اللاجئون الفلسطينيون في لبنان: العودة ردنا على النكبة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

بيروت- أحيا اللاجئون الفلسطينيون في لبنان -اليوم الأربعاء- الذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية، عبر سلسلة من الوقفات والأنشطة الوطنية والتراثية في المخيمات، وقد تحولت إلى مناسبة للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة من جهة، وتجديد التمسك بالأرض وحق العودة من جهة أخرى.

وتؤكد اللاجئة الفلسطينية حميدة الأحمد للجزيرة نت، أن ذكرى النكبة لا تُنسى أبدا، وأنها تعيش في قلوبهم طوال العمر، “من أجدادنا إلى أولادنا وأحفادنا، حتى آخر طفل فينا سيرجع إلى فلسطين”، وتعتبر أن إحياء الذكرى سنويا يزيد إصرارهم على التمسك بحق العودة.

وتقول اللاجئة الفلسطينية أمينة الصالح للجزيرة نت إن إحياء ذكرى النكبة سنويا أسقط مقولة “الكبار يموتون والصغار ينسون”، فقد مضت 7 أجيال لكنهم لا يزالون متمسكين بالأرض وبحق العودة، معتبرة أن أكبر دليل على ذلك اليوم هو إحياء المناسبة في مخيم عين الحلوة، المسمى بعاصمة الشتات الفلسطيني.

وتشير الصالح إلى أن أطفالهم ما زالوا يقولون عن أنفسهم إنهم فلسطينيون، ويسمون البلد الأصلي لهم، وتعتبر أن إحياء الذكرى تذكير للعالم بنكبة الشعب الفلسطيني، وبأنه ما زال مصمما على العودة إلى دياره.

مسيرات في المخيمات الفلسطينية في لبنان إحياء للذكرى 76 للنكبة الفلسطينية (الجزيرة)

دور الأونروا

في بيروت، نظمت قيادة التحالف الفلسطيني والقوى الإسلامية وأنصار الله واللجان الشعبية في لبنان اعتصامًا أمام المقر الرئيس لمكتب “الأونروا”، احتجاجًا على ممارساتها الإدارية وقراراتها العقابية بحق بعض الموظفين، بسبب انتمائهم الوطني.

وعلى وقع الأناشيد الوطنية، رفع المشاركون العلم الفلسطيني وشعارات مثل “عودتنا قريبة” و”لا مساومة على انتمائنا الوطني”، مؤكدين على الهوية الفلسطينية وترسيخ حق العودة مهما طال الزمن.

وقال مدير عام الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي للجزيرة نت إن “الأونروا تأسست عقب النكبة، ولو لم تكن النكبة لما كانت الأونروا”، مذكرا أن الهدف من إنشائها كان تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لحين العودة، استنادا إلى القرار 194، الذي ينص على حق العودة والتعويض واستعادة الممتلكات.

وشدد هويدي على أن المطلوب اليوم هم استمرار دعم الأونروا، حتى تقوم بدورها في رعاية وغوث وتشغيل اللاجئين لحين العودة، بدل حصارها ماليا تحت مسميات مختلفة، لأن ذلك سيزيد من تجويع الشعب الفلسطيني.

واعتبر أن عملية طوفان الأقصى جاءت لتجدد الأمل بالتمسك بحق العودة، بعد تخلي المجتمع الدولي عن تنفيذ القرارات ذات الصلة، وقال “رغم الهجمة المسعورة والإبادة الجماعية في قطاع غزة، يظل اللاجئ الفلسطيني متمسكًا بحقه في أرضه، فالحقوق تنتزع ولا تُعطى”.

ويضيف هويدي أنه بعد 76 عامًا من الصمود في وجه مشاريع الاحتلال، التي كانت تهدف لتذويب اللاجئ الفلسطيني في مجتمعات الدول المضيفة وجعله ينسى فلسطين، يأتي اللاجئ الفلسطيني ليؤكد تمسكه بحقه في العودة”.

اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يحيون الذكرى الـ76 للنكبة: عودتنا حتمية
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يحيون ذكرى النكبة بالتأكيد على ثباتهم على حق العودة (الجزيرة)

منظمة التحرير

وفي مخيم عين الحلوة جنوب صيدا، أقامت منظمة التحرير الفلسطينية وقفة أمام مقر حركة فتح، رفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد على حق العودة، كُتب عليها “76 عاما من الظلم .. كفى”، “76 عاما من الظلم  لتتوقف الإبادة الجماعية”، “عودتنا حتمية”، “كفى نكبات .. أوقفوا الحرب على غزة”، و”آن الأوان لمعاقبة دولة الاحتلال على جرائمها”.

ويقول أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا ماهر شبايطة للجزيرة نت إنهم في هذا اليوم يؤكدون على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى فلسطين، رغم مرور 76 عاما على ذكرى النكبة، وإن مخيمات اللجوء ستبقى صامدة إلى حين العودة إلى فلسطين.

ويؤكد شبايطة أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ويقول إنها “من خلال قيادتها للمعركة الدبلوماسية والسياسية والأمنية، تتمسك بوكالة الأونروا، التي تُعتبر شاهدًا حيًا على نكبة شعبنا الفلسطيني، وتلغي كل الأكاذيب التي ينشرها العدو الإسرائيلي”.

وتقول الناشطة الفلسطينية انتصار الحاج التي شاركت في الوقفة للجزيرة نت إنه في ذكرى النكبة نؤكد أن الشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة وفقا للقرار 194، وبرفض مشاريع التوطين والتهجير، مشددة على أن حق العودة مقدس ولا يسقط بالتقادم الزمني، وأن العودة هي الرد على النكبة.

حملت ذكرى النكبة هذا العام شعار "عودتنا قريبة"
ذكرى النكبة هذا العام حملت شعار “عودتنا قريبة” (الجزيرة)

مخيمات اللجوء

في مخيم الرشيدية بمدينة صور جنوب لبنان، انطلقت مسيرة للأطفال من الروضات والمؤسسات التربوية، في إطار إحياء ذكرى النكبة، وجاب الأطفال شوارع المخيم وهم يرتدون الزي التقليدي الفلسطيني، ويرفعون مفتاح العودة، ولافتات تؤكد تمسك الفلسطينيين بحق العودة إلى أرض أجدادهم.

وفي مخيم نهر البارد شمال لبنان، نظمت مؤسسة غسان كنفاني الثقافية بالتعاون مع جمعية “دونيمو عكار” اللبنانية فعالية ثقافية وتراثية للأطفال، ركزت على قيم الهوية الفلسطينية، وشملت الفعالية قراءة أعمال أدبية لفلسطينيين، مثل غسان كنفاني وإبراهيم طوقان ومحمود درويش، إضافة إلى عروض مسرحية وفقرات تراثية وغنائية.

وفي مخيم البداوي بمدينة طرابلس شمال لبنان، نظم النادي الثقافي الفلسطيني “معسكر النكبة” للعام السابع على التوالي، وتضمن أنشطة تراثية وفنية، كما نظمت الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين وكشافة الإسراء وجمعية أغاريد فعالية دينية تحت عنوان “نكبة يليها تحرير”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *