في مدرسة الاستعراب البلغاري التي ظهرت مطلع ستينيات القرن الماضي، يستحوذ البروفيسور تسفيتان تيوفانوف على مكانة خاصة. فهو عالم غاص عميقا في أدب العصر العباسي وشعره، ومارس التدريس والإدارة الأكاديمية في بلاده، وحاضر في جامعات غربية عدة بينها أكسفورد، وأتحف البلغار خلال هذه السنوات ببعض من عيون المصنفات التي تتناول التراث الأدبي العربي. في عام 1987 ترجم العالم المولود عام 1952 معاني القرآن الكريم بطلب من إحدى دور النشر البلغارية. ومع تبدل الظرف العام والشخصي، عاود تيوفانوف الترجمة مرة ثانية ليأتي بعد 10 سنوات بأول نص بلغاري لمعاني القرآن الكريم منقول عن الأصل العربي.. الجزيرة نت جالت في رحلة تيوفانوف المعرفية في سياق هذه المقابلة.
-
في أكثر من لقاء صحفي ذكرت أنك وقعت في حب العربية من النظرة الأولى، أي: عندما تصفحت وأنت فتى، كتابا عربيا للمرة الأولى. بماذا شعرت وقتها؟ بالتحدي؟ أم بالفضول؟ أو بكليهما معا؟، خصوصا أنها لغة غريبة تماما بالنسبة لفتى بلغاري؟
كنت طالبًا في المدرسة الثانوية، وكنت أتجول يوميًا بين المكتبات بحثًا عن كتب مثيرة للاهتمام. وأثناء ذلك حدث بالفعل شيء يشبه معجزة صغيرة، كما لو كان القدر في هذه اللحظة قد حدد مسبقًا مصيري المستقبلي مع العربية. وقعت عينيّ على كتاب مدرسي باللغة العربية، وبمجرد تصفحه أثار الكتاب اهتمامي بجمال الخط. طبعا، لم يجذبني سوى شكل الأبجدية وليس مضمونها، ولكن بعد ذلك أشعلت الشرارة بقلبي حبا قويا للعربية لم ينطفئ حتى يومنا هذا.
ولم أعتبر اللغة العربية لغة معقدة وغريبة. ولم أواجه أي صعوبات ومشاكل عند تعلمها خلال السنوات الطويلة، بل كان ذلك متعة ومغامرة مثمرة. عندما يتبع الإنسان قدره، يسهل الله جهوده في تحقيق أمانيه، فبالنسبة لي تعلم العربية لم يكن تحديًا، بل الفضول هو الذي قادني إلى التقدم المستمر حتى الآن، رغم أني أصبحت شيخا.
-
ذهبتَ لدراسة العربية في جامعة بغداد عام 1972، وكان ذلك أول فرصة للتعرف على الشرق والعرب بالمعنى الواسع للكلمة، كيف كانت انطباعاتك الأولى؟ ومن بين أساتذتك بالجامعة ترك أثره لديك؟
أتذكر التاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1972. كان الثلج يتساقط في صوفيا، واستقبلني صيف حار في بغداد. كنت سعيدًا لأنني سأدرس لغتي المحبوبة، وقد أعجبني في البداية كل شيء، وإن كان أحيانا يبدو غريبا عليّ، كأنني أشاهد حلقة من مسلسل ألف ليلة وليلة. أدهشني مثلا الضجيج في الشوارع والأذان يسمع في جميع أنحاء المدينة، وملابس بعض الناس المختلفة تمامًا عما اعتدت عليه. ولكن مهما كان الأمر، فانطباعاتي الأولى كانت إيجابية، لاسيما فيما يتعلق بسلوك الناس. أدركت لاحقًا أن حسن التفاهم والتسامح والأخلاق الطيبة تنبع من تأثير الدين.
في ذلك الوقت كان العراق بلدا هادئا مزدهرا. وأساتذة مشهورون من جميع البلدان العربية قاموا بزيارات لجامعة بغداد وإلقاء محاضرات قيّمة، وخاصة في كلية الآداب. وأثر عليّ كثير من الأساتذة، ليس بسعة علمهم فحسب، بل بتعاملهم مع الطلبة ومواقفهم في المجتمع. منهم مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي، ومحسن جمال الدين، وإبراهيم الوائلي، وعلى جواد الطاهر وغيرهم.
-
قلت في إحدى مقابلاتك الصحفية بأن التعرف على الأدب العربي الكلاسيكي يتطلب معرفة بالتاريخ والدين والفلسفة، في أي مرحلة من مراحل غوصك في التراث العربي قررت أن تبدأ بترجمة معاني القرآن الكريم؟
كان لدي هدف محدد: الوصول إلى مستوى يمكنني من ترجمة النصوص الأدبية، وخاصة الشعر العربي المعاصر، ولكني أدركت تدريجيا أن جوهر ما يهمني يكمن في الأدب العربي الكلاسيكي. فاتجهت إلى الشعر العباسي. في نفس الوقت اتضح لي أن الحضارة العربية الإسلامية ظاهرة معقدة لا تستطيع أن تفهم فرعا من فروعها، وموضوعا من موضوعاتها، ونصا من نصوصها دون أن تشعر بروحها وتتعمق في جميع عناصرها. ولا بد أن تترجم لنفسك كمية ضخمة من النصوص الأدبية والعلمية. هكذا بدأت رحلتي الطويلة إلى كنوز اللغة العربية.
بعد أن تخرجت من جامعة بغداد تم تعييني أستاذا في جامعة صوفيا. حاضرت في الأدب القديم والحديث وفي الفلسفة والحضارة العربية. لقد غرقت أكثر فأكثر في أعماق العلوم العربية الإسلامية التي لا نهاية لها. لم أكن مهتما بالقرآن الكريم. ظننت أنه من الناحية اللغوية البحتة ليس من الصعب عليّ فهمه وترجمته.
وأنا أحب التحديات ولا أكتفي بالحصول على الأشياء السهلة. في نفس الوقت ترجمت عددا من النصوص العربية الصعبة مثل المعلقات، وقصائد أبي العلاء المعري، وابن الفارض والمتنبي وابن المعتز وأبي تمام وغيرهم، ولكني لم أصل إلى مستوى النضج الروحي والعقلي المطلوب لفهم إعجاز القرآن الكريم.
-
ما الذي دفعك للبدء بترجمة القرآن الكريم، هل الفضول المعرفي أم أنها ببساطة دعوة قد تلقيتها من طرف ناشر بلغاري؟
لم أقصد ترجمة القرآن الكريم حتى تلقيت دعوة من إحدى دور النشر البلغارية لأقوم بهذا العمل الشريف. قبلت العرض بكل سهولة وارتياح دون أن أفكر في صعوبات إكمال المهمة. واستغربت هذا الاقتراح لأن السلطات الشيوعية في بلغاريا آنذاك كانت تحظر ممارسة الطوائف الدينية، سواء أكانت مسيحية أو يهودية أو إسلامية لشعائرها. وبعد سنوات علمنا أن الحكومة اتخذت قرارا بتغيير الأسماء الإسلامية لأتراك البلاد واستبدال أسماء بلغارية بها لغرض استيعابهم القسري.
بالإضافة إلى ذلك ازدادت إجراءات تقييد حقوق المسلمين البلغار. في نفس الوقت، أوصى الحزب الشيوعي بترجمة معاني القرآن الكريم لتحويل التركيز من المسألة الدينية إلى المسألة العرقية. وكأنهم قالوا: نعم، عندنا مسلمون ونقدم لهم ترجمة كتابهم المقدس، ولكنهم ليسوا من الأتراك، بل هم من أصل بلغاري. إن اختياري مترجما لمعاني الذكر الحكيم كان شرفا لي، واعترافا بمستواي العلمي ومهارتي في هذا المجال. وهكذا بدأت بالعمل عام 1987 وانتهيت منه بعد 3 سنوات.
-
ما طبيعة الصعوبات التي واجهتَها خلال عملك على ترجمة معاني القرآن: اللغة، المصطلحات، أسماء الأماكن والأعلام أم المعاني ذاتها؟
عندما أنظر إلى الوراء عبر السنين إلى مصيري مع ترجمة معاني القرآن الكريم، أتذكر الآية القرآنية التالية من (سورة الأحزاب/ الآية 72):
﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾،
لا شك أن ترجمة معاني القرآن الكريم عمل شاق يحتاج إلى معرفة أسرار اللغة العربية والتفاسير المختلفة وأسباب النزول والفقه، وليس هذا فحسب بل لا بد للمترجم أن يختار المعنى المناسب من بين المعاني. والشيء الأكثر أهمية هو التقاط روح الوحي واتباع منهج شامل في ترجمة معاني جميع السور والآيات.
وكما قلت، قد أكملت الترجمة في 3 سنوات، ثم حدثت تغيّرات تاريخية في بلغاريا، غيرت بدورها موقفي تجاه الترجمة. فقد خرج الناس إلى الشوارع للاحتجاج على الحكم الشيوعي، وأنا، بالعكس، أغلقت على نفسي باب غرفتي وأعدت التفكير والتأمل في حياتي كلها. وعندما قرأت النص المترجم، وجدته جافا ميتا خاليا من الروح ومبتعدا عن الأصل العربي، وإن كان دقيقا، فكانت تلك لحظة الوصول إلى البداية، فبدأت العمل من الصفر.
