فخلال الساعات الماضية وبعد ليلة من التصعيد في الأجواء عبر المسيرات، أعلنت روسيا للمرة الثالثة إحباط هجوم صاروخي أوكراني في القرم قرب قاعدة بيلبك الجوية، في وقت تتعهّد كييف استعادة شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014.
ليلة الهجوم الكبير
فجر الاثنين وفي هجوم وصف بالأعنف من جانب روسيا على مدينة أوديسا، تم قصف البنية التحتية للميناء، مما ألحق أضرارًا كبيرة بمبنى محطة أوديسا البحرية وفندق، ودمر مرافق تخزين الحبوب وألحق أضرارًا بمباني المستودعات.
يقول إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الأوكراني، من الواضح أن أوديسا ومنطقتها هما الهدف الأول للضربات الروسية؛ ويرجع ذلك إلى حقيقة أن روسيا تريد منع إمدادات الحبوب من أوكرانيا إلى الأسواق الدولية. نظرًا لأن هذه المجموعة من السلع تمثل حوالي ربع إجمالي صادرات البضائع في أوكرانيا.
ويؤكد إيفان يواس، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هناك دافعا آخر لتلك “الهجمة الهيسترية” من جانب روسيا، وهو الضربات الأوكرانية على شبه جزيرة القرم، وخاصة مقر أسطول البحر الأسود الروسي، تؤدي إلى فقدان صورة روسيا.
ويتابع مستشار مركز السياسات الأوكراني، “مع ذلك، لا أعتقد أنهم سيغيرون خطط روسيا بشأن الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد أوكرانيا؛ ففي نهاية المطاف، تستخدم روسيا بالفعل قدراتها إلى الحد الأقصى تقريبًا”.
وحول تفاصيل الهجوم، فند إيفان يواس، مراحل الضربة القوية في ليلة 25 سبتمبر، حيث تم تسجيل 33 وسيلة هجوم جوي:
• هاجم الروس أوكرانيا بصواريخ كروز كاليبر، وصواريخ بي-800 أونيكس المضادة للسفن، وطائرات بدون طيار من نوع شاهد.
• إطلاق “شاكيد” من الاتجاه الجنوبي الشرقي (بريمورسكو-أختارسك – الاتحاد الروسي)، “كاليبر” – من سفينة صواريخ صغيرة وغواصة من البحر الأسود في (منطقتي فيودوسيا ونوفوروسيسك)، “أونيكس” – من منطقة سيفاستوبول.
• 12 صاروخ كروز من طراز كاليبر البحري؛ صواريخ مضادة للسفن من طراز P-800 Onyx.
• 19 طائرة مسيرة هجومية.
• ثلاث طائرات بدون طيار هجومية من طراز لانسيت.
• 4 طائرات استطلاع بدون طيار من المستوى التكتيكي العملياتي بنيران مضادة للطائرات.
وحول الخسائر، يوضح إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الأوكراني، أنه تم تدمير مستودع تخزين الحبوب الأرضي، والذي يتم تحميله من الميناء إلى عنابر سفن الشحن الجافة؛ وكان من الممكن أن يخزن المستودع ما يصل إلى 40 ألف طن من المنتجات، لكن هذا ليس هو الهدف، فقد يكون الضرر قد أثر على نظام توصيل الحبوب من المستودع إلى الرصيف، مما يعني أنه من المحتمل أن ميناء أوديسا لن يتمكن بعد من استقبال ناقلات البضائع السائبة وشحن المواد الغذائية.
هجوم مضاد مُتغير
تكثف كييف من استهداف محيط القرم خلال الأسابيع الماضية، وهنا يرى إيفان يواس، إن الهجوم الأوكراني المضاد يتغير باستمرار، وما يحدث نتيجة لهذا التغيير لأنه يتكيف مع واقع الحرب؛ وبالتالي يصبح أكثر فعالية، الأولوية الآن أيضًا هي تدمير المدفعية الروسية. سيؤدي هذا إلى تبسيط عملية التقدم جنوبًا وشرقًا.
تغير استراتيجية الهجوم الأوكراني المضاد، يتفق فيها ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، حيث أوضح أن كييف الآن تستهدف بشكل دقيق مواقع عسكرية وحيوية في القرم وليس قصف عشوائي كما كان يحدث سابقًا.
ويُشير ألكسندر أرتاماتوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هذا الأمر يتطلب من روسيا تغيير استراتيجيتها أيضًا والاعتماد على الدفاعات الجوية لتأمين القرم والمواقع العسكرية فيها.
وأوضح ألكسندر أرتاماتوف، أن أوكرانيا تسعى إلى التحول من مربع الدفاع إلى مربع الهجوم من خلال القصف الذي أصبح شبه يومي للعمق الروسي والقرم، بسبب الدعم الغربي المستمر والذي لا ينقطع عن كييف.