عملت رحالة ومستكشفة وآثارية ومستشرقة مهتمة بدراسة اللغات والتاريخ القديم ومختصة بشؤون العشائر العربية، فضلا عن وظيفتها ضابطة استخبارات وسكرتيرة شرقية ومستشارة للمندوب السامي البريطاني في العراق، وقد كانت حياتها شديدة الثراء والإثارة، وكان أيضا موتها أيضا تراجيديا، ملأت الدنيا بأخبارها ضجيجا في حياتها، وشغلت الناس باكتشافاتها وأخبارها بعد رحيلها.
إنها الباحثة والآثارية الإنجليزية جيرترود بيل (1868-1926) التي لعبت أدوارا سياسية في منطقة الشرق الأوسط، ويضيء كتاب “في أثر الملوك والغزاة.. جيرترود بيل وأركيولوجيا الشرق الأوسط” لمؤلفته أستاذة حضارات الشرق الأدنى بجامعة كولومبيا البريطانية ليزا كوب، جوانب من شخصية “صانعة الملوك” كما لقبها البعض.
الكتاب الذي ترجمه مجدي عبد العزيز خاطر وصدر عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة، محاولة لإعادة الاعتبار لهذه الشخصية الاستثنائية، ويتضمّن تفاصيل عن رحلتها إلى صحراء النفود بالقرب من مدينة حائل السعودية، قبل أن تذهب إلى القدس وتستقرّ فيها لمدة بدأت خلالها تعلّم اللغتين الفارسية والعربية، لتقوم بأولى رحلاتها إلى بلاد فارس (إيران)، ثم تنتقل إلى الصحراء الأردنية ومنها إلى العراق، لتجمع معلومات مفصّلة عن البلاد التي زارتها وترسلها إلى حكومة بلادها التي أوفدتها لاحقا إلى القاهرة.
يتكون الكتاب من ستة فصول، جلها عن “أركيولوجيا الشرق الأوسط” التي عملت عليها بيل، وعن خطواتها الأولى في علم الآثار، ثم التجهيز لرحلة الفرات حيث كانت وسيلة الانتقال هي الإبل والخيول، ثم اكتشافها قلعة الأخيضر (في بادية كربلاء) والقصر والمسجد وآثارها القديمة، وسبقها لجميع الأثريين باكتشافها المهم للمنطقة وتصويرها ووصفها.
حياة مثيرة
كتاب “في أثر الملوك والغزاة” وإن تناول تفصيلا لحياة بيل، إلا أنه ليس الوحيد عنها، فلطالما جذبت شخصيتها وحياتها ودورها السياسي الانتباه إليها، وتتبعت حياتها عشرات الكتب، وتناولت شخصيتها المثيرة السينما وأنتجت عنها فيلما شهيرا بعنوان “ملكة الصحراء” جاء أكثر إثارة وشهرة من صاحبته.
كان جدها مهندسا يمتلك مصنعا للصلب في بريطانيا، له نفوذه في الدوائر الدبلوماسية الإمبريالية، وله إسهامات واضحة في تطوير أفران الصلب، وعمدة لواحدة من كبرى المدن البريطانية، فكان ثراؤها وطموحها سببا في نجاحها ونهايتها.
امرأة استثنائية
نٌسِجت حولها حكايات أشبه بالأساطير، وعلى الرغم من كل هذه الكتابات، فإنها لم تستطع أن تقارب الغنى والتعقيد الكبيرين اللذين ميّزا شخصية “مس بيل”.
عشقت المغامرة والترحال ووقعت في هوى الشرق، فأجادت اللغات الفارسية والتركية والعربية، وتسيدت المواقف وترأست المجالس، وجابت العالم تبحث عن مجهول قد يشبع نهمها، كما يقول الكاتب.
