- ويشكل الخرف مصدر قلق متزايد، حيث من المتوقع أن ترتفع أعداده في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من 150 مليون بحلول عام 2050.
- وقد ربطت الأبحاث بين الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون، وخاصة الدهون المشبعة، ومرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف.
- ومع ذلك، فإن الآليات التي من خلالها يزيد النظام الغذائي عالي الدهون من المخاطر غير واضحة.
- الآن، وجدت الأبحاث تغيرات في العلامات الجزيئية المرتبطة بتطور مرض الزهايمر في الفئران التي تتغذى على نظام غذائي غني بالدهون.
- هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت هناك تأثيرات مماثلة لدى الأشخاص وما إذا كان الحد من تناول الدهون قد يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
بحسب ال
عوامل نمط الحياة، مثل عدم ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي غير صحي، والتدخين واستهلاك الكحول تزيد من خطر التدهور المعرفي ومرض الزهايمر. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن أ
وقالت ستيفانيا فورنر، دكتوراه، مديرة العلاقات الطبية والعلمية في جمعية الزهايمر الأخبار الطبية اليوم لماذا قد تزيد عوامل نمط الحياة هذه من المخاطر.
وأوضحت: “ترتبط السمنة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الأوعية الدموية التي تؤثر على أنظمة متعددة في الجسم، بما في ذلك الدماغ”. “قد تزيد هذه الحالات من خطر الإصابة بمرض الزهايمر لدى كبار السن.”
وأضافت: “التغذية قد تلعب أيضًا دورًا مهمًا في صحة الدماغ وخطر الإصابة بمرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة”.
كشفت دراسة جديدة أجريت على الفئران، عن آلية جزيئية يمكن أن تفسر سبب زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر بسبب اتباع نظام غذائي غني بالدهون.
يتم نشر البحث في المجلة العناصر الغذائية.
استخدم الباحثون فئران APP/PS1 المعدلة وراثيًا والتي طورت خصائص مرض الزهايمر، مثل الارتفاع
عند عمر 21 يومًا، خصص الباحثون الفئران عشوائيًا لتغذية عادية أو نظام غذائي يحتوي على 60% من الدهون (نظام غذائي عالي الدهون)، ثم أطعموها بعد ذلك لمدة 6 أشهر. خلال هذا الوقت، راقب الباحثون استهلاك القوارض للطعام وقاموا بوزنها بانتظام. كما قاموا باختبار تحملهم للجلوكوز والأنسولين.
كما هو متوقع، اكتسبت الفئران التي اتبعت نظامًا غذائيًا عالي الدهون وزنًا أكبر من الفئران التي اتبعت نظامًا غذائيًا عاديًا. كما كان لديهم أيضًا مستوى أسوأ من الجلوكوز (سكر الدم) واستقلاب الأنسولين مقارنة بالفئران التي اتبعت نظامًا غذائيًا عاديًا.
وبعد مرور 6 أشهر، قام الباحثون بقتل الفئران بطريقة إنسانية، واستخرجوا منها حمض الريبونوكليك (Ribonucleic acid).
وفي دراسات سابقة، وجد الباحثون أن “إطعام الفئران APP/PS1 بنظام غذائي غني بالدهون أدى إلى تفاقم قدرات التعلم والذاكرة لدى الحيوانات بالإضافة إلى زيادة الالتهاب العصبي وإنتاج الدماغ (بيتا أميلويد) وعبء البلاك”.
عندما نظروا إلى الحمض النووي الريبوزي (RNA) لكلا النوعين من الفئران، وجدوا أنه بالإضافة إلى التغيرات الأيضية، أظهرت الفئران التي اتبعت نظامًا غذائيًا عالي الدهون اختلافات عديدة في
في ورقة الدراسة، ذكر الباحثون أن “هذه النتائج تدعم الدور النشط لهذه miRNAs في تطور التنكس العصبي الذي يتفاقم بسبب عدم التوازن الأيضي الناتج عن تناول نظام غذائي غني بالدهون.”
ترتبط التغييرات التي وجدوها في miRNA بعمليات يمكن أن تسبب تلفًا في الدماغ، مثل تراكم لويحات بيتا أميلويد، والإفراط في إنتاج بروتين تاو، وكلاهما
وأوضح فورنر، الذي لم يشارك في الدراسة، ما قد تعنيه هذه النتائج:
“باستخدام نموذج فأر لمرض الزهايمر، تلقي هذه الدراسة بعض الضوء على كيفية تأثير النظام الغذائي الغني بالدهون على الرناوات الدقيقة المقاومة للأنسولين، والتي تساعد في تحديد الجينات التي تم “إيقافها” أو “تشغيلها”، بما في ذلك مناطق الدماغ المرتبطة بـ الذاكرة والإدراك.”
قالت: “ومع ذلك”. إم إن تي“هذه الدراسة لها حدود، بما في ذلك: (أ) قاموا بالتحقيق في الفئران الذكور فقط، و (ب) لم ينظروا إلى دور الخلايا الدهنية والأعضاء الأخرى ومناطق الدماغ الأخرى.”
وقالت الباحثة الرئيسية مونيكا بولو، الأستاذة في قسم الكيمياء الحيوية والتكنولوجيا الحيوية وعضو في وحدة الصحة الأيضية والتغذية ومركز تكنولوجيا البيئة والغذاء والسموم (TecnATox) التابع لـ URV، في بيان صحفي: “إن النتائج تعتبر هذه الدراسة خطوة للأمام في فهمنا لهذا المرض وقد تفسر العلاقة بين السمنة ومرض السكري من النوع الثاني وبداية مرض الزهايمر.
وأضافت: “إن النتائج تقدم أيضًا أهدافًا جديدة للوقاية والعلاج المحتمل من المرض”.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن النتائج في الفئران لا تترجم دائمًا إلى البشر. وأكد فورنر:
“تعتمد هذه الدراسة على بحث تم إجراؤه على نموذج فأر مصاب بمرض الزهايمر. في حين أن النماذج الحيوانية للمرض تشبه إلى حد ما كيفية تطور مرض الزهايمر لدى البشر، إلا أنها لا تكرر المرض لدى البشر تمامًا. النماذج مهمة في مساعدتنا على فهم البيولوجيا الأساسية للمرض، ولكننا بحاجة إلى دراسات بشرية على مجموعات سكانية تمثيلية حتى يتم التحقق من صحة الأفكار بشكل كامل.
وأضاف فورنر أن جمعية الزهايمر تقوم حاليًا بتمويل العديد من الدراسات التي تبحث في تأثير النظام الغذائي والسكري والسمنة والتهاب الأعصاب في تطور مرض الزهايمر والخرف والتدهور المعرفي.
بحسب ال
تضيف هذه الدراسة المزيد من الأدلة على أن الحد من تناول الدهون قد يكون مفيدًا للوظيفة الإدراكية، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت الآليات التي شوهدت في الفئران تنطبق أيضًا على البشر.
وشدد فورنر على أنه من أجل “فهم تأثيرات ونتائج اتباع نظام غذائي غني بالدهون على الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر أو المعرضين لخطر الإصابة به”، فإن إجراء دراسات على البشر أمر ضروري.