أطلقت شركة الفضاء الأميركية “بلو أوريغن” 6 روّاد فضاء أمس الأحد 19 مايو/أيار الجاري، في رحلة استئناف لعملها في مجال سياحة الفضاء بعد انقطاع أصاب الشركة منذ عام 2022.
وعبّر رائد الفضاء “إد دوايت” عن نشوته وسعادته لدى هبوط الكبسولة الفضائية، والذي أصبح أكبر روّاد الفضاء سنًا بصعوده إلى الفضاء عن عمرٍ يناهز 90 عاما وثمانية أشهر.
وبعد حدوث عملية الانفصال عن صاروخ الفضاء “نيو شيبرد”، ارتفعت الكبسولة الفضائية إلى ارتفاعات قياسية (نحو 106 كيلومترات) متجاوزة بذلك خط كارمان، وهو الحد الذي يفصل بين الغلاف الجوّي والفضاء الخارجي وفقا للاتحاد الدولي للملاحة الجويّة.
ثمّ عادت الكبسولة أدراجها إلى الأرض باستخدام المظلات التي خففت من سرعتها لتهبط هبوطا سلسا، بعد رحلة لم تتجاوز 10 دقائق، في حين لاحظ الخبراء أنّ إحدى المظلات الثلاث لم تفتح بشكلٍ كامل وهو ما سيستدعي البحث والتدقيق قبل موعد الرحلة القادمة.
ويعد “دوايت” أحد أقدم المرشحين الذين اختارهم الرئيس الأميركي الراحل “جون كينيدي” في عام 1961 لقيادة هيئة رواد الفضاء الأوائل التابعة لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، وذلك تزامنا مع تأسيس مشروع “أبولو” المخوّل للهبوط بأوّل إنسان على سطح القمر. وكان ينبغي على “دوايت” الانتظار أكثر من 60 عاما حتّى يحقق حلمه بالصعود إلى الفضاء بعد أن فشلت “ناسا” في ضمّه ضمن أيّ من رحلاتها الفضائية السابقة.
وكان من ضمن الركّاب الذي رافقوا “دوايت” رجال أعمال وطيّارون متقاعدون دفعوا مبالغ لشراء تذاكر لهذه الرحلة، ولم تكشف الشركة عن أيّ تفاصيل تتعلّق بالتكاليف. وبلغ عدد الذين صعدوا إلى الفضاء حتّى اللحظة ضمن رحلات “بلو أوريغن” 37 رائدا وسائحا.
إجراءات تصحيحية
وأُوقف صاروخ الفضاء “نيو شيبرد” الذي تنتجه شركة “بلو أوريغن” بعد إصابته بعطب أثناء مرحلة الإقلاع في سبتمبر/أيلول 2022 خلال مهمة بحثية غير مأهولة، وبعد تحقيق مطوّل خلصت الشركة إلى أنّ عطلا هيكليا أصاب إحدى فوهات محرك الصاروخ.
وأجرت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية التي تشرف على سلامة موقع الإطلاق وحوداث الصواريخ التجارية، فحصا على التحقيق الذي أجرته “بلو أوريغن”، والتي تحتم عليها اتخاذ 21 إجراء، بما في ذلك إعادة تصميم المحرّك ومسائل تتعلّق بالتغييرات التنظيمية. وبعد الحصول على الموافقة، استأنفت “بلو أوريغن” عملها في نهاية عام 2023 في رحلةٍ غير مأهولة.
وعقب الرحلة الأخيرة، لم تعقب إدارة الطيران الفدرالية على ما تعلّق بالمظلة التي لم تفتح بالشكل المطلوب، في حين قال متحدث باسم الشركة إنّ الكبسولة الفضائية مصممة للهبوط الآمن بمظلّة واحدة، ووصف المهمة بأنّها ناجحة بشكل عام.
ومثّلت عودة رحلات الفضاء المأهولة أولوية قصوى بالنسبة لمؤسس الشركة ورجل الأعمال الأميركي “جيف بيزوس”، وذلك لتعزيز قدرة الشركة على التنافس مع الغريم التقليدي شركة “سبيس إكس” والتي يرأسها مؤسسها “إيلون ماسك”.
وتعمل “بلو أوريغن” على إطلاق صاروخها الجديد “نيو غلين”، وهو صاروخ ثقيل قابل لإعادة الاستخدام مصمم خصيصا للتنافس مع صاروخ “فالكون 9” التابع لسبيس إكس والمخصص لإطلاق الأقمار الصناعية التجارية والحكومية إلى مدارات حول الأرض.
ويتوقع المسؤولون في الشركة بأنّ محركات “بي إي 4” للصاروخ الجديدة باتت في أتم استعداد، ويأملون بأن ينظموا الرحلة التجريبية الأولى هذا العام.