خلال 24 ساعة، أطلق حزب الله اللبناني وابلا من الصواريخ باتجاه الشمال الإسرائيلي، قبل أن يعلن الحرس الثوري الإيراني، الاستيلاء على سفينة “مرتبطة” بإسرائيل في الخليج، فهل بدأت إيران الرد على قصف جوي “نُسب لإسرائيل”، وأسفر عن تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق؟
هل بدأ الرد الإيراني؟
السبت، أعلن الحرس الثوري الإيراني، الاستيلاء على سفينة “مرتبطة” بإسرائيل على بعد 50 ميلا بحريا قبالة سواحل الفجيرة الإماراتية.
والجمعة، أعلن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، أنه أطلق “عشرات صواريخ الكاتيوشا” على مرابض مدفعية إسرائيلية، في هجوم قال إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على بلدات في جنوب لبنان.
وفي حديثه لموقع “الحرة”، يربط الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فادي عيد، بين الواقعتين كإشارة على “بدء الرد الإيراني” على الهجوم المنسوب لإسرائيل.
وإيران كانت مطالبة بـ”الرد رغما” عنها للحفاظ على هيبتها الخارجية وصورة النظام الإيراني، ولذلك فهي تستخدم أذرعها ووكلائها للرد “غير المباشر”، ولجأت للاستيلاء على السفينة المرتبطة بإسرائيل كرد “مباشر” لكن خارج حدود إسرائيل، وفق حديثه لموقع “الحرة”.
ومن جانبه، يكشف الخبير الاستراتيجي الإيراني، سعيد شاوري، أن تأخر الرد الإيراني جاء من أجل لـ”التعامل بشكل دقيق وصحيح، ولتفادي الوقوع في الأخطاء”.
وإيران ليست في “أجواء حرب” على عكس إسرائيل التي تعيش تلك الحالة منذ 6 أشهر، والخطة العسكرية للرد تحتاج لـ”استعداد مسبق” لأي تبعات تنجم عن “العمليات العسكرية”، وفق المحلل السياسي الإيراني.
ويؤكد أنه “وضع الخطط العسكرية لا يتم فقط من قبل إيران لكن حلفائها أيضا”، ويتم أخد بعين الاعتبار “مواقف الحلفاء وسياساتهم” وما سيمكن أن يؤدي لدخولهم في أي “معركة أو رد”.
وإيران تحتاج لوضع “خطط مدروسة ومحكمة وقوية” لتنفيذ تهديداتها، وهناك تفكير دائم بطريقة “الخروج الناجح”، عند التعامل مع إسرائيل وأمريكا قبل التفكير بـ”طريقة الدخول”، وفق شاوردي.
لكن على جانب آخر، يشير أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، مئير مصري، إلى أن “النظام الإيراني قد أطلق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان تجاه إسرائيل، من خلال وكيله المعتمد هناك”، في إشارة لحزب الله.
وفي حديثه لموقع “الحرة”، يتساءل مستنكرا:” ألا يعتبر ذلك اعتداءً عدوانياً جديدا وكافيا لتقوم إسرائيل هي بالرد ومعها الولايات المتحدة؟”.
ويضيف:” للأسف الشديد لقد تعودنا على العربدة الإيرانية وأصبحت صواريخ ومسيرات إيران تعبث في المجال الجوي الإسرائيلي وكأن شيئاً لم يحدث”.
وهذا القدر غير المسبوق من “اللامبالاة الإسرائيلية والأميركية” على حدٍ سواء هو الذي جعل إيران تتجرأ وتتمادى بهذا الشكل، على حد تعبير مصري.
هل تحدث “مواجهة مباشرة”؟
بعد صدور بيان يشير إلى احتجاز سفينة في المياه بين الإمارات وإيران، قال متحدث عسكري إسرائيلي، السبت، إن إيران ستتحمل العواقب في حالة تصعيدها للعنف في المنطقة.
وقال دانيال هاجاري في بيان “إيران ستتحمل العواقب في حالة اختيارها المزيد من التصعيد… إسرائيل في حالة تأهب قصوى.. رفعنا استعدادنا لحماية إسرائيل من أي عدوان إيراني آخر.. مستعدون أيضا للرد”، فهل يحدث تصعيد؟
يرى عيد أن “اختطاف السفينة وإطلاق حزب الله صواريخه تجاه إسرائيل” هو “رد للاستهلاك المحلي ومخاطبة الداخل الإيراني”، للتأكيد على أن “إيران ردت على استهدف قنصليتها”.
ويستعبد الباحث في شؤون الشرق الأوسط “وقوع المزيد من التصعيد”، ويقول:” إيران لن تفعل أكثر من ذلك، ولكنها سوف تستخدم أذرعها مثل جماعة الحوثي وحزب الله، دون (رد قاسي).
خامنئي يتوعد إسرائيل مجددا.. ما أدوات إيران وما الرد الإسرائيلي؟
مجددا، توعدت إيران بالرد على قصف جوي “نُسب لإسرائيل”، وأسفر عن تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري، بينهم اثنان من كبار الضباط، فما هي أدوات طهران لتحقيق ذلك؟، وما سيكون الرد الإسرائيلي على أي تحرك إيراني مباشر أو غير مباشر؟
وتشكل الجماعات المدعومة من إيران ما يسمى “محور المقاومة”، وهو تحالف من الميليشيات المسلحة التي تضم حركتي الجهاد وحماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وجماعات مسلحة عدة في العراق وسوريا، وهي بمثابة خط دفاع أمامي إيراني، وتستخدمها إيران لنشر نفوذها في جميع أنحاء المنطقة.
وعبر تلك المليشيات، نجحت إيران في منافسة القوى الإقليمية التقليدية في المنطقة، إذ تدعم، مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، أكثر من 20 جماعة مسلحة، غالبيتها مصنفة “إرهابية” في الولايات المتحدة.
لكن شاوردي يؤكد أن إيران لن “تتراجع عن ضرب إسرائيل”، وهناك خطط بدأت طهران بالعمل عليها للرد على الجانب الإسرائيلي.
وإيران جادة تمام بضرب إسرائيل وتعتقد أن “الضربة هذه المرة ضرورية جدا”، لمنع الجانب الإسرائيلي من القيام بأي عمل عسكري ضد الأراضي الإيرانية والمستشارين الإيرانيين في أي مكان “مستقبلا”، وفق الخبير الاستراتيجي الإيراني.
ويرى أن الضربة “القوية الموجعة”، هامة لمنع إسرائيل من استهداف أي من حلفاء إيران في “سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن” في المستقبل.
ومن جانبه، يقول مصري إن “النظام الإيراني لا يحتاج أن يقوم بعمل إجرامي كبير داخل إسرائيل حتى يعطي لنا الذريعة للدخول في مواجهة شاملة معه”.
والحرب مُعلنة من قبله منذ زمن وما قام به من فظاعات وخروقات صارخة لا مثيل لها لكافة القوانين والأعراف الدولية كافية تماما لتبرر البدء في القيام بعمليات عسكرية موسعة في العمق الإيراني، وفق أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس.