توفي عن عمر ناهز 76 عاما، النجم السابق لكرة القدم الأميركية، أو جي سيمبسون، الذي بُرئ عام 1995 من تهمة قتل طليقته، في محاكمة شهيرة أسرت انتباه العالم.
وكتبت عائلة سيمبسون على منصة “إكس”: “في 10 أبريل، توفي والدنا أورنثال جيمس سيمبسون بعد صراعه مع السرطان. كان محاطا بأولاده وأحفاده”.
وسيمبسون الذي نشأ في فقر مدقع، سطع نجمه في السبعينيات من القرن الماضي مع فريق بوفالو بيلز لكرة القدم الأميركية، حتى اعتزاله عام 1979 بعد تحقيق سلسلة أرقام قياسية، لينتقل بعدها إلى التمثيل والإعلانات.
“محاكمة القرن”
بُرّئ سيمبسون في محاكمة وصفتها فرانس برس بـ”محاكمة القرن”، من جريمة قتل طليقته نيكول براون سيمبسون وصديقها رون غولدمان، في 12 يونيو 1994، حيث عُثر عليهما مقتولين طعنا بالسكين خارج منزل في لوس أنجلوس.
وأوقف سيمبسون إثر هذه الجريمة يوم 17 يونيو 1994، بعد مطاردة دامت ساعات، تابعها مباشرة نحو 95 مليون أميركي وملايين الأشخاص خارج البلاد، بفضل كاميرات تصوّر من مروحيات.
وإثر محاكمة نُقلت جلساتها مباشرة على التلفزيون طوال 9 أشهر، قامت هيئة المحلفين في لوس أنجلوس بتبرئته، في حكم أثار موجة من الاستنكار والبلبلة تؤجّجها مشاعر عنصرية، إذ إن المتهم أسود والضحيتين من البيض.
وحسب شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية، فقد ظلت المشاعر بشأن المحاكمة مختلطة على مر السنين، حيث اتهم الكثيرون إدارة شرطة لوس أنجلوس بالعنصرية في تعاملها مع القضية، فيما أعتقد آخرون أن قدرة سيمبسون على الاستعانة بمحامين رفيعي المستوى سمحت له بالإفلات من جريمة القتل.
غير إن التبرئة في المحكمة الجنائية لم تمنع إدانته بقتلهما في محاكمة مدنية عام 1997، وحُكم عليه بدفع أكثر من 33 مليون دولار لعائلتي الضحيتين، لم يدفع سوى جزء بسيط منها.
ووصف والد غولدمان وفاة سيمبسون بأنها “ليست خسارة كبيرة للعالم”.
وقال فريد غولدمان لشبكة “إن بي سي نيوز”: “الشيء الوحيد الذي يجب أن أقوله هو أنه مجرد تذكير آخر برحيل رون طوال هذه السنوات”.
وتابع: “إنها ليست خسارة كبيرة للعالم. إنها تذكير آخر برحيل رون”.
قيادة سطو مسلح
في السنوات التي تلت المحاكمة، تجنبت الشركات الراعية سيمبسون فيما طارده الدائنون، حسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، والتي قالت إنه سعى إلى الحفاظ على أسلوب حياته المترف من خلال “سلسلة من مخططات كسب المال اليائسة بشكل متزايد”.
وفي عام 2007، قاد سيمبسون محاولة سطو مسلح على كازينو في لاس فيغاس لسرقة تذكارات رياضية، مع 5 شركاء له، بينهم مسلحان.
وأمضى سيمبسون 9 أعوام، حتى 2017، خلف القضبان لإدانته بعملية السطو المسلح.
وقال أثناء المحاكمة، إنه كان يحاول “استعادة مقتنيات سرقها منه بائعان متخصصان في هذا النوع من الصفقات هاجمتهما المجموعة”. لكن روايته لم تقنع هيئة المحلفين التي أمرت بإيداعه السجن.
وساعد سجنه على إبقائه بعيدا عن الأضواء، إلا أن هذه القضية ما انفكت تغذّي مخيلة الأميركيين، وفق فرانس برس، حيث نال مسلسل قصير من 8 ساعات مخصّص لهذه الجريمة بعنوان “أو جي سيمبسون: صُنع في الولايات المتحدة”، جائزة أوسكار لأفضل وثائقي في 2017.
كما نال المسلسل التلفزيوني “الشعب ضد أو جي سيمبسون: قصة جريمة أميركية” من بطولة كوبا غودينغ جونيور، عدة جوائز إيمي في 2016.
وحسب صحيفة “واشنطن بوست”، ولد أو جي سيمبسون في سان فرانسيسكو في 9 يوليو 1947، ونشأ في منطقة بوتريرو هيل.
وعندما كان في الثانية من عمره، عانى سيمبسون من الكساح، حيث ارتدى دعامات للساق صنعتها والدته حتى بلغ الخامسة من عمره، لكنه نشأ ليصبح مراهقا قوي البنية وقاسيا ويميل إلى العنف.
وانضم سيمبسون خلال فترة المراهقة إلى إحدى العصابات وتم فصله من المدرسة عدة مرات، حيث ذكر ذلك لاحقا حسب “واشنطن بوست”، قائلا: “لقد شاركت في الكثير من معارك الشوارع. ربما لأنني عادة ما أفوز”.