قالت صحفية أميركية إنها ظلت طوال 15 عاما تغطي نشاطات المعارضة السياسية ومظاهر الاحتجاج في الولايات المتحدة وتعرضها للقمع العنيف، إلا أن رد فعل الشرطة على الاحتجاجات التي عمت الجامعات كان مبالغا فيه وغير متزن.
وأفادت الصحفية ناتاشا لينارد -في تقريرها بموقع إنترسبت الإخباري الأميركي- أنها كانت شاهدة عيان عندما اقتحم رجال الشرطة، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي، بوابات كلية جامعة نيويورك ذات الطراز القوطي الحديث في حي هارلم، استجابة لطلب من رئيس الكلية باعتقال الطلاب المحتجين بالجملة.
وأوضحت أن الشرطة اعتقلت الطلاب “بوحشية” داخل حرم الكلية، بعد أن أغلقت كل الشوارع المؤدية إليها وحاصرتها، مضيفة أن جملة من اعتقلتهم الشرطة من طلاب كلية نيويورك وجامعة كولومبيا في المدينة نفسها تجاوز 200 طالب قبل أن ينجلي الليل.
وقالت إن الثلاثاء الماضي كان يوما مختلفا، حيث نفذت أعداد ضخمة من الشرطة عمليات في جميع أنحاء البلاد ردا على اعتصامات الطلاب السلمية داخل حرم جامعاتهم، في وقت كانوا يتجمعون فيه لتناول الطعام والحفاظ على مساحة للتدريس والتجمعات، مطالبة جامعاتهم بسحب الاستثمارات من إسرائيل.
جورج فلويد
وأشارت لينارد -كاتبة عمود في موقع إنترسبت- إلى أن رد فعل الشرطة يُذكّرها بقمع المحتجين في الأحداث التي أعقبت مقتل الشاب الأسود جورج فلويد على يد شرطي في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا في مايو/أيار 2020.
وفي جامعة كولومبيا استولى الطلاب المحتجون على قاعة هاملتون، وهو المبنى نفسه الذي سيطر عليه الطلاب عام 1968 احتجاجا على حرب فيتنام.
ولم يتعرض المبنى في الاحتجاجات الأخيرة لأضرار كثيرة أثناء احتلال الطلاب له سوى بعض النوافذ التي تعرضت للكسر، وتحريك بعض الأثاث.
وبحسب التقرير، لم تكن الأضرار التي لا تُذكر بالممتلكات هي التي كانت الشرطة تسعى للمحافظة عليها، ولا احتلال الطلاب الحرم الجامعي، فقد فعل الطلاب ذلك من قبل في العقود الأخيرة دون أن يستدعي مديرو جامعاتهم قوة الشرطة العسكرية، إنما كانت رسالة المتظاهرين التي تدين إسرائيل وتدعو إلى تحرير فلسطين هي التي يتم قمعها.