يقول الكاتب الصحفي فيليب فايس المشارك في تحرير موقع “موندويس” إن الصهيونية أصبحت تمثل تهديدا للعدالة والسلام العالميين، وتتسبب في انتهاكات حقوق الإنسان والاستيطان غير الشرعي، لذلك يجب كشفها وإسقاطها.
وأضاف فايس في مقال له بموقع “موندويس” أن كشف الصهيونية وعدم احترامها يمثلان أهمية كبرى في تشكيل وعي الناس بالأضرار الناجمة عنها، وتعزيز الضغط الدولي لتحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أنه لا يمكن الحصول على صورة للصهيونية أفضل من حدثين وقعا مؤخرا، وهما قصف إسرائيل قنصلية في بلد أجنبي، وهو ما أسفر عن مقتل ضباط في الجيش الإيراني، من بين آخرين، وإجبار أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة جامعة جنوب كاليفورنيا على إلغاء خطاب وداع رسمي لأن المتحدث يعارض الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.
تهدد الحرية في أميركا والنظام الدولي
ووصف الكاتب هذه الأفعال بأنها تتسق مع أيديولوجية متطرفة تعمل على المستوى العالمي لدعم النظام الإسرائيلي، وهي الأيديولوجية الصهيونية، والتي تروج للاعتقاد بأن اليهود يحتاجون إلى دولة حتى يكونوا آمنين، واليوم تهدد الصهيونية الحرية السياسية في الولايات المتحدة والنظام الدولي، وتهدد التقليد السياسي الليبرالي الأميركي بإجبار السياسيين الديمقراطيين على دفع ثمن المزيد من قنابل الإبادة الجماعية.
وأشار إلى أن هناك طريقة واحدة فقط لمحاربة هذه الأيديولوجية، وهي أن يشرح معارضوها للأميركيين حقيقة أن الصهيونية عنصرية، وأن يتم استدعاء أنصارها ومحاصرتهم وتشويه سمعتهم.
ولفت الانتباه إلى أن الصهيونية كانت أيديولوجية مفهومة تماما في ضوء القمع الأوروبي لليهود، حين غادر اليهود أوروبا كلاجئين، وليسوا كعنصريين، قائلا: لو ركزت الصهيونية فقط على سلامة اليهود، لربما كانت أيديولوجية مقبولة اليوم.
لكن الصهاينة المتطرفين انتصروا منذ البداية، لقد أرادوا المزيد من الأراضي مع عدد أقل من الفلسطينيين، وهذه هي العقيدة الصهيونية منذ ما لا يقل عن 75 عاما، وقد استخدموا الإرهاب مرارا وتكرارا لتحقيق هذا الهدف.
تنتهج الاغتيالات السياسية
وأورد فايس عددا من الاغتيالات السياسية التي تكشف الطبيعة “الإرهابية” للصهيونية، مثل اغتيال الزعيم الاشتراكي حاييم أرلوسوروف، الذي سعى في عشرينيات القرن الـ20 إلى تعزيز أفكار التعايش الوطني مع الفلسطينيين، على شاطئ تل أبيب عام 1933 على يد مليشيات صهيونية أنتجت فيما بعد مسؤولين كبارا في إسرائيل.
وفي عام 1949، سعى الدبلوماسي بالأمم المتحدة، فولك برنادوت، الذي أنقذ آلاف اليهود من النازية خلال الحرب، إلى دفع خطط لإبقاء القدس مدينة دولية وفقا لخطة التقسيم التابعة للأمم المتحدة، لكنه اغتيل في القدس على يد عصابة صهيونية أنتجت فيما بعد أعلى مسؤولين في إسرائيل.
وفي التسعينيات، أعلن رئيس الوزراء إسحاق رابين أن إسرائيل لن تحصل على السلام إلا إذا أعادت الأراضي إلى الفلسطينيين حتى تسمح لهم بالسيادة، وقُتل رابين على يد يميني يتمتع بدعم سياسي عميق حتى يومنا هذا.
وأكد الكاتب أن هذه الاغتيالات حدثت نتيجة لبرنامج ثابت؛ وهو عدم القبول بدولة فلسطينية إلى جانب الدولة اليهودية.
شكلت دولة فصل عنصري
وأورد فايس ما رددته جماعات حقوق الإنسان في العالم من أن إسرائيل دولة فصل عنصري بعد إقرارها قانون الدولة القومية عام 2018، وقال إن لدى الصهاينة إجابة واحدة على هذه الاتهامات، “إنها معاداة للسامية، إنها كراهية اليهود”.
وأوضح الكاتب أن إسرائيل لطالما استخدمت العنف الساحق لتدمير المقاومة، فقد ارتكبت مذابح متكررة ضد الفلسطينيين، وخلال الأشهر الستة الماضية، قتلت في غزة بشكل منهجي عشرات الآلاف من النساء والأطفال وعمال الإغاثة.
ومن الواضح أن الصهيونية هي المشكلة الجذرية، فالصهيونية تدمر كل شيء جيد في طريقها، إنها أيديولوجية تعامل الفلسطينيين على أنهم أقل شأنا في أرضهم، وزعزعت استقرار الشرق الأوسط قبل فترة طويلة من ظهور تنظيم الدولة، وظلت تهاجم القرى من أجل ترسيخ “الأغلبية اليهودية”.
وختم فايس مقاله بالقول إن هناك طريقة واحدة فقط لهزيمة الصهيونية، وهي أن يتم اتهامها ووصفها بأنها نقيض عنصري لكل ما حققته التجربة الأميركية، ويجب أن يتعرض دعمها للمضايقة، ولا بد من هزيمتها في الولايات المتحدة، وفي الكونغرس، وفي جامعة جنوب كاليفورنيا، “وسوف ننتصر، لأنه يجب علينا ذلك”.