غانتس: سنرد على الهجوم الإيراني بالطريقة والتوقيت المناسبين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

تشعر الإدارة الأميركية بقلق بالغ من أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني على إسرائيل سيؤدي إلى حرب إقليمية كارثية، ما يدفع الرئيس، جو بايدن، إلى محاولة التركيز على منع التصعيد من خلال “الرد الدبلوماسي” بدلا من العسكري، بحسب موقع أكسيوس وصحيفة وول ستريت جورنال. 

وشنت إيران هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة ردا على ضربة جوية يشتبه في أنها إسرائيلية على قنصليتها في سوريا، لكن الهجوم الإيراني لم يسبب سوى أضرار طفيفة في إسرائيل نظرا لأن معظم الصواريخ تم إسقاطها.

وقالت واشنطن إنها لا تسعى إلى صراع مع إيران لكنها لن تتردد في حماية قواتها والزود عن إسرائيل.

وبعد الهجوم، أجرى بايدن مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، السبت، أبلغه فيها أن الولايات المتحدة لن تدعم أي هجوم مضاد إسرائيلي على إيران، وبحسب ما نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي، فإن بايدن قال لنتانياهو “لقد حصلت على فوز. خذ هذا الفوز”. 

وقال بايدن: “أخبرت نتانياهو أن إسرائيل أظهرت قدرة رائعة على الدفاع ضد الهجمات غير المسبوقة… ما يرسل رسالة واضحة إلى أعدائها بأنهم لا يستطيعون تهديد أمن إسرائيل بفعالية”.

وأضاف أنه سيجري مكالمة هاتفية، الأحد، مع قادة “مجموعة السبع” لتنسيق رد دبلوماسي موحد على الهجوم الإيراني.

وترى صحيفة وول ستريت جورنال أن اجتماع بايدن مع قادة المجموعة هو محاولة لتجنب مزيد من التصعيد العسكري.

وأعلن مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الأحد، أن الولايات المتحدة لا تريد تصعيدا للأزمة في الشرق الأوسط. وقال كيربي لشبكة “أن بي سي”: “لا نريد أن نرى تصعيدا في الوضع. لا نسعى إلى حرب أكثر اتساعا مع إيران”.

وتأتي هذا التحركات من جانب الولايات المتحدة، بينما يطالب عدد من وزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل برد صارم على الهجوم.

وقال عضو المجلس، وزير المالية، بتسالئيل سموتريتش، إن “عيون الشرق الأوسط والعالم أجمع تتجه نحو دولة إسرائيل. وإذا تردد صدى ردنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط للأجيال القادمة، فسوف ننتصر. وإذا ترددنا، لا سمح الله، فإننا سنعرض أنفسنا وأطفالنا لخطر وجودي داهم”، بحسب ما نقل مراسل “الحرة”. 

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قد قال، الأسبوع الماضي، إن بلاده ستهاجم إيران إذا شنت طهران هجوما على الأراضي الإسرائيلية. وقال كاتس لإذاعة الجيش الإسرائيلي الأحد: “هذا لايزال صحيحا”. 

وحذرت إيران، الأحد، إسرائيل والولايات المتحدة من تحرك “أكبر بكثير” في حالة الرد على الهجوم.

وفي السنوات الأخيرة، عندما واجهت إسرائيل وابلا من الصواريخ من وكلاء إيران مثل حماس في غزة وحزب الله في لبنان، رد الجيش الإسرائيلي بسرعة وبقوة. ونظرا لمخاطر إثارة صراع أوسع في الشرق الأوسط، فمن المرجح أن تنسق مع الولايات المتحدة بشأن الرد الأفضل.

ونقلت وول ستريت جورنال عن الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين، إن “فكرة محاولة وقف تصعيد الحرب في الشرق الأوسط هي بلا شك في مصلحة الولايات المتحدة، وفي مصلحة إسرائيل أيضا. لكن ردع إيران ومعاقبتها هو الأهم بالنسبة لإسرائيل”.

وأعلنت إيران الأحد أن هجومها على إسرائيل انتهى، لكن الحرس الثوري قال إنه سينتقم من الولايات المتحدة أو أي دولة في المنطقة تساعد إسرائيل على الرد على طهران. 

ويقدر المسؤولون الأميركيون أن إيران تمتلك أكثر من ثلاثة آلاف صاروخ محلي الصنع.

وأصاب الهجوم الإيراني قاعدة جوية في جنوب إسرائيل، لكنها استمرت في العمل كالمعتاد، وأصيبت طفلة (سبعة أعوام) بإصابات خطيرة جراء شظايا. ولم ترد تقارير أخرى عن أضرار جسيمة.

وقالت سيما شاين، المسؤولة الكبيرة السابقة في الموساد والمحللة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب “أعتقد أن الإيرانيين أخذوا في الاعتبار أن إسرائيل لديها نظام قوي للغاية متعدد المستويات مضاد للصواريخ، وربما أخذوا في الاعتبار أنه لن يكون هناك الكثير من الخسائر البشرية”.

وحذرت قائلة إنه مع ذلك، إذا كانت إيران تمني النفس بألا يكون هناك رد، مثلما حدث مع هجماتها الصاروخية على القوات الأميركية في العراق بعد مقتل، قاسم سليماني، في عام 2020 “فإنني لا أعتقد أن إسرائيل ترى الأمر بهذه الطريقة”، بحسب ما نقلت عنها رويترز. 

لكن نائب مدير مركز مالكولم كير كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، مهند الحاج علي، يرى أن الولايات المتحدة يمكن أن تضغط على إسرائيل حتى لا ترد، نظرا للخسائر المحدودة والأضرار الناجمة عن الهجمات.

وقال الحاج علي إنه على الرغم من المناوشات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله منذ بداية الحرب في غزة، فقد أشارت إيران وحزب الله إلى عدم الرغبة في توسيع الصراع خارج الأراضي الفلسطينية، بحسب ما نقلت عنه وول ستريت جورنال. 

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *