قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان إن إسرائيل تتحمل مسؤولية فشل المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مؤكدا أن التهرب الإسرائيلي وصل بهذه المفاوضات إلى مرحلة خطرة.
وأضاف، في مداخلة مع الجزيرة، أن التشكيك الإسرائيلي في الوساطة المصرية القطرية يعتبر جزءا من هذا التهرب الذي يهدف لتحقيق مصالح سياسية خاصة.
وأكد رشوان أن المواقف المصرية القطرية ليست محايدة وإنما تلتزم بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والمصلحة القومية والعربية والفلسطينية والأمن القومي المصري.
واتهم رشوان إسرائيل -صراحة لا تلميحا- بالمسؤولية عن الوصول بهذه المفاوضات إلى طريق مسدود، قائلا إن من أودى بهذه المفاوضات هو من يشن هجوما اليوم على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأشار إلى أن الوساطة المصرية في هذا النزاع “جاءت بعد إلحاح أميركي إسرائيلي”، مؤكدا أن حديث تل أبيب عن تغيير القاهرة في مسودة المقترح الأخير غير حقيقي لأن رئيس المخابرات الأميركية وليام بيرنز والوسطاء القطريين اطلعوا على هذه الوثيقة قبل تقديمها للجانب الإسرائيلي.
وأضاف أن “الصمت الأميركي إزاء نشر شبكة (سي إن إن) لهذه الأكاذيب غير مفهوم”، مؤكدا أن القاهرة تحدت الشبكة الأميركية أن تنشر هذا الكلام على لسان مسؤول أميركي أو إسرائيلي.
وقال رشوان إن الصمت الأميركي على هذه الأكاذيب يعتبر جزءا من صمتها عن عملية رفح التي زعمت رفضها طيلة الأسابيع الماضية ويتماشى مع حديث الرئيس جو بايدن عن أن ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية.
وأكد أن الموقف الأميركي لا يهدد مصالح الولايات المتحدة فقط وإنما يهدد مصالح المنطقة كلها، واصفا ما يجري حاليا بأنه جزء من حملة واسعة يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمساس بالمواقف المصرية والعربية.
وعن تلويح القاهرة بالانسحاب الكامل من الوساطة، قال رشوان إن ما تقوم به إسرائيل سيؤدي لتعقيد الأوضاع في المنطقة كلها وقد يدفع مصر للانسحاب الكامل من المفاوضات، مضيفا أن “استغلال إسرائيل للصبر المصري ومحاولاتها الحفاظ على السلام يعتبر لعبة خطيرة”.
وقال رشوان إن مصر لن تكون قادرة على الوساطة بين طرفين أحدهما يشكك في مواقفها، مذكرا بأن مصر هي أكثر الدول العربية دفاعا عن القضية الفلسطينية وخوضا للحروب من أجلها، مضيفا أن انسحاب القاهرة من المفاوضات لا يعني تخليها عن مواقفها الثابتة من هذه القضية.