في اليوم الـ197 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شن غاراتها الجوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة بينها مدينة رفح جنوبي القطاع، رغم تحذيرات دولية من خطورة شن عملية عسكرية على المدينة المكتظة بالنازحين، في حين تنتشر أمراض الجهاز التنفسي بينهم.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة استشهاد 37 فلسطينيا وإصابة 68 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية، جراء 4 مجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد عائلات فلسطينية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و49 شهيدا و76 ألفا و900 جريح منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتقدر السلطات في غزة أن آلاف الفلسطينيين دفنوا تحت أنقاض المباني التي دمرها الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الستة الماضية.
ولا تزال طواقم جهاز الدفاع المدني تعمل على انتشال جثامين الضحايا الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال اقتحامه مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ورصدت وكالة الأناضول عمل طواقم الدفاع المدني في استخراج جثامين فلسطينيين مقطعة ومتحللة من بين أنقاض المنازل وعلى جانب الطرقات في مدينة خان يونس التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي في السابع من أبريل/نيسان الجاري.
وأفاد مراسل الأناضول بأن طواقم الدفاع المدني في قطاع غزة عثرت على العديد من الجثامين تحت أنقاض المنازل، وفي الأزقة وعلى جانب الطرقات بعد 4 أشهر من التوغل الإسرائيلي في خان يونس.
من جانبها، نددت الأمم المتحدة الجمعة بالتدمير المتعمد للمعدات الطبية المعقدة التي يصعب الحصول عليها في المستشفيات وأقسام الولادة التي ترزح تحت ضغوط هائلة في غزة، مما يزيد المخاطر التي تواجهها النساء اللواتي يلدن في “ظروف غير إنسانية، ولا يمكن تصورها”.
الوضع العسكري بغزة
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أنه يخوض معارك وجها لوجه مع المقاومة الفلسطينية وسط قطاع غزة، وقال إن قواته تعمل على توسيع ما يعرف بممر “نتساريم” بهذه المنطقة.
وأشار جيش الاحتلال في بيان له إلى الاشتباكات المباشرة بعد أيام من العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته تواصل العمل على توسيع الممر الذي شقّته وسط قطاع غزة، والذي تنطلق منه القوات لتنفيذ هجمات في مناطق أخرى.
من جهته، أفاد مراسل الجزيرة بأن الزوارق الحربية الإسرائيلية قصفت ساحل مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كما استهدفت غارة إسرائيلية مخيم النصيرات وسط القطاع.
في المقابل، عرضت سرايا القدس -الجناح العسكري لـحركة الجهاد الإسلامي– وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى -الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- مشاهد قالتا إنها لاستهداف مقاتليهما حشودا للاحتلال الإسرائيلي، ردا على الجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وبث الإعلام الحربي التابع لسرايا القدس مشاهد قال إنها من تجهيز وإطلاق رشقة صاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة.
وأظهرت المشاهد مقاتلين من سرايا القدس، وهم يتجهزون لإطلاق رشقة صاروخية من أحد المباني المدمرة باتجاه أهداف للاحتلال الإسرائيلي.
مظاهرات إسرائيلية
طالب مئات المتظاهرين في مدينة رحوفوت وسط إسرائيل، مساء السبت، بإجراء انتخابات مبكرة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وانضم إلى المظاهرة رئيس الأركان ووزير الدفاع السابق موشيه يعلون، الذي من المقرر أن يلقي لاحقا كلمة أمام المحتجين، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.
وتشهد إسرائيل، مساء السبت، مظاهرات حاشدة في تل أبيب و55 موقعا في أنحاء مختلفة، بحسب صحيفة إسرائيل اليوم.
وقد أغلق عشرات الإسرائيليين، بينهم عائلات للأسرى المحتجزين في غزة، الطريق السريع الواصل بين القدس وتل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة فورية لتبادل الأسرى وقبول الصيغة المطروحة على طاولة المفاوضات.
واستخدم المحتجون براميل مشتعلة لإغلاق الشارع، ورفعوا لافتات كتبت عليها شعارات تنتقد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتتهمها بالتخلي عن المحتجزين والسعي وراء المصالح السياسية بدلا من التوصل لصفقة تبادل وإعادتهم على قيد الحياة.
اقتحام نور شمس
وفي الضفة الغربية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة 9 من جنوده منذ بداية العملية العسكرية التي ينفذها في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 13 في اقتحام الجيش للمخيم، في الوقت الذي قالت فيه كتائب المقاومة إن مقاتليها ما زالوا يشتبكون مع قوات الاحتلال في المخيم.
من جهتها، أفادت مراسلة الجزيرة بأن قوات الاحتلال تفرض حظر تجوال، وتحاصر المخيم بشكل كامل وتمنع الطواقم الطبية والصحفية من الدخول إليه، وتطلق الرصاص باتجاه كل من يحاول الاقتراب.
ويحتجز الجيش الإسرائيلي جثامين 5 فلسطينيين قتلهم خلال عمليته العسكرية المستمرة في المخيم، وفق ما ذكرته وسائل إعلام حكومية فلسطينية.
كما يحتجز الجيش الإسرائيلي طاقم سيارة إسعاف فلسطينية في طولكرم شمالي الضفة الغربية، بحسب بيان للهلال الأحمر.
واستشهد اليوم سائق سيارة إسعاف فلسطيني، وأصيب مواطنان برصاص مستوطنين إسرائيليين خلال هجوم نفذوه على قرية الساوية، جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية.
وقد دعت وزارة الخارجية الأميركية إسرائيل “لاتخاذ جميع التدابير لمنع هجمات المستوطنين العنيفين بالضفة، ومحاسبة المسؤولين عنها”.
وفي مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، الجمعة، أعرب عن قلق واشنطن “العميق إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية في الأيام الأخيرة”.
وفي سياق آخر، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن السلطة الفلسطينية ستعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة بعد أن استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد طلب فلسطيني بالحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وقال عباس -في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)- إن تصويت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي باستعمال الفيتو، “موقف مخيب للآمال، ومؤسف، ومخزٍ، وغير مسؤول، وغير مبرر”، وحمّل واشنطن المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في المنطقة.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى منح فلسطين العضوية الكاملة والفورية في الأمم المتحدة من أجل “تصحيح الظلم التاريخي”، مؤكدا أن ذلك ينبغي أن يكون شرطا مسبقا لمشاركة الفلسطينيين في المفاوضات مع إسرائيل.
وفي التحركات السياسية، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية والوفد المرافق له، الذي يضم رئيس الحركة في الخارج خالد مشعل.
وعقد اللقاء بشكل مغلق في مكتب الرئاسة بقصر دولمة بهجة بإسطنبول.
وذكرت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية الرسمية (تي آر تي) أن أردوغان ناقش مع هنية جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية هناك.
تطورات جبهة لبنان
وعلى الجبهة اللبنانية، أعلن حزب الله السبت استهداف عدة مواقع إسرائيلية مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة، وسط مقتل 3 من عناصره بقصف إسرائيلي، في حين قصفت مدفعية الاحتلال محيط عدد من القرى في جنوب لبنان، وقال جيش الاحتلال إنه استهدف مبنيين تابعين للحزب.
وقال حزب الله -في بيانين منفصلين- إنه استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة وانتشار جنود إسرائيليين في محيطه بقذائف المدفعية، كما قصف انتشارا لجنود الاحتلال شرق بلدة “إيفن مناحم”.
وأضاف أنه قصف تجمعا آخر لجنود إسرائيليين في جبل عداثر وموقع حدب يارين والتجهيزات التجسسية في موقع الراهب وموقع حانيتا.
المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الإسرائيلية