حذر مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني أمس الثلاثاء من أن إجلاء أكثر من مليون مدني من رفح “غير ممكن”، في وقت تتوعد فيه إسرائيل بشن هجوم بري على المدينة المكتظة بالنازحين أقصى جنوب قطاع غزة، وتدّعي أنها ستجلي المدنيين وتضع خططا لذلك.
وقال -على هامش مؤتمر للمساعدات في دبي- إن اللجنة الدولية لم ترَ حتى الآن أي خطة إجلاء للمدنيين من رفح، التي تضيق بأكثر من مليون ونصف مليون شخص من السكان والنازحين يواجهون ظروفا إنسانية مأساوية.
وأضاف كاربوني أن الدمار الكثيف جراء القصف الإسرائيلي، لا سيما وسط قطاع غزة وشماله، يجعل تحديد مكان لائق لنقل المدنيين إليه صعب جدا.
وأكد أن أي عملية عسكرية في رفح لا يمكن تنفيذها من دون أن تتسبب في تداعيات إنسانية كارثية، مشيرا إلى أن النازحين الذين سيُطلب منهم النزوح مجددا متعبون من الحرب التي دخلت شهرها السابع وبعضهم مصاب أيضا، كما أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على الغذاء والعلاج المناسبين.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية نقلت عن مسؤولين مصريين أن اسرائيل تستعد لإجلاء المدنيين من رفح إلى مدينة خان يونس التي انسحبت منها، حيث تقول إنها ستبني ملاجئ.
ووفقا لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، فإن العملية المتوقعة في رفح ستستغرق ما بين أسبوعين و3 أسابيع، غير أن الجيش الإسرائيلي توقع أن تستمر عمليته في خان يونس شهرين فقط، لكنها استمرت 4 أشهر.
“لا مكان آمنا بغزة كلها”
من جانبه، قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند إن رفح تحولت لأكبر مخيم نازحين في العالم، والهجوم عليها سيؤدي لوضع مخيف.
وأكد أن المنظمات الإغاثية لم تحصل على أي معلومة بشأن عملية إجلاء للمدنيين، كما لم يتشاور أحد معها بهذا الخصوص.
وشدد إيغلاند على أنه لا يوجد أي مكان آمن في غزة، إذا ما غادر المدنيون رفح، لافتا إلى أن عودة الناس إلى شمال القطاع تعني أنهم عائدون إلى “الركام والعبوات غير المنفجرة والمزيد من القصف”.
وتابع أن ما تسمعه المنظمات الإنسانية مفاده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصمم على شن هجوم على رفح، لكن لا خطة عن المكان الذي سيذهب إليه المدنيون أو كيفية إيصال المساعدات إليهم، وسط عدم وجود مخزون أو وقود أو سيولة لدى المؤسسات الإغاثية.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بات رايد أكد أمس أنه لا توجد في هذه المرحلة مؤشرات على بدء أي نوع من العمليات البرية الكبرى في رفح، في حين جددت مصر رفضها التام لاجتياح المدينة المتاخمة لحدودها.