يقول الكاتب بروس إي بكتول أستاذ العلوم السياسية بجامعة أنجيلو بولاية تكساس الأميركية إن إيران حصلت على تكنولوجيا تجميع أنظمة الصواريخ الباليستية من كوريا الشمالية.
وأوضح في مقال له بموقع “ناشونال إنترست” أنه استنادا إلى صور وأوصاف من المنطقة، فإن العديد من الصواريخ المستخدمة في الهجوم الإيراني كانت من الصواريخ التي تسميها طهران “عماد”، وهو صاروخ باليستي متوسط المدى، وهو ليس أكثر من نسخة من صاروخ نودونغ الكوري الشمالي، ويبلغ مداه حوالي 1700 كيلومتر، ويسمح مداه الأطول باستهداف إسرائيل.
وأضاف أن كوريا الشمالية باعت أنظمة لإيران منذ عام 1980، ولم تتوقف عمليات البيع، وليس من المرجح أن تتوقف بدون اتخاذ إجراء حاد وحاسم ضد دعم كوريا الشمالية لإيران ووكلائها، بحسب الكاتب.
%50 من صواريخ إيران فشلت في الإطلاق أو الطيران
وحول كفاءة الصواريخ الإيرانية، قال بكتول، الذي يعمل أيضا رئيسا للمجلس الدولي للدراسات الكورية والزميل في “معهد الدراسات الكورية الأميركية”، إن حوالي 50% من الصواريخ الباليستية الـ120، التي استخدمتها إيران ضد إسرائيل فشلت في مرحلة الإطلاق أو تحطمت أثناء الطيران، على حد زعمه.
وأشار إلى أنه وبمجرد دمج “شهاب 3” في قوة الصواريخ الباليستية الإيرانية، بدأ الإيرانيون على الفور تقريبا العمل على صاروخ متابعة يعتمد على نفس التصميم، ولكن بمدى أطول. وهكذا ولد “عماد”، الذي كشفت عنه إيران كصاروخ جديد بعيد المدى في عام 2015.
وقال إن إيران تدعي أن “عماد” تم اختباره وتأكد بالفعل أن مداه يبلغ 1700 كيلومتر، وأن النظام الذي تم إسقاطه بالقرب من البحر الميت في إسرائيل خلال الهجوم الإيراني الأسبوع الماضي، يثبت صحة ذلك. ووفقا للإيرانيين، فإن “عماد” أكثر دقة بكثير من الصواريخ الأخرى الموجودة في مخزون طهران.
عقوبات أميركية
واستمر بكتول يقول إن كوريا الشمالية تعاونت مع إيران في السنوات الأخيرة على صاروخ بقوة دفع 80 طنا. وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على إيران بسبب هذا النشاط في عام 2016، بينما تم توثيق التعاون المستمر بين كوريا الشمالية وإيران من قبل فريق خبراء الأمم المتحدة في عام 2021. ويمتلك صاروخ هواسونغ-15 الكوري الشمالي هذه القدرة.
وأوضح أن الأمر المقلق هو أن إيران يمكن أن تطور أنظمتها، إذ اختبرت بيونغ يانغ صاروخا باليستيا متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب في الأشهر الأخيرة. وعلاوة على ذلك، فإن الكوريين الشماليين يمتلكون نسخة مقلدة دقيقة للغاية من صاروخ إسكندر الروسي، ونشروا العشرات منها للروس أنفسهم لاستخدامها ضد أوكرانيا.
وأضاف أن إسكندر هو صاروخ باليستي قصير المدى، لذلك ستحتاج القوات الإيرانية إلى الاقتراب أكثر من إسرائيل من أجل إطلاقه، أو يقوم أحد وكلائها باستخدامه.
ومن شأن هذه التحسينات المحتملة للصواريخ الباليستية الإيرانية أن تزيد إلى حد كبير من خطر طهران، إذ يقول خبير الصواريخ الإسرائيلي تل إنبار: “إذا رأيته في كوريا الشمالية اليوم، فستراه في إيران غدا”.