ارتفعت أسعار النحاس بأكثر من 21% خلال العام الحالي، ومن المتوقع أن يصل سعره إلى 15 ألف دولار للطن في العامين المقبلين، بزيادة 46% عن الأسعار الحالية، وفق ما نقل موقع “بزنس إنسايدر” الأميركي عن جيف كوري، الرئيس السابق لأبحاث السلع في بنك غولدمان ساكس، وكبير الإستراتيجيين الحالي إنيرجي باثوايز.
أسعار النحاس
وتوقع كوري أن يرتفع النحاس إلى 15 ألف دولار للطن، وقد وصلت أسعار هذا المعدن إلى أكثر من 10 آلاف و779 دولارا للطن، وقت إعداد هذا التقرير، أي أكثر من الضعف من أدنى مستوياتها خلال وباء (كوفيد-19) أوائل عام 2020.
وقال كوري إنها “التجارة الأكثر منطقية التي رأيتها على الإطلاق خلال ما يزيد على 30 عاما من القيام بذلك.. أنقل عن العديد من عملائنا والمشاركين الآخرين في السوق قولهم إنها التجارة الأكثر إقناعا التي شهدوها على الإطلاق”.
ويضيف كوري أن هذا يرجع إلى أن النحاس يعاني من خلل غير مسبوق في التوازن بين العرض والطلب، ويبدو أن الطلب على هذه السلعة سوف يتعمق، ولكن الاستثمار والإنتاج ما زالا مفقودين.
ولتفسير سبب مراهنته على مثل هذه المخاطرة الصعودية، استخدم كوري المصطلح المختصر “آر إي دي” (RED) وهي الحروف الأولى من الكلمات الإنجليزية “إعادة التوزيع”، و”السياسات البيئية”، و”تراجع العولمة”.
أسباب الارتفاع
وحسب كوري، ثمة 3 أسباب الارتفاعات المتوقعة أكثر من مرحلة عابرة، كالتالي:
- إعادة توزيع الثروة: أشار كوري إلى أن ذوي الدخل المنخفض كانوا منذ فترة طويلة المستهلك الأكبر للسلع، لذلك، فإن السياسة التي تعيد توزيع الثروة على هذه الفئة هي بمثابة دافع لزيادة الطلب على مواد مثل النحاس.
ويستدل كوري على إعادة توزيع الثروة بتراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة، إذ يستفيد من ذلك ذوو الدخل المنخفض. - العوامل البيئية: أدى الاهتمام بالمحددات البيئية إلى إطلاق سباق على مستوى الصناعة على النحاس الذي يُستخدم في كل شيء بدءا من الطاقة الشمسية وحتى بطاريات السيارات الكهربائية.
- الذكاء الاصطناعي: أشار كوري إلى أن الذكاء الاصطناعي يعمل، كذلك، على دفع الطلب، ففي نهاية المطاف، تعتمد التكنولوجيا الصاعدة على شبكة كهرباء محسنة، وهو الأمر الذي سيتم تحديده فعليا بواسطة النحاس. وأصبح تراجع العولمة (التفتت التجاري بين الكتل العالمية) أكبر بكثير مما يتصوره المحللون، مما يترجم إلى زيادة الإنفاق العسكري.