غزة.. “أوامر إخلاء” و”ضربات” تستهدف رفح وجباليا

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

واصل الجيش الإسرائيلي ضرباته على قطاع غزة، السبت، حيث شن غارات عنيفة على مناطق متفرقة والتي كانت أشدها في مخيم جباليا شمال القطاع.

طلب الجيش في بيان، السبت، من “جميع السكان والنازحين المتواجدين” في بعض مناطق شمال القطاع مثل جباليا وبيت لاهيا، التوجه إلى غرب مدينة غزة، فيما دعا النازحين في مدينة رفح إلى التوجه لمناطق أخرى.

ورغم الضغوط الأميركية والقلق الذي عبّر عنه سكان ومنظمات إغاثية والعديد من الدول، تقول إسرائيل إنها ستمضي قدما في عملية التوغل في رفح التي يلوذ بها ما يربو على مليون نازح جراء الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر.

واندلعت الحرب بعد هجوم حماس على مستوطنات إسرائيلية في السابع من أكتوبر والذي أدى بحسب الإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأجنبي واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن العمليات العسكرية المستمرة اللاحقة تسببت في مقتل ما يقرب من 35 ألفا من الفلسطينيين حتى الآن فضلا عن إلحاق الدمار بالقطاع الساحلي وإحداث أزمة إنسانية كبيرة.

استهداف “جباليا” بزعم عودة “حماس” للمخيم

إسرائيل تطلب من أهالي جباليا إخلاء المخيم. أرشيفية

وأسفرت الغارات عن مقتل وإصابة العديد من سكان مخيم جباليا، ولم تعرف الحصيلة بعد، وسط مخاوف من “مجزرة جديدة في المخيم”، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، السبت، إن “قوات الجيش تجري عملية في حي الزيتون في قطاع غزة، وقد عثرت.. على طريق مهم تحت الأرض”، على ما أفاد مراسل “الحرة” في القدس.

وأضاف هاغاري أن المقاتلات الإسرائيلية “هاجمت أهدافا إرهابية في أنحاء جباليا شمالي قطاع غزة”.

وأكد أنه “كجزء من استعدادات الجيش للعمل في المنطقة، بدأت عملية الإخلاء المؤقت لسكان جباليا”.

وزاد هاغاري أن القوات الإسرائيلية التي تعمل في جباليا “تمنع حركة حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية هناك”، على حد زعمه.

وقال: “رصدنا في الأسابيع الماضية محاولات من حماس لإعادة بناء قدراتها العسكرية في جباليا. ونحن نعمل هناك للقضاء على تلك المحاولات”.

رفح “أوامر إخلاء” لعملية وشيكة

نازحون يهربون من رفح بعد أوامر بإخلاء المدينة من قبل الجيش الإسرائيلي

نازحون يهربون من رفح بعد أوامر بإخلاء المدينة من قبل الجيش الإسرائيلي

وفي جنوب القطاع، طلبت إسرائيل، السبت، من الفلسطينيين في مناطق أخرى بمدينة رفح جنوب قطاع غزة إخلاء أماكنهم والتوجه إلى ما تطلق عليه اسم المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي، في إشارة أخرى إلى أن الجيش يمضي قدما في خططه لشن هجوم بري على رفح، بحسب وكالة رويترز.

وقال سكان في رفح لرويترز إن أوامر الإخلاء الجديدة التي أصدرها الجيش شملت مناطق في وسط المدينة مما لا يدع مجالا للشك في أن إسرائيل تعتزم توسيع هجومها البري هناك. وقالت وزارة الصحة إن 16 شخصا قتلوا في رفح.

وسيطرت دبابات إسرائيلية على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين الجانبين الشرقي والغربي لرفح، الجمعة، وطوقت فعليا الجانب الشرقي في هجوم دفع واشنطن إلى تعليق تسليم بعض المساعدات العسكرية لحليفتها.

وتقول إسرائيل إنها لن تستطيع تحقيق النصر في هذه الحرب دون القضاء على الآلاف من مسلحي حركة حماس الذين تعتقد أنهم ما زالوا متواجدين في رفح.

بدلا من اجتياح رفح.. الولايات المتحدة تعرض على إسرائيل “مساعدة قيمة”

في إطار محاولات الولايات المتحدة لمنع إسرائيل من شن هجوما بريا شاملا على رفح، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ستُقدم لإسرائيل “مساعدة قيمة” إذا تراجعت عن الغزو.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن “ما يناهز 300 ألف” شخص نزحوا من الأحياء الشرقية للمدينة المكتظة في جنوب القطاع، منذ أن دخل هذه المنطقة، في السادس من مايو الحالي، بعد دعوات الى السكان لإخلائها. 

وما زال المعبران الحيويان لإيصال المساعدات إلى غزة مغلقَين، السبت. وقالت وكالة “وفا” إن معبر رفح مغلق لليوم الخامس، في حين أن معبر كرم أبو سالم مغلق منذ أسبوع تقريبا.

وكانت الأمم المتحدة ذكرت، الجمعة، أن عدد النازحين من رفح تخطى 100 ألف شخص، موضحة أن حوالي 30 ألف شخص يفرون “يوميا” من المدينة إلى أماكن أخرى يسودها الدمار.

وكان المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، دعا في بيان على منصة “إكس”، سكان “بعض الأحياء في شرق رفح… إلى التوجه فورا الى المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي”.

وأوضح أن هذه الأحياء “تشهد أنشطة إرهابية” من عناصر حماس، مشيرا إلى مخيمي رفح والشابورة وأحياء الإداري والجنينة وخربة العدس.

وكان الجيش دعا إلى إخلاء أحياء أخرى من شرق رفح قبل دخولها قبل أيام.

وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات دولية من أن منطقة المواصي تعاني أصلا من الاكتظاظ وغير قادرة على استقبال أعداد إضافية من النازحين، وليست فيها بنى تحتية وليس سهلا الحصول فيها على مياه الشرب.

وجاءت أحدث أوامر للإخلاء بعد ساعات من تعثر محادثات وقف إطلاق النار بوساطة دولية على ما يبدو إذ قالت حماس إن رفض إسرائيل لمقترح الهدنة “الذي قبلته” أعاد الأمور إلى المربع الأول. وقالت إسرائيل إن بنود الاتفاق لا تلبي مطالبها، في حين ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن حماس “لم توافق” على الاتفاق بل قدمت مقترحات كجزء من عمليات التفاوض. 

وأشارت حماس أيضا إلى أنها تعيد النظر في سياستها التفاوضية. ولم توضح ما إذا كان ذلك يعني أنها ستشدد شروطها للتوصل إلى اتفاق، لكنها قالت إنها ستتشاور مع قيادات الفصائل الفلسطينية الأخرى المتحالفة معها.

وتقول إسرائيل إنها ترغب في التوصل لاتفاق يطلق بموجبه سراح الرهائن مقابل الإفراج عن محتجزين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، لكنها ليست مستعدة لإنهاء الهجوم العسكري.

وتتعرض حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لضغوط متزايدة من عدة دول، منها حليفتها الولايات المتحدة، بسبب حملتها العسكرية.

وقالت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إن إسرائيل ربما انتهكت القانون الإنساني الدولي في وقائع استخدمت فيها الأسلحة التي أمدتها بها الولايات المتحدة خلال عمليتها العسكرية في غزة، في أقوى انتقاد حتى الآن لإسرائيل من الإدارة الأميركية.

لكن الإدارة أحجمت أيضا عن إصدار تقييم قاطع، قائلة إنه بسبب الفوضى الناجمة عن الحرب في قطاع غزة، لم تتمكن من التحقق من وقائع محددة ربما استخدمت فيها تلك الأسلحة في انتهاكات.

أوضاع كارثية

الجيش الإسرائيلي مستمر في ضرباته على قطاع غزة

الجيش الإسرائيلي مستمر في ضرباته على قطاع غزة

وقال منسق الطوارئ في منظمة “أطباء بلا حدود” في غزة، سيلفان غرولكس: “عندما يكون أكثر من ثلثي المستشفيات أو المنشآت الطبية في غزة مدمرا بشكل كامل أو جزئي، سيكون من الصعب إنقاذها. وسيصبح تزويد السكان بالخدمات الصحية الأساسية التي يحتاجون إليها، أكثر صعوبة”.

كما وجه مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح، صهيب الهمص، نداء لحماية المستشفى في ظل وضع يصبح “كارثيا أكثر فأكثر”.

وقال في مقطع فيديو تم توزيعه على الصحفيين، السبت: “الآن مستشفى الكويت التخصصي أصبح ضمن المنطقة المهددة بالإخلاء للأسف”.

وأضاف “نحن من وسط القصف والدمار نطالب من مستشفى الكويت التخصصي بتوفير حماية دولية من الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية. هذا المستشفى هو المستشفى الوحيد، هو الملاذ الوحيد للمرضى والمصابين للجوء إليه، لا يوجد مكان آخر للجوء”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *