نقلت صحيفة واشنطن بوست شهادات فلسطينيين بشأن ما قالوا إنها عمليات إعدام ميداني نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال هجومها على مخيم نور شمس في الضفة الغربية الشهر الماضي، وكذلك عن استخدام المدنيين دروعا بشرية.
فحين وصل الجنود إلى منزل الفلسطيني محمد أبو سويلم -في المخيم الواقع شرقي مدينة طولكرم– أمروه بإحضار ابنه، فتوسل إليهم أن يأخذوه مكانه.
وتعجب أبو سويلم لماذا يريد الجنود ابنه رجائي (39 عاما) وهو أب 4 أبناء ويعمل في متجر العائلة وليس منخرطا في صفوف المقاومة.
ولم يعرف الجنود من يكون رجائي ولم يبالوا بذلك على ما يبدو، ولم يطلبوا حتى بطاقة هويته -كما تقول العائلة- ومع ذلك فقد اقتادوه معهم.
وبعد أقل من دقيقة، سمع محمد طلقات نارية وصوت ابنه يصرخ من الألم. وبعد ساعات عثرت العائلة على جثمان رجائي بعدما انسحب الجنود.
وتقول العائلة إن جنود الاحتلال استخدموا رجائي درعا بشريا خلال اشتباكهم مع مقاومين في شقة بالطابق السفلي ثم أردوه قتيلا، وهو ما نفاه جيش الاحتلال.
وألقت واشنطن بوست الضوء على جوانب عدة من عملية الاقتحام والحصار التي نفذها جيش الاحتلال، في مخيم نور شمس يوم 18 أبريل/نيسان الماضي، والتي استمرت أكثر من 50 ساعة.
وقالت الصحيفة إنها أجرت على مدى يومين أكثر من 12 مقابلة داخل المخيم وعبر الهاتف، كما اطلعت على صور وتسجيلات مصورة التقطها شهود العيان.
وقال سكان المخيم إن الجيش الإسرائيلي استخدم تكتيكات وحشية -خلال هذا الهجوم- الذي وصفه بعضهم بأنه الأعنف والأطول منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي حين بدأ الاحتلال تصعيد عملياته العسكرية في الضفة تزامنا مع حربه على غزة.
واستشهد خلال هذا الهجوم 14 فلسطينيا بينهم طفلان، وخلفت قوات الاحتلال دمارا واسعا في مباني المخيم وشوارعه.
وتقول العائلات إن 3 على الأقل من الشهداء أعدموا ميدانيا أو استخدموا دروعا بشرية من قبل جنود الاحتلال، وهم رجائي أبو سويلم وجهاد زنديق وأحمد عارف.
وتروي عائلة جهاد زنديق (14 عاما) -التي تقيم في مدينة الطيبة داخل الخط الأخضر، وتقع جنوب طولكرم- أنها وصلت إلى مخيم نور شمس لزيارة أقاربها، وتزامن ذلك مع اقتحام جيش الاحتلال للمخيم.
وتقول العائلة إن جهاد غادر منزل جده في المخيم يوم 19 أبريل/نيسان وذهب إلى منزل عمه الأكبر، حيث انضم إلى مجموعة من المقاومين على ما يبدو.
ودهم جنود الاحتلال المنطقة وأمروا المقاومين بالخروج والاستسلام.
وتقول حنين عمة جهاد إنها سمعته يخبر الجنود بأنه يريد الاستسلام لكنهم أطلقوا النار على رأسه.
والتقطت صورة لجثمان ابن أخيها -الذي ظل ملقى في الشارع لمدة 16 ساعة- وقد أصابت رصاصة من العيار الكبير عينه اليمنى.
وقالت متحدثة باسم مكتب المفوض الأممي -خلال مؤتمر صحفي في 23 أبريل/نيسان- إنهم تلقوا تقارير بأن عددا من الفلسطينيين قتلوا بشكل غير قانوني وأن الجنود استخدموا فلسطينيين عزلا دروعا لحماية قواتهم وقتلوا آخرين في إعدامات خارج نطاق القانون.
كما ذكر المكتب -في تقييم أولي- أن العملية العسكرية الإسرائيلية شملت “تجريفا هائلا لعدة طرق حيوية داخل المخيم وأخرى مؤدية إلى مدينة طولكرم، مما خلف أضرارا شديدة بشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات”.