أثارت الفنانة اللبنانية كارمن لبس جدلا واسعا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن دافعت عن طفلين يتعرضان للضرب من قبل الشرطة أثناء نبشهما في حاويات القمامة، فما الذي أغضب اللبنانيين؟
وتعود تفاصيل الواقعة إلى انتشار مقطع فيديو للفنانة كارمن ظهرت فيه وهي تصادف عنصرين من شرطة بلدية منطقة “جل الديب” قالت إنهما اعتديا بالضرب على أطفال كانوا ينبشون الحاويات في الشارع.
وقد سجلت مقطع فيديو تثبت فيه واقعة التعدي على الطفلين وهي تسأل الشرطي عن سبب ضربه لهما، معترضة بذلك على هذا التصرف، ومشدددة على أنه ليس من حقه أن يضربهما لأنهما يبحثان عن رزق لهما في الحاويات لمواجهة ظروف الحياة القاسية، على حد قولها.
وبدل أن تنال كارمن إعجاب المغردين من موقفها الإنساني، تعرضت لهجوم شنيع من لبنانيين يشككون في وطنيتها لاعتقادهم بأن النازحين أو المهجرين السوريين هم من ينبشون الحاويات في الشارع، رغم أنه لا توجد علامة تدل على أن الطفلين اللذين ظهرا في الفيديو كانا سوريين.
انتقادات لاذعة
وضمن تعليقات الناشطين المنتقدة لموقف الفنانة والتي تناولها برنامج “شبكات” (2023/9/24) كانت تغريدة الناشط سام، الذي اعتبر أن تصرف الفنانة كارمن فيه استغلال لمواقع التواصل، وكتب “حابه تعملي (تريدين أن تكوني) بطلة يا حنونة… روحي برمي (ابحثي) على الطفل وعطيه دولارا يا بحر الحنان بدون استغلال على مواقع التواصل”.
وفي انتقاد واضح للاجئين السوريين بلبنان، كتب لؤي في تغريدة له “خلي إنسانيتك تنفع بس ياخذوا البلد.. أنت عم تغلطي بين الإنسانية تجاه اللاجئ الهربان من الظلم وبين يلي عم يجي لهون وما عنده أي مشكل مع نظامه ولا مهددة حياته، وعم يحتل بلدك شوي شوي”.
من جهته، رأى حسن أن الشرطي يقوم بدوره وواجبه المهني، وقال “بلا فلسفة وجدعنة. زعلانة عليه شغلي ببيتك. الشرطي عم يقوم بعملو شو يعني بيرقصلو؟؟؟”.
بدوره، نوّه الناشط مارل بتصرف الشرطي، وغرد بقوله “إن كان سوري أو لبناني.. لازم يكون يعرف أنو زبالة بظل بالحاويات وما بكبها على الطرقات.. صار المنظر بقرف.. أنا مع تصرف ابن البلدية اللي بدو يحافظ على نظافة بلدتو”.
أما كامي فانتقدت بشدة موقف كارمن، وقالت “لو بتخافي ربك وبتخافي على لبنان ما كنتي بتقتلي حالك لتدافعي عن النازحين يلي احتلوا لبنان ورح تصيري مهجرة من أرضك بفضل الناس العمياء يلي مثل أمثالك كارمن”.
وبعد هذه الانتقادات، خرجت بدورها الممثلة اللبنانية في مقطع فيديو آخر لتوضيح موقفها، وهاجمت منتقديها، ودعت لعدم تبرير العنف تحت أي ذريعة.
وقالت في المقطع إن دفاعها عن الطفلين لا يعني خيانتها لوطنها كما اتهمها بذلك الناشطون، منتقدة بشدة أزمة القمامة في لبنان التي قالت إن المواطنين اللبنانيين يساهمون فيها بسبب عدم رميهم القمامة في الحاويات المخصصة لها، كما رفضت التعامل مع اللاجئ والمهجر بالضرب والعنف.
يذكر أن نبش القمامة ظاهرة منتشرة في بعض البلدان النامية بسبب الفقر، وكثيرا ما يعمل بها الأطفال ويتعرضون للأمراض والأوبئة والجروح لتحصيل قوت يومهم.
وحسب إحصاءات البنك الدولي، ففي البلدان النامية يشارك 1% من سكان تلك البلدان في نبش القمامة أو يتخذونها مهنة، وأن عدد هؤلاء يبلغ نحو 15 مليون شخص تقريبا.