عبّرت الأمم المتحدة عن “الانزعاج” إزاء الإجراءات القاسية التي تتخذها قوات الأمن الأميركية خلال محاولات تفريق احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أميركية.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، في بيان: “يزعجني أن بعض إجراءات إنفاذ القانون في عدد من الجامعات تبدو غير متناسبة”.
وأضاف: “يجب أن يكون واضحا أن الممارسات المشروعة لحرية التعبير لا يمكن الخلط بينها وبين التحريض على العنف والكراهية”.
ورأى المفوض أن السلطات اتخذت سلسلة من الإجراءات الفظة لتفريق وتفكيك المظاهرات، مشددا على أن حرية التعبير والحق في التجمع السلمي أمران أساسيان.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، اقتحمت شرطة مدينة نيويورك حرم جامعة كولومبيا واعتقلت عشرات الطلاب المتضامنين مع فلسطين.
وبدأت عملية الاقتحام بمنطقة مانهاتن في وقت متأخر من مساء أمس بالتوقيت المحلي، وأجلت الشرطة المتظاهرين والصحفيين من محيط قاعة هاميلتون التي يعتصم بها طلاب وأساتذة بالجامعة، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال متحدث باسم شرطة نيويورك إن القوات أخلت الحرم الجامعي من المحتجين في غضون 3 ساعات وألقت القبض على عشرات.
ونقلت شبكة “إن بي سي” عن الشرطة أنه تم اعتقال نحو 100 شخص وإخلاء قاعة هاميلتون، التي أطلق عليها المحتجون “قاعة هند” تكريما لطفلة فلسطينية في السادسة من عمرها استشهدت في الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة.
وبينما كانت عملية الإخلاء جارية، هتف طلاب: “فلسطين حرة.. حرة” و”عار..عار”، مطالبين بالإفراج عن زملائهم المعتقلين.
كما أقدمت الشرطة الأميركية على فض اعتصام سلمي داخل جامعة سان فرانسيسكو، بالعنف، وهو ما أظهرته مقاطع فيديو نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي 18 أبريل/نيسان الجاري بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
ولاحقا، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأميركية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.