طرقت دروبا لم يطرقها أحد من الغربيين قبلها، وانتقلت من طهران بإيران للأناضول بتركيا، والقاهرة وبيروت، وارتحلت للأردن ودمشق وشبه الجزيرة العربية، واستقرت في بغداد تنقب وتفتش، ولقبها بعض العراقيين بـ”الخاتون” لحجم تأثيرها في سياسة بلدهم، حتى أنهت حياتها بإرادتها عن عمر 58 عاما.
طموح بلا حدود
كتبت بيل كتبا عدة صارت مراجع في الآثار والتاريخ والجغرافيا، وكانت قد درجت على كتابة يومياتها وتوثيقها في رسائلها إلى عائلتها على مدى عقود طويلة، فضلا عن عدد من المؤلفات والتقارير التي وثقت بعض رحلاتها ومشاركتها في التنقيبات الأثرية أمثال كتابها عن سوريا الصادر عام 1907 والذي وثقت فيه رحلتها الأولى إلى فلسطين والشام مرورا بمناطق الدروز، وكتابها المشترك مع الآثاري وليم رامزي “ألف كنيسة وكنيسة”، و”من سلطان لسلطان”، فضلا عن رحلتها من حلب مع مجرى نهر الفرات إلى قصر الأخيضر في العراق التي وثقتها في كتابها الصادر عام 1909، ثم عودتها عام 1911 إلى قصر الأخيضر وإصدارها كتابا ضخما عنه صدر عام 1914.
كتبت أيضا “أوراق منسية من تاريخ الجزيرة العربية”، هو عبارة عن مجموعة من التقارير السرية التي أرسلتها الكاتبة السياسية البريطانية جيرترود بيل إلى مكتب الاستخبارات البريطانية الخاص بالعالم العربي في القاهرة (المكتب العربي) عن الأوضاع في الجزيرة العربية، ونشرها المكتب في نشرته السرية (النشرة العربية) التي تعنى بنشر المعلومات الاستخباراتية السرية حول العالم العربي.
حرب وسرقة
ما يلفت الانتباه تلك الجدية الكبيرة ما بين المؤلفة ليز كوبر وجيرترود بيل، فإذا كانت بيل قضت حياتها مغامرة في أعمال سرية وترحال حتى الموت، فالمؤلفة كوبر تقول إن الحافز الحقيقي لتأليف كتابها كان هو ما فعلته الحرب الأميركية في العراق ونهب متحفها الوطني في أبريل/نيسان 2003 والذي أسسته بيل وكانت أول مدير له.
فقد أعادت الحرب جيرترود بيل إلى بؤرة اهتمام المؤلفة، وأدركت عندما شرعت في استقصاء منجزها الأركيولوجي أنه في الوقت الذي دأب فيه كتاب سيرة “بيل” على الإشارة إليها باعتبارها عالمة آثار، فإنهم تخاذلوا عن ذكر أي تفاصيل عن المهام التي اضطلعت بها، لاسيما في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى، فضلا عن الإنجازات الأركيولوجية التي كانت تحققها بين الحين والآخر.
وشرعت جيرترود بيل بعد أن ملأتها إثارة اكتشافها العلمي لـحصن الأخيضر، وواصلت طريقها المرسوم إلى قلب سهول دجلة والفرات جنوبي العراق حيث تلال الأنقاض والآثار التي تشهد على عظمة الحضارة العراقية بتاريخ مدنها الذي يتعدى 4 الآف عام، وشهدت حضارته صعود وانهيار ممالك وإمبراطوريات، وسطرت مآثر حكام وغزاة بما لهم من كاريزما حاكمة، وحضارة وتاريخ ألهم أجيالا من الشعراء والكتاب والفنانين إحياء ذكرى أعمال فنية بارزة ومؤثرة عن عظمة ومحن هذه البلاد.
وتصل بابل التي سبقها إليها فريق تنقيب ألماني عمل على اكتشاف حضارة بابل من بوابة عشتار وقصر نبوخذ نصر وآثار نينوى الآشورية، وقامت بتصويرهم، ثم انطلقت إلى بغداد، ومرت في طريقها على آثار “طيسفون” والتقطت صورا لآثار “طاق كسرى”.
