كشفت القيادة الإيرانية أنها تعطي الأولوية للتنمية الشاملة للعلاقات مع الدول الأفريقية باستضافتها مؤخرا قمة إيرانية أفريقية دولية جمعت وزراء اقتصاد أكثر من 40 دولة أفريقية.
وفي هذا التقرير الذي نشرته صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية، قال إيغور سوبوتين إن الوسيلة الرئيسية التي تخطط طهران من خلالها لكسب الثقة تتمثل في تصدير الأسلحة، خاصة على خلفية رفض اللاعبين المحليين صيغة الشراكة العسكرية مع الولايات المتحدة وفرنسا.
وصرح وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان بأن طهران ترى أولوية في تعزيز العلاقات الشاملة مع أفريقيا. وقد أكد ذلك خلال لقائه مع وزير المؤسسات الصغرى والمتوسطة في جمهورية أفريقيا الوسطى، نجاتي روبارد، الذي وصل إلى طهران للمشاركة في معرض “إيران إكسبو 2024″، وهو حدث تجاري مهم يوفر فرصة لطهران لعرض منتجاتها التصديرية.
وبالتوازي مع المعرض، استضافت طهران المنتدى الدولي الثاني “إيران-أفريقيا”، الذي حضرته وفود من 40 دولة.
وفي افتتاحه للمنتدى، قال الرئيس إبراهيم رئيسي إن إيران “لديها الفرصة لبناء مصفاة نفط أو محطة كهرباء في أفريقيا”، مضيفا: “يرى الغرب في أفريقيا فرصة لتأمين مصالحه الخاصة. يريد أن تكون أفريقيا بأكملها ملكه؛ أما نحن فنريد أن تكون أفريقيا للأفارقة، وهذا هو الفرق في مناهجنا”.
القوة الناعمة
وهذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها مناقشة استعداد طهران لتزويد اللاعبين الأفارقة بالأسلحة، فعند زيارة ساديو كامارا، وزير الدفاع لشؤون المحاربين القدامى في مالي، إيران في مايو/أيار من العام الماضي، أكدت الدولة المضيفة قدرتها على تزويد باماكو بالمعدات العسكرية وتبادل الخبرات في الحرب ضد الإرهاب.
وفي فبراير/شباط 2024 ظهرت تقارير تفيد بأن الجانب الإيراني كان يزود القوات المسلحة السودانية بمسيّرات قتالية متقدمة لاستخدامها ضد قوات الدعم السريع. وكان يُعتقد أن طهران بهذه الطريقة تأمل الوصول إلى ميناء بورتسودان، وهو مرفق يوفر القدرة على استعراض القوة في البحر الأحمر.
وحسب المستشرقة ناتاليا فيليبوفا فإن أفريقيا لا تجذب إيران فقط، حيث يتسابق العديد من المشاركين على النفوذ في أفريقيا بغية الحصول على الموارد الطبيعية التي تتمتع بها القارة.
وترى فيليبوفا أن هناك عامل جذب آخر وهو أسواق المبيعات من الأسلحة إلى التقنيات المتقدمة، فقد بات نمو النفوذ الإيراني بعد الفراغ الذي خلفه رحيل فرنسا والولايات المتحدة جليا للعيان. وتدفع العقوبات المفروضة على القيادة الجديدة للدول الأفريقية في منطقة الساحل الحكومات إلى البحث عن الاستثمار.
وأشارت فيليبوفا إلى أن هذه الاستثمارات لها تأثير إيجابي على تطور القوة الناعمة لإيران. ومثلما أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في القمة الأفريقية الأخيرة التي عقدت في إيران، فإنه يتعين على أفريقيا الدفاع عن مصالحها الخاصة وليس خدمة المصالح الغربية.
وترى طهران أن العقوبات لا تعكس سوى نية الدول الغربية فرض سياساتها، وبفضل هذه “القوة الناعمة” تتحسن صورة إيران أيضا.
ووفقا لفيليبوفا، هناك نقطة أخرى مهمة وهي تطوير “محور المقاومة” باعتباره ناديا غير رسمي يضم لاعبين حكوميين وغير حكوميين قريبين من إيران. وقالت إن الاهتمام الإيراني بالقارة حتى الآن لا يشكل تحديا مباشرا لروسيا.
ومع ذلك، لا ينبغي الاستهانة بالنفوذ الإيراني الذي يتعلق في المقام الأول بالحفاظ على “محور المقاومة”. بالإضافة إلى ذلك، فإن أجندة إيران المناهضة للاستعمار في أفريقيا، بخلاف ذلك، تصب في مصلحة روسيا لأن موسكو تتبنى الموقف ذاته.