستفزازات”، في رسالة واضحة إلى موسكو التي تتزايد تهديداتها لعدة دول في المنطقة منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
وقالت وزيرة الداخلية الليتوانية أني بيلوتايت بعد مناقشات مع نظرائها من دول البلطيق الأخرى إستونيا ولاتفيا، بالإضافة إلى فنلندا والنرويج وبولندا، “إنه شيء جديد تماما، جدار من المسيرات يمتد من النرويج إلى بولندا، والهدف منه استخدام المسيرات وغيرها من التقنيات لحماية حدودنا”.
وأضافت الوزيرة أن “الأمر لا يتعلق بالبنية التحتية المادية وأنظمة المراقبة فقط، بل أيضا بالمسيرات وغيرها من التقنيات لمراقبة الحدود، وحماية أنفسنا من استفزازات الدول المعادية ومنع التهريب”.
بيلوتايت: الأمر لا يتعلق بالبنية التحتية المادية وأنظمة المراقبة فقط، بل أيضا بالمسيرات وغيرها من التقنيات لمراقبة الحدود، وحماية أنفسنا من استفزازات الدول المعادية ومنع التهريب
ويوضح المقدم السابق في المدفعية غيوم أنسيل أن أنظمة المراقبة الثابتة مثل الكاميرات والرادارات يمكن اختراقها بسرعة، ولذلك تجمع أنظمة الكشف بين مختلف وسائل الدفاع، وتعتمد على البنى التحتية المختلطة، الثابتة والمتنقلة، أي المسيرات.
أما الميزة الرئيسية للمسيرات -حسب الكاتب- فهي قدرتها على التحمل، يقول الجنرال أوليفييه باسو إن “المسيرات المصممة للطيران على ارتفاعات متوسطة ولمسافات طويلة تتمتع باستقلالية تصل إلى 48 ساعة دون توقف، وهي تتيح “الوصول إلى مناطق معادية وأخرى صعبة”.
مراقبة رخيصة لمدة 24 ساعة
وفي سياق الدول المتاخمة لروسيا، يوضح الطيار العسكري السابق كزافييه تيتلمان أن “أحد الاحتمالات هو نشر مسيرات “آي إس آر” الخفيفة وتتراوح مدة طيرانها بين 12 و18 ساعة، “لتتجول ذهابا وإيابا على طول الحدود لرؤية ما يحدث على الجانب الآخر، بعمق يصل إلى 30 كيلومترا”. ويمكن تجهيز بعضها برادارات تسمح باكتشاف تحركات الدروع عن بعد.
ويرى مستشار الدفاع أن نظام المراقبة هذا الذي لا نعرف تفاصيله بعد، سيضمن “مراقبة غير مكلفة لمدة 24 ساعة في اليوم”، ويمكن دمجه مع أنظمة اعتراض أرض جو، أو مسيرات اعتراضية أو حتى مسيرات قاذفة.
ومع أن أوليفييه باسو لا يرى لهذا النظام جدوى كبيرة، ويرى أن أنظمة المعلومات والرادارات الأرضية أكثر موثوقية بكثير، فهو يرى أن المصلحة ستكون في نشر سرب المسيرات هذا فوق بحر البلطيق، حيث لا توجد رادارات إلا على متن القوارب، وبالتالي ستكون دوريات المسيرات مفيدة.