أصرّت بعض النساء في قطاع غزة على إضفاء لمحة ولو بسيطة جدا من البهجة على الأطفال في عيد الفطر، رغم مأساوية المشهد في القطاع الذي يواجه عملية تدمير غير مسبوقة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
فقد نقلت الجزيرة صنع بعض النساء في القطاع كعك العيد، رغم حالة الحزن التي بدت واضحة على ملامحهن وأصواتهن، وأكدتها أحاديثهن.
وقالت إحدى المسنّات إنهن كن يعملن كعك العيد بشكل جماعي في هذه المناسبة (على عكس ما يحدث الآن)، مؤكدة أن نكهة الكعك كما هي لكن النفسيّة ليست كما كانت من قبل.
النفوس متعبة
ووسط الخيمة الصغيرة التي جلست فيها لصنع العكك مع ثلاث أخريات، قالت السيدة التي غزا الحزن ملامحها وصوتها، إن نفسيات السكان متعبة من الرمل والخيام والنزوح ويشعرون بأنهم في بلد غير بلدهم.
اللافت أن أحد الرجال كان يصنع الكعك مع السيدات في فرن طيني للحصول ولو على قليل من الشعور ببهجة العيد على ما يبدو.
وفي خيمة أخرى، قالت إحدى السيدات إنها اشترت قليلا من الطحين بكثير من المال من أجل إسعاد أولادها، في حين قالت شابة إن سكان القطاع سيواصلون صنع السعادة لأنفسهم رغم كل ما جرى ويجري.
ونقلت الجزيرة صورا تظهر قيام بعض السكان ببيع كعك العيد في أحد شوارع القطاع، وقال أحد الباعة إنه كان يعمل محاسبا قبل الحرب، وإنه اضطر لبع الكعك من أجل تجاوز الظروف.
وقال المتحدث إن الناس تشتري الكعك بالقطعة والقطعتين وليس بالكليوغرام كما كان في السابق، وذلك بسبب شح الأموال وتوقف الجميع عن العمل.
وأظهرت الصور أن السكان يخبزون العكك في أفران من الطين، ويعتمدون على الخشب لطهوه لعدم وجود وقود بقطاع غزة جرّاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ بدء الحرب.