أدى سوء تنسيق قضائي في إسبانيا إلى إطلاق عضو بارز في عصابة “موكرو مافيا”، وهي منظمة إجرامية من أصل مغربي ومقرها في هولندا ولها أنشطة في إسبانيا.
ونقلت صحيفة “إلبايس” عن مصادر قضائية أن محكمة مقاطعة ملقة أمرت بالإفراج عن كريم بويخريشن بعد أقل من شهر ونصف من سجنه بتهمة غسل الأموال في إسبانيا، في وقت لاتزال المحكمة الإسبانية العليا تنظر في طلب تسليمه إلى السلطات الهولندية.
وجاء إطلاق سراحه بعد قبول استئناف محاميه ودفع كفالة بقيمة 53 ألف دولار.
ويناير الماضي، أعلنت الشرطة الإسبانية توقيف بويخريشن لاتهامه بإدارة شبكة لتهريب المخدرات تمتلك ما لا يقل عن 172 عقارا في جنوب إسبانيا.
وكانت الشرطة الإسبانية تلاحقه منذ خمسة أعوام، لكن تعقبه كان صعبا للغاية إذ كان يتنقل من بلد لآخر ويتمتع بفريق حراسة خاص و”حذرا جدا في اتصالاته”، بحسب السلطات الإسبانية.
وعندما اعتقل بويخريشن في ماربيا في 9 يناير، شددت وزارة الداخلية الإسبانية على أنه “أخطر مجرم مطلوب في هولندا”. و يتهمه النظام القضائي الهولندي بأنه أحد زعماء عصابة موكرو مافيا والتي تحدت الدولة بتهديدات للأميرة أماليا ولية عهد هولندا، التي أجبرت على الإقامة في إسبانيا لمدة عام لأسباب أمنية، ورئيس الوزراء مارك روته.
ويشتبه في أن هذه الشبكة تمكنت من غسل ما مجموعه “6 ملايين يورو”، بفضل “بنية متينة” أبرزها شركات “ملاحة بحرية وتجارية”، متواجدة في عدة مدن في إسبانيا والمغرب وجمهورية الدومينكان وهولندا والإمارات، استنادا إلى الشرطة الإسبانية.
بعد اعتقاله في إسبانيا، شرع النظام القضائي الهولندي في إجراءات طلب تسليمه عبر إصدار مذكرة توقيف أوروبية، وهي آلية تابعة للاتحاد الأوروبي.
وكانت المحكمة الإسبانية العليا تنظر في الطلب، لكن محكمة ملقة قالت إن تسليمه في الوقت الراهن غير ممكن لأنه قيد التحقيق في إسبانيا بتهمة غسل الأموال والاتجار بالمخدرات والانتماء إلى منظمة إجرامية ، وبالتالي فإن تسليمه لم يكن مناسبا حتى يحاكم بهذه التهم.
وأمام هذا الرد قام قاض المحكمة العليا بإلغاء المذكرة حتى لا يخرق الموعد النهائي القانوني البالغ 60 يوما للامتثال لها.
وفي الوقت نفسه، تقول الصحيفة، استأنف محامو بويخريشن لإطلاق سراحه لعدم وجود خطر هروبه، وقبلت محكمة مالقا الإقليمية الاستئناف وقررت إطلاق سراحه مقابل كفالة 53 ألف دولار، رغم إقرار القضاة باحتمال هروبه، وفق ما نقلت الصحيفة عن وثائق المحكمة.
وبعد دفع كفالة وإطلاق سراحه، دوام على إثبات وجوده في المقاطعة للسلطات مرتين كل شهر قبل أن يتوقف عن ذلك، والآن لا يزال مكان وجوده مجهولا، وفق الصحيفة.