قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن فرض الولايات المتحدة عقوبات على اليميني المتطرف بنزي غوبشتين ومنظمة ليهافا والمستوطنين العنيفين إضافة إلى كتيبة نيتسح يهودا يعتبر تدابير مهمة تعكس التغيير في الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن هذه الإجراءات مهمة لإظهار الطريق الذي يجب أن تسلكه إسرائيل إذا أرادت الاستمرار في التمتع بالشرعية الدولية والحماية الخاصة التي تتلقاها من الولايات المتحدة أفضل صديق لها في العالم.
ترسيم حدود حركة إسرائيل
واعتبرت “هآرتس” أن هذا التحرك الأميركي هو السبيل لترسيم حدود حركة إسرائيل بالمعنى الحرفي والمجازي للكلمة، داعية إلى ديمقراطية تحترم القانون الدولي وحقوق الإنسان داخل أراضيها السيادية، ومنددة بالمشروع الاستيطاني والنهب والفصل العنصري خارج الخط الأخضر.
وتتفق هذه التحركات أيضا -حسب الصحيفة- مع إصرار أميركا المفترض على ضرورة موافقة إسرائيل على إجراء مناقشات جادة بشأن “اليوم التالي” في غزة والعودة إلى المفاوضات نحو حل الدولتين.
ورأت الصحيفة أن هناك عدم وضوح في استخدام واشنطن حق النقض ضد قبول دولة فلسطين عضوة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، خاصة أن روبرت وود نائب السفير الأميركي قال إنه “لا يعكس معارضة إقامة دولة فلسطينية، بل هو اعتراف بأن ذلك لن يأتي إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين”.
تفسير أميركي إشكالي
وترى “هآرتس” أن هذا التفسير الإشكالي يغذي رفض إسرائيل أي اعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية، ويرتبط ارتباطا وثيقا برفضها حل الدولتين ورغبتها في ضم كافة الأراضي المحتلة دون منح الجنسية للفلسطينيين الذين يعيشون فيها.
ونبهت إلى أنه لا تناقض بين مفاوضات السلام وطلب الفلسطينيين الحصول على عضوية الأمم المتحدة.
وقالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امتنع لمدة 15 عاما عن إجراء مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وخلصت الصحيفة إلى أنه لا يوجد سبب لعدم اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بالتزامن مع العمل على إجراء مفاوضات تهدف إلى تحقيق حل الدولتين.