وفي العام 1909 زارت بغداد للمرة الأولى، وهناك وقفت على كم الآثار الضخم في بغداد وسامراء وأشور والموصل، وفتنت ببغداد وزارتها كثيرا بعد تحرك القوات البريطانية إليها (بغداد) في العام 1917 بعد أن صارت موظفة سياسية بالحكومة البريطانية في بلاد الرافدين، حيث استقرت بيل في بغداد بشكل رئيسي وعاشت حتى وفاتها في العام 1926.
كاتبة أدمنت الامتياز
لم تكتب المؤلفة ليزا كوبر صفحات كتابها داخل المكاتب وخلف الجدران، بل اقتفت أثر الرحلة التي قامت بها بيل، حين حصلت على منحة “هامبتون” للأبحاث من جامعة كولومبيا البريطانية والمعهد البريطاني لدراسة العراق في 1908، وبادرت بالسفر إلى سوريا في أبريل/نيسان 2009 حتى وصلت إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات بعد 100 عام بالضبط من الرحلة التي قامت بها بيل، وزارت والتقطت الصور الفوتوغرافية للمواقع والمعالم الأثرية نفسها التي وثقتها.
وبعد ذلك سافرت في العام 2010 للمملكة المتحدة لزيارة محفوظات “جيرترود بيل” ضمن المجموعات الخاصة بمكتبة روبنسون في جامعة نيوكاسل للاطلاع على أوراق بيل ومشاهدة الأرشيف الرقمي في معهد التاريخ والدراسات القديمة والأركيولوجيا، والاطلاع على دفاتر بيل الميدانية في الجمعية الجغرافية الملكية في لندن، وأيضا زياراتها المتعددة لأرشيف “جيرترود بيل” في معهد التاريخ والدراسات القديمة بجامعة نيوكاسل، ومتحف المعهد الشرقي، والمعهد الألماني للآثار، ومعهد تاريخ الفن بجامعة فيينا، والجمعية الألمانية لدراسات الشرق الأدنى، وقسم دراسات وسط وشرق وشمال أوروبا بجامعة كولومبيا البريطانية (الكندية).
وتتميز كتابتها بالتصوير المشهدي للأحداث وكأنها ترسم سيناريو فيلم توزع فيه أدوار البطولة، وبأسلوبها التصويري تبدأ بمشهد جيرترود بيل وهي تسرع فور وصولها إلى فندق “جراند كونتيننتال” بالقاهرة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 1915، إلى النزول لتناول العشاء، تملؤها اللهفة لسماع أخبار الشرق من رفاقها على طاولة الطعام، ومن بينهم ديفيد هوجارث (وهو ضابط وعالم آثار بريطاني وأمين المتحف الأشمولي في أوكسفورد ومؤلف كتاب “اختراق الجزيرة العربية”)، وتوماس إدوارد لورانس (لورانس العرب) وهو دبلوماسي ومنظر عسكري وضابط جيش وعالم آثار بريطاني، حيث تطرح أفكارها بشأن شخصيات وسياسات المقاطعات العربية في الإمبراطورية العثمانية.
اعترافات تشق الحجب
ستغير الحرب مسار حياة بيل، وتحول علاقتها بالشرق الأوسط، كانت تعرف هذا الجزء من العالم تمام المعرفة، ذلك بأنها ترددت على مصر في مناسبات عدة، وزارت المناطق الساحلية في بلاد الشام، فضلاً عن الأناضول، كما قامت برحلة جسورة إلى قلب الجزيرة العربية والأراضي التي يرويها نهرا دجلة والفرات، وكانت على دراية بصحارى وجبال بلاد فارس.
ورغم “الدور الإمبريالي للغرب” الذي ساعدت بيل على اكتماله بجهودها في التنقيب على الآثار والتجسس والتودد لقيادات المنطقة، فإن الوقائع كانت تؤكد لها في نهاية المطاف أن الصراع الدائر ما بين الغرب والشرق قديم منذ عهد الإسكندر وعهود الرومان واليونانيين، إلا أن الشرق ما زال يقاوم، وتعبر عن هذه الفكرة في رسالة إلى والدها في العام 1909، كتبتها وهي تجلس فوق صخرة عالية تشرف على مشهد واسع للتلال المتموجة التي تمتد بعيدا عن نهر دجلة جنوب مدينة “نمرود” الأثرية المهيبة، إذ تقول: “يمكننا دائما نحن الغربيين أن نغزو، لكننا لن نتمكن أبدا من الاحتفاظ بآسيا، وتلك بالنسبة لي هي الأسطورة المكتوبة عبر أرجاء كل المشهد”.
في رسالة إلى والدها في العام 1909، كتبتها وهي تجلس فوق صخرة عالية تشرف على مشهد واسع للتلال المتموجة التي تمتد بعيدا عن نهر دجلة جنوب مدينة “نمرود” الأثرية المهيبة، تقول بيل: “يمكننا دائما نحن الغربيين أن نغزو، لكننا لن نتمكن أبدا من الاحتفاظ بآسيا، وتلك بالنسبة لي هي الأسطورة المكتوبة عبر أرجاء كل المشهد”.
وأدركت بيل هذا وهي تمارس نشاطها أثناء المجهود الحربي الذي تلا الحرب، من أجل استحداث نظام جديد في الشرق الأوسط يحل محل الإمبراطورية العثمانية (رجل أوروبا المريض)، وكانت على علم بالكثير من القوى الإمبراطورية السابقة التي أحكمت سيطرتها على تلك الأراضي والتي تمتد لآلاف السنين، ومع ذلك كانت أمجادها محدودة.
جاسوسة محترفة
وتضيف المؤلفة قائلة “واليوم وبعد قرن تقريبا من المخططات الجريئة التي بشرت بها القوى الأوروبية التي ارتبطت بها بيل، لا يزال الحل الطويل الأجل غائبا عن الشرق الأوسط، لذلك نحن مضطرون للإقرار مرة أخرى بالرعونة التي ارتكبتها الطموحات الاستعمارية والتدخل العقيم الذي أنزل بالشعوب والأمم كوارث، أصابها بالتفكك وأعاد تشكيلها من جديد إلى الأبد”.
تقول المؤلفة: واليوم وبعد قرن تقريبا من المخططات الجريئة التي بشرت بها القوى الأوروبية التي ارتبطت بها بيل، لا يزال الحل الطويل الأجل غائبا عن الشرق الأوسط، لذلك نحن مضطرون للإقرار مرة أخرى بالرعونة التي ارتكبتها الطموحات الاستعمارية والتدخل العقيم الذي أنزل بالشعوب والأمم كوارث، أصابها بالتفكك وأعاد تشكيلها من جديد إلى الأبد.
وقد أثمر ما روته جيرترود بيل عن أسفارها قصصا مفعمة بالحياة استقبلها الجمهور بلهفة المفتون برحلات تلك المرأة المغامرة، والآن في العام 1915 فك الواقع اشتباك بيل مع الماضي، ففي القاهرة مرة أخرى أصبح هدفها أمرا مختلفا، إذ لم يعد وجودها في الشرق من أجل استكشاف المواقع الأثرية وتتبع المسارات التي سلكها الملوك وجيوشهم منذ عهود بعيدة، بل صارت مهمتها تقديم وصف الجماعات المعاصرة التي صادفتها خلال رحلتها، وكٌلفت -بوصفها واحدة من أعضاء مكتب أنشئ حديثا يتبع المخابرات العسكرية البريطانية عٌرٍف باسم “المكتب العربي”- بإحصاء المواقع الحالية للقبائل العربية وشيوخها، وتقدير أعدادها، والبت في ولاء كل منها للبريطانيين والأتراك، والتقاط المعلومات من مجالس نسائها، وساهم دورها في هزيمة ألمانيا وحليفتها الإمبراطورية العثمانية.
وتتجاوز المؤلفة هذه الحقبة، وتقول “نستطيع أن نتخذ موقفا ناقدا للدور الذي لعبته جيرترود بيل في سياسة الشرق الأوسط، فأغلب ما كتب عنها يشدد في الحقيقة على هذه المرحلة الأخيرة من حياتها، لاسيما دورها في استحداث دولة العراق بعد نهاية الحرب العالمية الأولى بوقت قصير”.
ونستطيع أن نرجع اختيار أول ملوكها الملك فيصل، ورسم حدودها السياسية الحديثة -التي خضع فيها الشيعة والسنة والأكراد والمسيحيون لراية واحدة- إلى حكومة الاحتلال البريطاني التي لعبت فيها بيل باعتبارها الموظفة السياسية الوحيدة داخل الإدارة دورا فعالاً.
اعتزلت بيل البحث الأثري بغتة عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، وانقطعت علاقتها بالمجتمع العلمي، صحيح أن دورها مديرة فخرية لدار الآثار في العراق في عشرينيات القرن الماضي أعادها للاشتغال في مجال مرتبط بالأركيولوجيا، لكن دورها كان إداريا مخالفا لدورها السابق بوصفها باحثة فقط، وهكذا سيتذكر الناس بيل من الآن فصاعدا بوصفها امرأة تورطت في أنشطة سياسية كانت متصلة على نحو ما بعلم الآثار، ونسوا لحد كبير إنتاجها العلمي.
خرجت خالية الوفاض
ومع ذلك فإن إلمامها بأركيولوجيا وتاريخ العراق منحها فهما خاصا وفريدا لهذا الجزء من العالم، انعكس بشكل ما على أفكارها حول الأسلوب الأمثل لحكم المنطقة، وموقعها داخل المشروع الإمبريالي الأوروبي، لتؤسس رؤية ملهمة شديدة الخصوصية لحاضر العراق ومستقبله المأمول.
فقد كان النجاح الذي تحقق في العراق عند استقلاله، وتنصيب الملك فيصل كأول ملوكه ناجما في جزء منه عن رؤية بيل الحريصة على الدفع بالبلاد إلى فصل جديد ومجيد من تاريخها الثري، وفي الوقت نفسه جعلتها المعرفة بالماضي على دراية بالطبيعة العابرة للإمبراطورية، خفف هذا الوعي من تفاؤلها، وأجبرها على الإقرار بعقم صناعة أمة ما وتفاهة دورها في هذا المشروع.
لكن كتّاب سيرة بيل لم يترددوا في الكتابة أيضا عن جوانب أخرى من حياتها اللافتة، ومن بين تلك الجوانب بعثات تسلق الجبال والأسفار الجريئة داخل مناطق نائية في الشرق الأوسط، لم يجرؤ على زيارتها في السابق سوى عدد قليل من الأوروبيين، ولقاءاتها بشخصيات بارزة مثل ونستون تشرشل ولورد كرومر ولورانس العرب والسياسيين البريطانيين إدوارد جراي ومارك سايكس.
وحتى حياتها العاطفية رغم مآلاتها المأساوية زخرت برومانسية رفيعة، حيث لقي حبيبها حتفه بعد رفض والديها له بالتهاب رئوي، ثم انتهت علاقتها الغرامية مع ضابط متزوج مات هو الآخر في معركة “جاليبولي” (1915-1916).
هذه العلاقات الغرامية المأزومة، ووفاة بيل نفسها بعد ابتلاع جرعة مفرطة من الحبوب المنومة بأحد نهارات صيف خانق في بغداد بعمرها الـ58، كل هذه الحوادث استدرت عطفا وإعجابا بتلك المرأة الاستثنائية، التي بدا أنها ملكت الدنيا، ورغم ذلك لم تخرج منها بشيء.