يرى ضيفا برنامج “غزة.. ماذا بعد؟ أن الجو الراهن بين إيران وإسرائيل خلقته غزة والسابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو فشل في استغلال موضوع إيران من أجل تهميش قطاع غزة.
وقال الباحث في الشأن الإستراتيجي والسياسي، سعيد زياد إن غزة هي قلب الفعل ولولاها لما كان الرد الإسرائيلي على إيران قد جاء بهذا الشكل الضعيف -كما تم وصفه- ولكانت الولايات المتحدة الأميركية قد دفعتها دفعا أو حمت ظهرها.
وكانت إيران أعلنت -فجر اليوم الجمعة- بوقوع انفجارات بسماء مدينة أصفهان، وأكدت عدم وقوع هجوم صاروخي أو تضرر المنشآت الحساسة. بينما نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل نفذت ضربات انتقامية ردا على الهجوم الإيراني الذي استهدفها السبت الماضي، وقد رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الموضوع.
وبحسب الباحث، فإن ما تريده الولايات المتحدة وتحاول عقلنة رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو بخصوصه، هو أن تبقى غزة هي منطقة الاشتباك الإستراتيجي، وأن لا تتشتت جهود إسرائيل في مناطق أخرى.
ويرجح أن إيران من جهتها، قرأت المشهد جيدا وعلمت أن إسرائيل تعاني من مأزق السابع من أكتوبر/تشرين الأول ومن ضعف داخلي بسبب الغرق في طوفان الأقصى، بالإضافة إلى تكبيل الولايات المتحدة لها، ولذلك حاولت إيران استثمار هذا الوضع وضرب إسرائيل.
وقد نجحت إيران -يضيف الباحث زياد- في تدشين مسار جديد كسرت فيه قواعد اشتباك ثابتة منذ 45 عاما، وتشجيع حزب الله اللبناني على توسيع نطاق اشتباكه مع الاحتلال.
ويشدد زياد على دور غزة وما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول في تغيير معادلة الصراع، مبرزا أنه في ظروف عادية كانت إسرائيل سترد بشكل أوسع، وكانت إيران من جهتها لن ترد أصلا أو تؤجل ردها كما فعلت في السابق.
معادلة جديدة
ويعتقد الباحث في الشأن الإستراتيجي والسياسي أن غزة مستفيدة من الوضع الراهن، لأنه يخفف الضغط عنها، وأن إسرائيل لن تستطيع مهما بلغت قوتها أن تحافظ على وتيرة عالية من الاشتباك في غزة طالما أنها مشغولة في جبهات أخرى”، وقال إن المقاومة الفلسطينية في غزة ترى أن الفعل العسكري الواجب حاليا هو جر عدد أكبر من الساحات للاشتباك مع إسرائيل.
وفي نفس السياق، يؤكد الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى إن نتنياهو حاول استغلال موضوع إيران وجعلها في مركز الاهتمام الداخلي والدولي من أجل تهميش غزة، لكنه فشل في ذلك، وقد فهم الإسرائيليون ألاعيب رئيس وزرائهم وباتوا أكثر حدة في موضوع أسراهم لدى المقاومة الفلسطينية في غزة. كما أن المستوى الدولي أعاد غزة إلى الواجهة بسبب الأزمة الإنسانية هناك.
ويشير الدكتور مصطفى من جهته إلى أن إيران فرضت معادلة ردعية ومعادلة صراع جديدة على إسرائيل لا يمكن فصلها عما يحدث في قطاع غزة، حيث إن ما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول شجّع الأطراف الأخرى في المنطقة وأضعف إسرائيل.
وقال إن الرد الإسرائيلي على إيران أساء إلى منظومة الردع الإسرائيلية وأسهم في تآكلها، مبيّنا أن إيران هاجمت إسرائيل وأعلنت عن ذلك بالتوقيت وبالمسؤولية الرسمية، في حين أن إسرائيل لم تعلن حتى اللحظة بشكل رسمي بشأن الهجوم على أصفهان.
ويذكر أن الولايات المتحدة ودولا غربية شاركت في صد الصواريخ والمسيرات الإيرانية التي استهدفت إسرائيل السبت الماضي، وأعلنت دعمها المطلق لتل أبيب، لكنها أعلنت أنها لا تريد تصعيدا أكبر في المنطقة.