واستمرت هذه العملية حوالي 10 سنوات. بعد ذلك عينت دار الإفتاء العامة للمسلمين البلغار لجنة قامت بالتدقيق اللغوي والاصطلاحي للنص، وتحرير الترجمة. وكنت أشارك أعضاء اللجنة في مناقشة ملاحظاتهم. والحمد الله نجحنا في تحقيق أهدافنا. وتستهدف الترجمة الجمهور البلغاري العام، وليس المسلمين فقط، وهي معترف بها على نطاق واسع. وأعتقد أن نص الترجمة بإمكانه أن يؤثر على القارئ حتى يستطيع أن يلاحظ عبرها مدى الإعجاز القرآني، وإن كان من المستحيل نقل كلام الله إلى أي لغة أخرى غير العربية.
أما بالنسبة لي فقد نوّر القرآن الكريم مصيري في الحياة، وعالجني من الطموحات الدنيوية، وفتح أمامي آفاقًا لم تكن تخطر لي على البال.. وجعلني أبعد نظرًا، وأنضج رأيًّا، وأعمق رؤية.
-
صدرت في بلغاريا قبل قدوم الشيوعيين إلى السلطة عام 1944 ترجمة أولى لمعاني القرآن الكريم منقولة عن النص الإنجليزي، هل اطلعت عليها قبل الشروع بنقل معاني النص القرآني من العربية إلى البلغارية مباشرة؟
هناك ترجمات من التركية أيضا. مع الأسف، لم أستفد منها كثيرا. إنها عمل مترجمين قد يعرفون المعاني ولكنهم لا يجيدون البلغارية ففي بعض الأحيان يستعملون تعابير مضحكة وكأنهم يسخرون من النص المقدس دون أن يشعروا بذلك.
وابتعدوا كذلك عن الأصل العربي فاستعملوا مثلا بمعنى النبي الكلمة الفارسية العثمانية (پیغامبر) وهي غير واضحة بالنسبة للقارئ البلغاري. أما أنا فاعتمدت على الترجمات الروسية والإنجليزية وفي بعض الأحيان الفرنسية والألمانية. إن ترجمتي هي الترجمة الأكاديمية الأولى بالبلغارية والوحيدة التي اعترفت بها دار الإفتاء العامة للمسلمين البلغار.
-
هل أبديت اهتمامًا بالتصوف والمتصوفة، خصوصا أن لبعضهم حضورا وأتباعا في دول البلقان؟
إن التصوف ظاهرة تستحق الاهتمام العلمي، ولكن هناك عددا من المستشرقين بحثوا في هذا الموضوع، فأنا شخصيا لا أجد مكانا بينهم. الصوفي الوحيد الذي ترجمت قصائده هو ابن الفارض. أعتقد أن الرموز والمصطلحات الصوفية بعيدة جدا عن عصرنا هذا، ولها قيمة تاريخية فقط.
-
من صاحب المبادرة لإنشاء مؤسسة تسفيتان توفانوف الخيرية وموقع “arabiada” لتعريف القارئ البلغاري بما أنتجه وكتبه البروفيسور وكذلك للتعريف بالعرب وتراثهم؟
إن فكرة إنشاء المؤسسة والموقع تهدف إلى تعريف الجمهور البلغاري بإنجازات الحضارة والثقافة العربية والعالم العربي المعاصر بشكل عام، وكذلك تشجيع المستعربين البلغار الشباب. أما شخصيتي المتواضعة فهي تعبير عن عالم ومترجم متواضع كرّس كل حياته لخدمة اللغة العربية وحضارتها العبقرية. المبادرة جاءت من زملائي مع مشاركة روحية، ليست بمالية، لرجال أعمال، لهم علاقات اقتصادية بالعالم العربي.
المهم أننا نريد أن نركز على الأمور الإيجابية التي تجمعنا مع العالم العربي ومساهمة العرب في الحضارة العالمية. ليس سرا أن المجتمع البلغاري بصورة عامة ما كانت له معلومات وفيرة عن تاريخ العرب وعلومهم وآدابهم، وإن كانت موجودة، فهي ليست بموضوعية. إن العمليات الإرهابية قام بها أشخاص بأسماء عربية وكثرة المهاجرين من بعض البلدان العربية أدت إلى تأليب الرأي العام ضد العرب. إننا نحاول أن نغير هذا الموقف عن طريق التعريف بالإنجازات العربية. ويتمتع الموقع بحركة مرور وزيارات كثيرة وهذا يشير إلى نجاحه وفائدته.
-
ما ملابسات اختيارك لشعر أبي العتاهية موضوعا لرسالة الدكتوراه؟
الشاعر العباسي أبو العتاهية كان واعظا حكيما يتأمل في مسائل الحياة والموت ويعبرعن اليأس من الدنيا والميل إلى الآخرة، والفناء ومصير الإنسان والأخلاق والنصح والإرشاد، وغير ذلك. لقد طوّر في شعره ما يسمى بالزهديات، ونجده يتطرق في زهده إلى نقطتين بارزتين هما: الترهيب من الدنيا، والترغيب في الآخرة.
كما يدعو أبو العتاهية إلى القناعة، لأن المال لا يدخل القبور مع أصحابه. هو الذي قال: (فَإِنَّما المَرءُ مِن زُجاجٍ. إِن لَم تَرَفَّق بِهِ تَكَسَّر). وقد أحببت هذا الشعر لأنني وجدت فيه انعكاسا لأفكاري ومواقفي الشخصية من الحياة والمجتمع. وثمة دافع آخر للعمل على هذا الموضوع كان استخفاف المستشرقين بمكانة أبي العتاهية في تاريخ الأدب العباسي.
-
عام 1987 حصلت من معهد موسكو للاستشراق على درجة الدكتوراه عن أطروحة عنوانها “دور أبي العتاهية في تطوير القصائد الفلسفية في الشعر العربي”، في عام 2001 حصلت على دكتوراه ثانية عن أطروحة عنوانها “الشعر العربي الكلاسيكي كنموذج ثنائي التفرع”. ما هو ملخص فكرة الأطروحة الثانية؟
تقدم الأطروحة لمحة شاملة عن الشعر العربي في العصور الوسطى. الفكرة مبنية على الوجود في هذا الشعر للتفرع الثنائي أو ما يسمى بالخضرمة، ومن المعروف أن الله تعالي خلق من كل شيء زوجين: الكفر والإيمان، والشقاوة والسعادة، والهدى والضلالة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والإنس والجن. ففي أطروحتي هذه (للحصول على درجة دكتوراه دولة) أبحث في المفاهيم المضادة مثل البداوة والحضارة والجسم والروح وغير ذلك. وأجيب عن سؤال، كيف تتداخل هذه المفاهيم المتعارضة في الشعر العربي الكلاسيكي وما دور الإسلام في تشكيل هذه الأفكار؟
يحتوي ملحق الرسالة على مجموعة ضخمة من ترجماتي لقصائد أشهر الشعراء العباسيين. وأعتز بأنني الشخص الأول في بلغاريا الذي يلفت الانتباه إلى مثل هذه المسائل وهذه الثروة الأدبية.
-
أصدرت مبكرا ديوانا شعريا بعنوان “واحات” لكنك لم تعد إلى نشر المجموعات الشعرية، هل تخليت نهائيا عن كتابة الشعر، ولماذا؟
تخليت عن نظم الشعر نتيجة تأثير إعجاز القرآن على نفسي وروحي. بعد “الواحات” أصدرت ديوانين، هما “صيدلية الليل” و”إنسان تحت السماء”. وفي مرحلة ما من حياتي وقعت في أزمة روحية نابعة من قناعتي بأن لا أحد يهتم بأفكاري ومشاعري فلا جدوى من نشر قصائدي. واتجهت إلى حكمة القرآن الكريم.
ثم بعد أن ظهر المنتدى المجاني على الفيسبوك، أغرق جيش الشعراء، صغارًا وكبارًا، موهوبين وغير موهوبين، رغبتي في نظم الشعر. هذا لا يعني أنني تركت الشعر تماما، بل أهديت لنفسي حرية الاختيار بين التعبير وعدم التعبير الشعري حسب رغباتي وحالتي المزاجية. الآن أفضل النثر وما زلت أؤلف من حين إلى آخر شعرا وقصصا قصيرة.
-
ما ملابسات انتقالك للعيش في فرنسا.. وهل لذلك علاقة بعمل بحثي جديد؟
ابنتي مواطنة فرنسية وتعيش مع عائلتها في باريس. وقبل 3 سنوات قررت الانتقال إلى فرنسا نهائيا لأكون بالقرب من حفيدي الصغيرين. كما فتحت أيضا فرصا لتحقيق مشاريع مشتركة مع زملائي الفرنسيين، وقد أصبحت فرنسا وطني الثاني.
أنا حاليا أقوم ببحث في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) ووصلت إلى مرحلة متقدمة في هذا العمل. وفي نفس الوقت أواصل العمل على تاريخ الأدب العربي الكلاسيكي – المادة التي ما زلت ألقي فيها محاضرات أكثر من 40 عاما.