مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ”جدارية درويش”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

يُعدّ الموسيقي والمغني اللبناني مارسيل خليفة أحد أشهر المغنين السياسيين على مستوى الوطن العربي، بغض النظر عن اختلاف الآراء بشأن تجربته الغنية وتاريخه العريق، والذي يتميز بالتنوع دون التخلي عن الهوية.

اقترنت تجربة صاحب “شدوا الهمة” بقصائد الشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش، وتحولت قصيدة “أحن إلى خبز أمي” التي كتبها الشاعر الفلسطيني في السجن على علبة سجائره إلى نشيد وجداني يحرث روح مستمعيه خلال مشوار طويل. أما على صعيد آخر، فما زالت أعمال الفنان اللبناني تلهب الجماهير، لكن خليفة يفضي إلى محدّثه دائما بضرورة التعريف عنه على أنه موسيقي أولا.

انخرط مارسيل في مشروع الأغنية الجديدة. وتتالت محاولاته منذ التسعينيات، بحثا عن سبل توظيف الآلات الشرقية والتراث الموسيقي الشرقي وربع الصوت ضمن البنية الأوركسترالية الغربية. التحول يمكن أن نؤرّخ له بـ«جدل» (1986) العمل الذي كتبه على شكل حوار بين آلتي عود. ثم جاء «كونشيرتو الأندلس» (2000)، وعمله الكورالي «شرق» (2006)، وأسطوانته «تقاسيم» (2007) التي فازت بـ«جائزة شارل كرو» في فرنسا. علما أن عمله «الكونشيرتو العربي» الذي رعته دولة قطر، دخل «لاسكالا» في ميلانو، و«مسرح الشانزليزيه» الباريسي، بقيادة المايسترو لورين مازيل.

بين كل ذلك عاد خليفة منذ أعوام، ومن عزلته الاختيارية في أستراليا إلى نص إشكالي لصديقه الراحل محمود درويش هو “جدارية” ووضعه نصب عينيه بغية تحويله إلى عمل غنائي.

علما أن نص “جدارية” واحد من أهم النصوص الملحمية في المنجز الشعري العربي المعاصر، والذي يحكي بلغة الشعر والتجلي سيرة مواجهة حوارية بين الذات والعالم، ويخوض عميقا في رحلة الإنسان بين الحياة والموت، وفي معاني الوجود والكينونة والخلود والعدم.

وقد سبق أن قال مارسيل خليفة عن تجربة هذه في أحاديث صحفية قليلة إن الفكرة أتت من “قدرة محمود على ترويض الموت ورفع هالة الخوف عنه والحديث بما يخصّه باستطراد وشاعرية مثلما يحكي أي شاعر آخر عن الحب! ليصير ما هو مخيف أليفا، ويصبح الموت صمتا في سيرورة الوجود”

وشرح عن خصوصية النص وإنجازه موسيقيا بالقول “الجدارية تمتد في 53 صفحة. في البداية، كانت لدي في تلحين القصيدة، لكن بعد حين تطورت الفكرة، وامتزج الغناء بالموسيقى. منذ زمن وأنا منكب على هذا العمل الملحمي، ويلزمني بعد زمن آخر”.

ليأتي هذا الزمن يوم الجمعة الماضية وتحديدا في “بيت الفلسفة” الكائن في إمارة الفجيرة الإماراتية التي شهدت إطلاق “أوبرا جدارية محمود درويش” بحضور عميد بيت الفلسفة البروفيسور السوري أحمد برقاوي وعدد من الإعلاميين والأدباء والفنانين.

الاحتفال الثقافي الموسيقي أعاد صياغة المراحل التي تم الاشتغال فيها على العمل الملحمي، وصاغها في بيان صحفي تلقت “الجزيرة نت” نسخة منه يقول فيه إن النص الشعري استغرق في إنجازه موسيقيا أكثر من عامين من العمل قضاها الفنان خليفة ليكون النتاج عبارة عن أوبرا غنائية.

وطالما حظي منجز محمود درويش الشعري باهتمام ومكانة مميزة عند صاحب “أندلس الحب” و”أحمد العربي” خاصة أن قصائده المغناة جربت التماهي مع الهم الإنساني، وطاف بها أهم مسارح العالم.

وتخلل المؤتمر الصحفي كلمة للفنان مارسيل خليفة وكلمة لعميد بيت الفلسفة الدكتور أحمد برقاوي كما عرضت بعض المقتطفات من أوبرا جدارية محمود درويش.

ويأتي هذا التعاون بين الفنان خليفة وبيت الفلسفة سعيا منه كذلك لأن يكون مؤسسة رائدة في نشر الفكر الفلسفي المستنير والواعي ولتكون إمارة الفجيرة عاصمة من عواصم الثقافة الفلسفية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *