تركزت أنظار العالم، صباح الجمعة، على أصفهان الإيرانية لمعرفة حقيقة دوي الانفجارات الذي شهدته المدينة، وسط تقارير وأنباء تتحدث عن هجوم إسرائيلي محتمل على الأراضي الإيرانية.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع انفجارات، لكن مصادر ومسؤولين إيرانيين، قالوا إنها نجمت عن أنظمة الدفاع الجوي. قبل أن تعلن وكالات رسمية، أن ثلاث طائرات مسيرة أُسقطت فوق أصفهان، وسط البلاد دون وقوع أضرار.
وذكرت تقارير إعلامية أميركية عديدة، أن صواريخ إسرائيلية استهدفت موقعا في إيران، مستندة على تصريحات لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين وأيضا إيرانيين، أكدوا الضربة، التي تأتي بعد أيام قليلة من هجوم إيراني غير مسبوق على إسرائيل.
والتزمت الحكومة والجيش في إسرائيل الصمت، الجمعة، حيث لم يدليا بأي تصريحات علنية علاقة بالموضوع.
وفي حديثه لموقع “الحرة”، لم يؤكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أو ينفي ضلوع إسرائيل في الهجوم، واكتفى بالقول: “لا تعليق حاليا”.
ما الذي نقلته وسائل إعلام أميركية؟
وبدأت التقارير عن انفجارات في محافظة أصفهان الإيرانية في الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي، حوالي الساعة الرابعة صباحا في إيران، وفقا لأسوشيتد برس.
وفي أعقاب ذلك، نقلت محطة “إيه بي سي نيوز” عن مسؤول أميركي قوله إن “صواريخ إسرائيلية أصابت موقعا في إيران”.
كما نقلت سي إن إن عن مسؤول أميركي، تأكيده أن “إسرائيل نفذت ضربة داخل إيران”، في خطوة تهدد بدفع المنطقة إلى صراع أعمق، وفق الشبكة.
وأوردت شبكة “سي بي إس” أيضا عن مسؤولين عسكريين أميركيين تأكيدهما وقوع “قصف صاروخي من إسرائيل لموقع إيراني”.
من جهتها، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”، عن مسؤولين دفاعيين إسرائيليين، أن إسرائيل نفذت ضربة بإيران في وقت مبكر من صباح الجمعة.
كما أكد ثلاثة مسؤولين إيرانيين للصحيفة الأميركية، أن ضربة أصابت قاعدة جوية عسكرية بالقرب من مدينة أصفهان بوسط إيران، الجمعة، لكنهم لم يذكروا الجهة التي نفذت الهجوم.
لكن مصدرا نفى لوكالة مهر للأنباء، “حدوث أي هجوم على قاعدة سلاح الجو في أصفهان”، حسب ما نقلته رويترز.
وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز، إن طهران ليس لديها خطة للرد الفوري على إسرائيل.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “لم نتأكد من المصدر الخارجي المسؤول عن الواقعة. لم نتعرض لأي هجوم خارجي والنقاش يميل أكثر نحو تسلل وليس هجوم”.
وكتب وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، منشورا من كلمة واحدة على منصة إكس، الجمعة، هي “ضعيف!”، فيما بدا أنه تعليق على الضربة الإسرائيلية بإيران.
روايات إيرانية لما جرى
وعلى الجهة المقابلة، تباينت الروايات الإيرانية بشأن الحادثة في وسائل الإعلام الرسمية بين البلاد، بين من استبعدت حدوث أي هجوم خارجي، ومن أشارت إلى أن مصدر الانفجارات تدمير الدفاعات الجوية لمسيرات.
وأفادت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية، نقلا عن “مصادر مطلعة” أن “لا تقارير عن هجوم من الخارج” وقع في إيران، بعد الانفجارات التي سُمعت في البلاد.
كما نقل التلفزيون الإيراني، عن قائد كبير بالجيش قوله، الجمعة، إنه لم تحدث أي أضرار في الهجوم الذي وقع أثناء الليل.
وأضاف أن الضجيج الذي سمع خلال الليل في أصفهان كان بسبب استهداف أنظمة الدفاع الجوي “لجسم مريب”.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن المواقع النووية في إقليم أصفهان “لم تتعرض لأي ضرر”، بعدما جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في أصفهان للتعامل مع ما يشتبه في أنها طائرات مسيرة.
وأضاف أنه “عند حوالي الساعة 12:30 صباحا بتوقيت غرينتش رصدت 3 مسيرات في سماء أصفهان وجرى تفعيل منظومة الدفاع الجوي وتدمير المسيرات في السماء.
دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد “سلامة” المنشآت النووية
قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية، الجمعة، إن دوي انفجارات سمع قرب مطار مدينة أصفهان بوسط البلاد، ومصدر إيراني لوكالة رويترز إنه تفعيل نظام الدفاع الجوي في إقليم أصفهان.
كما نقلت وكالة فارس عن مصادر قولها إنه جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي للتعامل مع “جسم يشتبه أنه طائرة مسيرة”.
وأوردت رويترز عن محطة “برس تي في” الإيرانية قولها إن “الوضع في أصفهان بإيران طبيعي، ولم يحدث أي انفجار على الأرض”.
وقال محلل إيراني للتلفزيون الرسمي إن الطائرات المسيرة الصغيرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية في أصفهان أطلقها “متسللون من داخل إيران”.
وأفادت “تسنيم”، الجمعة، بأن المنشآت النووية الموجودة في أصفهان بوسط إيران “آمنة تماما”، وذلك بعد تقارير عن وقوع انفجارات في المنطقة.
ونقلت الوكالة عن “مصادر موثوقة” أن “المعلومات المنشورة في بعض وسائل الإعلام الأجنبية حول وقوع حادثة في هذه المنشآت، غير صحيحة”.
تحذيرات
وفي سياق متصل، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عدم وقوع أي ضرر في المواقع النووية الإيرانية.
وقالت الوكالة، في منشور على إكس، إنها تواصل مراقبة الوضع عن كثب وتدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس بأقصى درجة، مشددة على أن المنشآت النووية لا ينبغي أن تكون أبدا هدفا في الصراعات العسكرية.
كما أوصت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري السفن التجارية في “الخليج العربي وغرب المحيط الهندي” بالبقاء في حالة حذر تأهبا لزيادة نشاط الطائرات المسيرة في المنطقة.
إثر تقارير بشأن ضربات بإيران.. واشنطن تحذر رعاياها
حظرت السفارة الأميركية في القدس، الجمعة، على موظفيها وأفراد أسرهم السفر خارج مناطق تل أبيب الكبرى والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر، وذلك كإجراء احترازي إضافي بعد التقارير التي تفيد بشن إسرائيل ضربة داخل إيران.
وحظرت السفارة الأميركية لدى إسرائيل، الجمعة، على موظفيها وأفراد أسرهم السفر خارج مناطق تل أبيب الكبرى والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر، وذلك كإجراء احترازي إضافي يأتي التقارير التي تفيد بشن إسرائيل ضربة داخل إيران.
ودعت السفارة المواطنين الأميركيين بإسرائيل، في تحذير أمني، إلى “الحاجة المستمرة إلى الحذر وزيادة الوعي الأمني الشخصي لأن الحوادث الأمنية غالبا ما تقع دون سابق إنذار”.
من جهتها، حثت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية، مواطنيها في إسرائيل والأراضي الفلسطينية على “المغادرة إذا كان ذلك آمنا”.
وقالت الوزارة في منشور على حساب “المسافر الذكي” على منصة إكس والذي تنشر فيه الوزارة توصياتها الخاصة بالسفر، إن “هناك تهديدا كبيرا بوقوع هجمات عسكرية انتقامية وهجمات إرهابية ضد إسرائيل والمصالح الإسرائيلية في جميع أنحاء المنطقة”.